نتيجة لما تمر به البلاد من وعكات خارجية وتلبكات داخلية ، كان لزاما علينا الوقوف بيد من حديد حتى تسترد المحروسة عافيتها ، وبناء عليه فقد قام السادة المسئولون بعمل ورش عمل ولجان طوارىء واجتماعات عاجلة للوصول الى سبل فورية للتعديلات الجذرية المرجوة وبعد وقت ليس بالكثير صدر قرار جمهوري لقانون يحمل رقم 113 لسنة 2015 م بتعديل بعض أحكام القانون رقم 11 لسنة 2004 ، بإنشاء تأمين الأسرة ، من خلال تسعيرات محددة لكل عملية تفاعلية في الأسرة المصرية سواء سلبية أو إيجابية على النحو التالي : دفع 100 جنيه مصري فقط لا غير على كل واقعة طلاق دفع 100 جنيه مماثلة على كل واقعة زواج 4 جنيهات على كل مستخرج رسمي للزواج 9 جنيهات على كل مستخرج رسمي للطلاق 20 جنيها على كل شهادة ميلاد جديدة 4 جنيهات على كل شهادة وفاة كلام جميل .. كلام معقول ، ولكن الثقافة الشعبية مصحوبة بالحالة المادية ممزوجة بالنفحات المجتمعية سوف تمثل حائط صد أمام قائمة الأسعار اللوذعية ، بالعقل كده إذا كان المصريون بيكتبوا مؤخر صداق قليل في قسيمة الزواج لكي يخفضوا النسبة التى يتقاضاها الشيخ المأذون ، يعني ببساطة كل واحد هيطلق مراته شفهي اختصارا للتكاليف وربما يصل الأمر الى الزواج أيضا على سبيل التوفير ، واحتمال يكسلوا يستخرجوا شهادة ميلاد لأولادهم ، ويبقى الشيء الوحيد الذي سيهرولون الى استخراجه هو شهادة الوفاة طبعا لزوم الورث والمعاش وخلافه ! ورغم مزاعم المختصين بقوانين الأحوال المدنية بأن تلك التسعيرة العصرية سوف توفر عائدا ضخما يصل الى 180 مليون جنيه سنويا بحسبة بسيطة جدا فوفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2014 فإن عقود الزواج في مصر بلغت 953 ألفا لتحقق حصيلة مقدرة بنحو 102.9 مليون جنيه ، و180 ألف حالة طلاق بقيمة 21.2 مليون جنيه ، فضلا عن عدد مواليد وصل الى2.5 مليون بقيمة 54.4 مليون جنيه على 2.1 مليون جنيه من شهادات الوفاة البالغ عددها 531.8 ألف متوفي خلال العام الماضي ، هنضربهم كلهم في الخلاط لمدة 5 دقائق حتى نحصل على النتيجة المرجوة ! يعني لا سحر ولا شعوذة ، وكله بالورقة والقلم ، وفي خلال كام سنة "فكة" الإقتصاد المصري سوف ينتعش حد الفوران بأيدينا لا بيد عمرو ، وبدون سياحة ولا شحاتة ولا وجع قلب ، طالما أصبح شعار الحكومة " إدفعلي ..شكرا" أو " إدفعوا لي تجدوا ما يسركم " وربما "إدفعلي حتى تدفعني " ، وكله بالحب والود والحنية .. ولا تعجب حضرة عزيزي القاريء المبجل فنحن أقدم شعوب العالم في علوم الحساب ، ولدينا باقة مفتخرة من الخبراء الإقتصاديين – اللهم لا حسد – وبعد كل تلك الدفوع السالف ذكرها فإنني أوصيكم ونفسي بأن نكشف رؤوسنا متوجهين الى السماء ..مرددين بصوت رجل واحد " حسبنا الله ونعم الوكيل "