يبدو أنه موسم عودة النشطاء والمعارضين لتصدر المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعى بعد توقف وغياب خاصة مع اقتراب ذكرى ثورة يناير التى صنعت منهم شخصيات على مستوى الحدث..خلال الأيام الماضية أعلن خمسة - ممن يمكن أن يوصفوا شعبيا ب "المغضوب عليهم"- العودة للمشهد مجددا..وائل غنيم عاد إلى الفيس بوك، يسرى فودة بطل موقعة ريهام سعيد قرر العودة لكتابة مقاله، أما بلال فضل فقد كثف نشاطه الأخير فى الهجوم على مصر بسلسلة طويلة من المقالات التى توقف فترة عن كتابتها، أما علاء الأسوانى فقد سار على نهج البرادعى بتغريدات غريبة، فى حين تردد اسم باسم يوسف كثيرا فى أنباء عالمية تفيد بعودة البرنامج..فأين كان هؤلاء الخمسة قبل بدء موسم العودة إلى ذكرى الثورة؟ وما الذي سيضيفونه لهذا المشهد المعقد؟ وائل غنيم يعود إلى الفيس بوك.. وفودة يستغل موقعة ريهام سعيد.. وأيمن نور يتضامن مع دعوة حمدين صباحي بلال فضل يكتب فى صحيفة ممولة من التنظيم الدولى للإخوان.. وعلاء الأسوانى يقلد البرادعى.. وعودة باسم يوسف فى 2016 البداية من وائل غنيم الذى انسحب من الساحة السياسية تماما فى أعقاب نجاح ثورة 30 يونيو، وعاد للعمل فى فرع شركة جوجل بإحدى دول الخليج، ثم تردد أنه ترك الشركة وافتتح شركة جديدة وانتقل للعمل والإقامة بالولايات المتحدةالأمريكية، وانضم لجامعة هارفارد، حيث أعلن معهد "آش" للحكم الديمقراطي والابتكار بكلية "جون كينيدي" لشئون الحكم بالجامعة أنه قام بتعيين غنيم ليشغل منصب "كبير زملاء" في المعهد، وذكر المعهد في بيان على موقعه الإلكتروني، أن "أبحاث غنيم سوف تركز على كيفية استخدام التكنولوجيا، في إنشاء مساحة للمواطنين المهتمين بالشأن العام والخبراء وصناع الرأي والأكاديميين والمسئولين للتشارك في مناقشات تتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تواجه مجتمعاتنا". وظل غنيم بعيدا تماما عن المشهد حيث توقفت صفحته الرسمية عن العمل كما أوقفت صفحة كلنا خالد سعيد نشاطها تماما إلى أن عاد منذ أيام وأعلن أنه سيبدأ خلال وقت قريب (خلال أسابيع أو شهور قليلة) في كتابة رسائل إلى المستقبل، إلى أبنائه إسراء وآدم، وهي سرد لتفاصيل كل ما كان شاهدا عليه خلال الخمس سنوات الماضية وسيحكي فيها كل الوقائع التي كان شاهدا عليها، والأخطاء التي وقع فيها والدروس التي استخلصها والتي تمنى أن تكون لها فائدة في المستقبل القريب، وذلك على حد وصفه، مضيفا "كي أوثّق رؤية شخصية يقرؤها أبنائي عن تلك الفترة العصيبة من تاريخنا المعاصر". لكن الكثير من التعليقات التى صاحبت عودته وخاصة من الفضائيات والمتحولين من تأييد الثورة إلى معاداتها بالغت فى تحليل عودته ورأت أن ظهوره وعودته للكتابة على مواقع التواصل الاجتماعى يعد "نذير شؤم" وتلويح بحالة جديدة من عدم الاستقرار، وأنه يقود ثورة لإفساد الحياة السياسية مجددا وتعطيل الانتخابات البرلمانيةّ! وكان رد وائل غنيم على هذه الاتهامات ساخرا حيث قال: "الحاجات دي زمان كانت بتضايقني، دلوقتي بقيت أتعامل معاها بمذهب لا اكتراثي بائس..حفظ الله الأذرع الإعلامية ورزقها القليل من الكفاءة في التلفيق (ومصحح لغة عربية)..هو أنا جبت سيرة الانتخابات ولا حتى لسه اتكلمت؟! لحقتوا تخلوني عامل خطة؟!". . أما بلال فضل فقد عاود الكتابة بشكل سريع ومتلاحق على موقع صحيفة العربى الجديد على الإنترنت بعد حالة من البطء والإقلال الشديد من الظهور وكالعادة لم يتوقف عن إهانة الدولة المصرية حيث كتب عدة مقالات مؤخرا منها "أنهم يكتبوننى والملائكة لم تحارب معنا فى حرب أكتوبر وجمهورية الخوف الهزلية" .. وزعم أن مصر غارقة فى مخاوف وهمية من حروب الجيل الرابع والخامس على حد وصفه. كان بلال فضل قد توقف عن الكتابة فى صحيفة الشروق العام الماضى، وفى 2014 انضم بلال فضل لقائمة كتاب جريدة "العربى الجديد" ذات الصلة بالتنظيم الدولى للإخوان المسلمين واشتدت حدة الجدل حول آرائه وكتاباته ضد النظام السياسي فى مصر وكل ما ترتب على ثورة 30 يونيو.. ويظل سفره إلى أمريكا واستقراره بها بمثابة علامة استفهام كبيرة، ففى الوقت الذى أكد فيه أنه هاجر إلى بلاد العم سام لحصوله على منحة لدراسة السينما فى سبتمبر قبل الماضى، إلا أن هناك من يؤكد أن بلال هرب ليواصل هوايته - بحرية كاملة دون تنغيص- فى الهجوم على مصر والمؤسسة العسكرية.. أيضا هاجر بلال إلى أمريكا واصطحب أطفاله معه ليلتحقوا هناك بالمدارس الأمريكية وواجه دعوات قضائية بتهمة الخيانة والعمالة والتحريض ضد مصر من خلال منبر إعلامى يصدر من لندن ومقره فى الدوحة وهو صحيفة العربى الجديد. أما علاء الأسوانى فلم يتوار كثيرا عن المشهد، وإنما الجديد انه أصبح مستفزا أكثر مما مضى، وتظل أكثر الأخبار نقلا عنه مرتبطة بالتغريدات التى يكتبها على تويتر أو على الفيس بوك، حيث تحول لما يشبه عواجيز الفرح بنفس طريقة البرادعى.. حيث قال الأسوانى في تغريدة عبر تويتر:"إن في مصر فقط يتم استبعاد راقصة من الترشح للبرلمان لأن الرقص دليل على سوء السلوك ويشكل كبار اللصوص وعملاء الأمن قائمة انتخابية تفوز بالأغلبية". ولم يعلن علاء الأسوانى عن نشاط أدبى جديد رغم تفرغه حيث يبدو أن أعماله توقفت عن روايته الأخيرة "نادى السيارات". أما الإعلامي يسري فودة، فقد أبدى نيته للعوة مجددا إلى الساحة الإعلامية مرة أخرى بعد غياب دام لأكثر من عام، عن طريق كتابة مقال أسبوعي ينشر في جريدة الشروق، ونشر فودة "بوست" غريبا قال فيه "كلكم أشرار وأنا بدأت أتعاطف عكسيًّا؛ واللي عايز يتفرّج ويخاطر بمرارته هو حر.. فقط أرجو ألا يضيع المعنى والجوهر وسط ما أراه دخانًا لا قيمة له. المعنى والجوهر أكبر بكثير وأخطر بكثير من أن يُشخصن، وسأحاول أن أشرح ما أقصده بهذا في أول مقال أسبوعي لي". ولم يعلن فودة أين كان طيلة هذه الفترة إلا أنه ذكر أسباب ابتعاده عن الساحة الإعلامية، وذلك عقب تقدمه باستقالته من قناة "أون تي في" بعد أن كان يقدم برنامج "أخر كلام". . وقال الإعلامى الساخر باسم يوسف فقد ترددت الكثير من الأنباء حول عودته مجددا للمشهد وعدة برنامجه الساخر، إلا أنه أكد عدم صحة ما تم تداولته الأنباء عن انضمامه لمجموعة قنوات "OSN"، كمقدم برنامج، وطالب وسائل الإعلام تحرى الدقة فيما يتم نشره وقال الإعلامى الساخر"إنه لا صحة لهذا الخبر أنا سأقدم الحفل الخاص ب OSN لإعلان خريطتها ل 2016"، وأعلن باسم خلال معرض منتجات السينما والفيديو "MIPCOM" فى مهرجان كان بفرنسا مؤخرا أن الشرق الأوسط به العديد من المواهب غير المكتشفة، وأن للثورة مازالت مستمرة فى قلوب وعقول الشباب، هذا على الرغم مما منيت به ثورات الربيع العربى من فشل وسوء إدارة وتوجيه. الظهور الجماعى لهؤلاء المعارضين والمختلفين مع ما ترتب على 30 يونيو من اوضاع يطرح علامات استفهام كثيرة حول فكرة موسم الثورة مع اقتراب الذكرى الرابعة لثورة يناير.. تعليقا على هذا يقول تامر فؤاد القاضى، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة وعضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية: ليس صحيحا من حيث المبدأ أن هناك مناسبة أو موسما ثوريا يعاود فيه النشطاء الظهور مرة أخرى من باب أن الثورة أصبحت مجرد ذكرى.. فهذا ليس صحيحا لأن النشطاء الحقيقيين فى الأصل لم يتركوا المشهد وهناك الكثير من الكوادر الشبابية التى تنتمى وتعمل من خلال الكيانات السياسية والحزبية القائمة، ومن خلال موقعى كواحد من شباب يناير أرى أن الشباب لايزال موجودا فى الشارع وهناك كوادر شبابية فاعلة ربما لم يجد بها الزمان منذ سنوات طويلة وهى من نتاج ثورة يناير. إذن المشهد مستمر، لكن المشكلة أن هناك بعض النشطاء والشخصيات البارزة فى المشهد عانت ولا تزال تعانى من معارك شرسة وتخوين واتهامات بالعمالة والخيانة وخاصة من أصحاب المصلحة والسبوبة والأعداء الحقيقيين لثورة يناير ممن تضررت مصالحهم وبالتالى هناك تنكيل ببعض الناس لمجرد الاختلاف فى الرأى مما يدفعهم للانسحاب أوالتوقف عن الكتابة أو تجميد نشاطهم والاكتفاء بالتدوين على تويتر والفيس بوك. ويتوقف القاضى عند عودة وائل غنيم على وجه التحديد لأنه أكثر البارزين ابتعادا عن المشهد طيلة العامين الماضيين، حيث يقول: غنيم لديه أسرار لم يكشف عنها بعد، هذه الأسرار تتعلق بموقفه الشخصى مما يحدث، وما كان يدور بين الشباب والمجلس العسكرى فى الاجتماعات الأولى التى أعقبت سقوط مبارك، والحقيقة أن غنيم شارك فى صناعة الحدث بشكل كبير ولهذا عندما ابتعد عن المشهد كان لديه حساباته وعندما قرر العودة أيضا لديه حسابات أخرى، خاصة أنه تعرض للتشويه من كل الأطراف كما أن بعض الاطراف حاولت استغلاله كالإخوان مثلا. ويضيف القاضي: وائل غنيم تحديدا عليه علامات استفهام كثيرة، وأنا حسمت رؤيتى تجاهه من مقالة نشرها جوليات أسانج مؤسس موقع ويكيليكس والذى أكد فيها على علاقة موقع جوجل بالمخابرات الأمريكية، وأكد أن غنيم تمت صناعته أمريكيا من خلال السي آي أيه، خاصة وأنه دوره فى الثورة لم يكن له تدرج، وكان محبوسا طيلة أيام الثورة لكنه خرج وتصدر المشهد. وبخلاف الخمسة السابقين..هناك أيضاً أيمن نور الذي وجد ضالته في دعوة حمدين صباحي لإنشاء تكتل يساري معارض، وأعلن نور تأييده لهذا التكتل المعارض للسلطة وطالب بتوسيعه ليضم ايضاً تيار الإخوان تحت مظلة ما وصفها ب"مبادئ ثورة 25 يناير"، أيضاً هناك عبد المنعم ابو الفتوح رئيس حزب مصر القوية والذي خرج ليكرر نفس كلامه السابق حول انتقاد النظام ومقاطعة الانتخابات البرلمانية.