لم تتمكن إعاقتها البصرية من إيقاف حلمها، ولم يقف كف بصرها أمام إصرارها، ولم تتخل عنها أسرتها، هذا هو ملخص حياة رضوى حسن، المذيعة براديو 90.90، التي حققت حلمها بدراسة الإعلام والعمل فيه، فهي خريجة قسم الإذاعة والتليفزيون كلية الإعلام جامعة القاهرة دفعة 2011 بتقدير امتياز، وتعمل مذيعة حاليا؛ لأن الإعلام "بصيرة" قبل أن يكون "بصرا"، الشباب أجرت معها الحوار التالي. حوار: محمد وليد بركات - لماذا اخترت دراسة الإعلام؟ كنت أحب صوتي منذ صغري، وأقوم بالتسجيل لنفسي على "شرائط كاسيت"، وأشعر بأنني أريد العمل في مهنة تقوم على الكلام، وفي المرحلة الإعدادية سمعت عن كلية الإعلام، وقررت دخولها، وبالفعل حققت مجموع في الثانوية 98.2% ودخلتها. - ما هي الصعوبات التي واجهتك في الدراسة؟ أصرت أسرتي على تعليمي تعليما كاملا، وفي المدرسة كانت أمي تقرأ لي، وتعلمتْ طريقة برايل حتى تتواصل معي رغم أنها مبصرة، مما أثر على بصرها، واشترت لي أسرتي آلة كاتبة برايل رغم غلو ثمنها، وكان أبي يأخذني من بيتي في شبرا إلى المدرسة في مصر الجديدة يوميا. وفي الجامعة استمرت المساعدة، وتحملت الأسرة تكاليف تحويل الكتب الدراسية إلى برايل. - هل كان هناك اهتمام خاص بك في الكلية؟ لم يبخل عليّ زملائي بالمساعدة في إعداد البحوث، وكان بعض الأساتذة يوفرون لي الكتب على CD لأقوم بتحويلها إلى برايل مباشرة، وكان يتم توفير موظف ليكتب لي في الامتحانات حتى أتاحت المكتبة المركزية للجامعة حواسب خاصة للمكفوفين، ولكن عموما كنت حريصة على القيام بكل المهام مثل المبصرين، وقمت بعملي كاملا في مشروع التخرج، لدرجة أنني تعلمت مونتاج الفيديو القائم على الصورة رغم أنني لا أرى. - وماذا بعد التخرج من الكلية؟ لم أجد الطريق مفروشا بالورود، وواجهت صعوبة كبيرة في إقناع مديري القنوات بقدرتي ككفيفة على العمل الإعلامي، رغم أنني تدربت وأنا طالبة، وحصلت على السنة التمهيدية للماجستير، حتى قرأت خبرا عن مبادرة لتاهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وتوظيفهم، وكانت برعاية إحدى شركات المحمول الخاصة، وبالفعل عملت في خدمة العملاء في إحدى الشركات، ثم انتقلت إلى دليل تليفونات المصرية للاتصالات، واستضافني خالد النبوي في برنامج "ابتدي" في رمضان 2014 وعرض قصة كفاحي. - وكيف عملتي في راديو 90.90؟ بعد الحلقة اتصلت بي المحطة وعرضت عليّ العمل، وأجريت الاختبارات اللازمة واجتزتها، وكنت في غاية السعادة، واقترحت فكرة برنامج لعرض النماذج الشبابية الناجحة، وبالفعل قمت بإعداد وتقديم برنامج عن ريادة الأعمال كل أحد الساعة 2ظهرا باسم "ياللا بينا" مع زميلتي رغدة الشيمي، وواجهت صعوبة العثور على المصادر في البداية ولكني اجتزتها بفضل مساعدة زملائي. - وكيف تقومين بمهام عملك اليومية؟ أبي يوصلني إلى العمل في الكثير من الأيام، وأحيانا أمي أو أختي، وكان معي سائق خاص في إحدى الفترات، واستخدم برامج "قارئ الشاشة" على الحاسب والمحمول لأقوم بأداء عملي بشكل طبيعي، وهي برامج تقرأ للكفيف بالصوت ما يراه المبصر بعينيه، والفكرة أن المبصرين لا يعرفون كيف يعيش الكفيف أو يتعامل في حياته ليتغلب على إعاقته، فيعتقدون أن الحياة مستحيلة بهذه الإعاقة. - ما رأيك في حال الإعلام المصر ي ؟ و ما الحل؟ ليس في أحسن حالاته، ويسيئني كثيرا استخدام الألفاظ الخادشة في الإعلام والدراما والسينما، والشحن والتكرار الممل في برامج "التوك شو"، لدرجة أنني توقفت عن مشاهدتها، ولذلك أتمنى أن يتم تحجيم هذه الممارسات تماما، والحل في عودة الإعلام في ماسبيرو وفي الصحف القومية إلى التعبير عن المواطن وهمومه واهتماماته، وأيضا التزام الإعلام الخاص بأخلاقيات المهنة، وتفعيل ميثاق الشرف المهني عبر المؤسسات المشرفة على الإعلام التي نص عليها الدستور الجديد. - من هو مذيعك المفضل؟ د.محمد سعيد محفوظ على CBC Extra، وإيمان الحصري على المحور، ود.عمرو الليثي أيام برنامج اختراق، كما أنني أحب صوت يوسف الحسيني، وصوت العقيد ياسر وهبة الذي يسجل بيانات القوات المسلحة، وفي الراديو أحب جيهان عبدالله على نجوم FM، وسالي سعيد وفادي إبراهيم وأحمد خيري على راديو 90.90. - ما هي النصيحة التي تقدمينها إلى الط لاب ذوي الاحتياجات الخاصة؟ "متنفعش إعاقتك تقف قدامك"، جميعنا يواجه المشكلات سواء كانت صحية أو غيرها، ولذلك يجب تحديها والإصرار على ما نحب حتى نحقق أحلامنا. - وما هي طموحاتك وأحلامك للمستقبل؟ أتمنى أن أطور قدراتي كمذيعة، وأن أحصل على المزيد من الدورات التدريبية في الإعداد والتقديم والإلقاء، وأتمنى أيضا أن أفتتح استديو راديو خاص بي، وأن أفتتح مشروعا لعمل "غزل البنات".