فى إطار سلسلة (حوار التحرير) نظمت الجامعة الأمريكية ندوة حول الأحزاب الجديدة في مصر وتحديات المرحلة الانتقالية بمقر الجامعة بوسط البلد، وقد شهدت الندوة جدلأً كبيراً واختلافاً فى الرأى بين الموافقين والمعترضين على التعديلات الدستورية .. تحدث فى الندوة الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة؛ والمهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط، والدكتور عصام العريان المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين . قال الدكتور عصام العريان نائب المرشد العام للإخوان المسلمين إن الخريطة الحزبية فى مصر ذات تنوع شديد حيث تضم أربع تيارات أساسية وهى التيار الليبرالى ويمثله الوفد وحزب الجبهة الديمقراطية والتيارالقومى الناصرى ويمثله حزب العربى الناصرى وحزب الوفاق القومى وحزب الكرامة والتيار الإسلامى ويمثله حزب الوسط وحزب الحرية والعدالة (تحت التأسيس)والتيار اليسارى الذى يمثله حزب التجمع وحزب العمل والحزب الشيوعى المصرى (تحت التأسيس) وفى إطار هذه الدائرة نحن عندنا نحو 26 حزباً لا يتمتع بانتشار وسط الجماهير سوى القليل منها، أما الحزب الوطنى فأنا أقترح أن يقوم بحل نفسه وإعادة تكوينه من جديد بعد تطهيره من العناصر الفاسدة التى أساءت إليه طوال عمله الحزبى بحيث يضم من جديد البقية الباقية من الصالحين فى هذا الحزب ومن هنا يستطيع أن يعود للشارع لكن بدون ذلك فهو الآن يتعرض لرفض شعبى لا رجعة فيه وأنا أقول أن الشعب الذى أسقط رئيس الجمهورية لا ينبغى أبدا أن ينشغل بالخديعة الكبرى المسماه بفلول النظام حيث أن هذا النظام قد ذهب إلى غير رجعة.. نحن كإخوان مسلمين نريد خريطة حزبية قوية ونريد نظام لا تحتكره أى أغلبية بنسبة 51% مهما كانت حتى لا نعود إلى نقطة الصفر من جديد ولكن المطلوب منافسة حزبية واحزاب قوية وذلك لن النظام الديمقراطى يصلح نفسه بنفسه أما فيما يتعلق بالدساتير فإنها ليست مقدسة ويمكن تعديلها فى اى وموقف الإخوان واضح وهو "نعم" للتعديلات الدستورية أما عن مصر المستقبل فإن غدا سيكون اكثر تسامحا واكثر إشراقا واكثر ديمقراطية واكثر مدنية ويسكون نتكافل الفرص متاحا للجميع والمساواة ستكون مكفولة للجميع فى الحقوق والواجبات وفى الصحة والتعليم والانتاج ومصر صاحبة التاريخ العريق تستطيع أن تقيم نموذج ديمقراطى حقيقى وتدهش العالم كله بنظام مدنى وحضارى وثقافى. أما المهندس أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط فقال: إحنا حاربنا طيلة 16 سنة حتى نحصل على حكم بإعلان تأسيس الحزب وطوال هذه الفترة ونحن نتحرك فى الشارع ، وفيما يتعلق بالتعديلات الدستورية فإن المسألة الخلافية هنا ليست فى وضع دستور جديد من عدمه وإنما فى التوقيت بمعنى هل لدينا وقت كاف لعمل دستور محترم أم لا ونحن فى حزب الوسط انتهينا إلى أن التوقيت غير مناسب ونحن سنقول نعم للتعديلات ولكن إذا انتهت نتيجة الاستفتاء وتم رفض التعديلات فسوف نكون أمام إشكالية كبيرة ، وسيكون أحد الحلول المطروحة هو إجراء انتخابات لهيئة تأسيسية لوضع دستور جديد وبالتأكيد التعديلات الدستورية المقترحة فيها قصور ونقص لكننا فى ظروف دقيقة والتصويت بنعم فيه فائدة والحقيقة هذه أول مرة نكون أمام استفتاء مش عارفين نتيجته قبل أن يظهر. أما فيما يتعلق بالإخوان فأنا أرى أن هناك إشكالية كبيرة فى عملهم السياسى وهذه الإشكالية نابعة من الخلط بين العمل السياسى وبين الدعوة إلى الله وعلى كل حال المفروض أن تتصف الأحزاب بعدم الانتماء لتنظيمات خارجية وعدم المشاركة فى أعمال قتالية خارج مصر وأن يتوجه إخطار تأسيس الأحزاب إما للمحكة الدستورية العليا أو لجهاز المحاسبات أما فيما يتعلق بالدستور الجديد فأنا أرى أن الدساتير تحتاج لتوافق فى الرأى من أجل أن تراعى حقوق الأغلبية كما تتطلب توسيع قاعدة ممارسة الحريات فالدستور الألمانى مثلاً ينص فى أول مادتين به على الحريات ومش عايزين نرجع للوضع الحالى الذى كان يسير طبقا لنكتة سياسية تقول عليك أن تختار إما سلطة أبدية وإما معارضة أبدية . أما عن المستقبل فإن مستقبل مصر باهر وهذه كانت ثورة كرامة وثورة حرية وهذا الشعب عظيم وسيعمل على إعداد بناء ديمقراطى واقتصادى سليم وبعد عقدين سنكون بإذن الله من اهم 10 دول فى العالم. وتحدث الدكتور عمرو حمزاوى أستاذ العلوم السياسية حيث شن هجوماً على الإخوان وعلى حديث الدكتور عصام العريان وقال إذا كان المواطن يدرك أن القوة التى ضحت فى الفترة الماضية هى الإخوان فإن من حق القوى الأخرى أن نترك لها الفرصة من أجل أن تعمل والتضحية لا ترتب حقا مكتسباً لدى المواطنين ومن يتحدثون عن المخاطر الخارجية بحيث يدعوننا لأن نقول نعم فى الاستفتاء المزمع فإنهم بذلك يريدون إعادة انتاج الخطاب القديم الذى ردده الرئيس السابق لسحق الثورة بدعوى الخوف على أمن البلد واستقراره فمن قال لا لن يربك الدولة ونحن الآن أمام دستور سقط بقيام الثورة وسقوط النظام ومن هنا فالحاجة ماسة لدستور جديد وإذا قلنا لا فأن البديل المناسب والآمن سيكون بإعلان دستورى مؤقت وانتخاب هيئة تأسيسية لوضع الدستور الجديد. وتحدث عن ائتلاف شباب الثورة الشاب ناصر عبد الحميد والذى واجه معارضة كبيرة من الحاضرين الذين رفضوا أن يمثلهم أى شخص أو أن يعبر عن الثورة أى إئتلاف باعتبارها كانت حركة شعبية خرج فيها الجميع عن صمته من أجل الحقوق والحريات ورداً على ذلك فقد قال ناصر: أنا أتحدث باسم شباب الثورة وليس باسم أحد وأرى أن الدستور سقط مرتين بنجاح الثورة وبخلع مبارك ونحن كإئتلاف بين شباب 6 إبريل والجبهة الديمقراطية والوفد والكرامة والتجمع والغد قد أعلنا موقفنا وقلنا أننا نرفض التعديلات لأنها ليست كافية ونطالب بإعلان دستورى ووضع دستور جديد.