لحظة انتصار الشباب وإسقاطه لنظام دام 30 عاماً لحظة يصعب على أى شخص استيعابها، وهي تحتاج لوقت حتى يمكن استيعابها وإدراك معالمها، وهو حدث لا مثيل له فى التاريخ المصرى، وأنا سعيد بحضور تلك اللحظة ليس لخروج شخص بل لخروج جموع الشعب المصرى فى أول مرة له منذ زمن طويل، مطالباً بحقوقه كاملة، وترك الرئيس مبارك الأزمة لوقت طويل دون حسم سمح لنضج جيل جديد وظهور مشاعر حقيقية ونضج الإحساس بمسئولية شعب خرج للمطالبة بحقوقه. ما يعنينى فى الحدث ليس ذهاب شخص، فهو أمر تكرر كثيراً فى التاريخ المصرى، ولكن الأهم هو ظهور إرادة شعب فى التغيير غيب لفترة طويلة كادت تفقد الأمل فى نفوس الجميع، كنت أنتظر حدوث تلك اللحظة إلا أننى لم أكن أتصور حدوثها فى حياتى ، وأعظم ما فى الحدث هو خروج الشعب المصرى بكل قواه قادة طليعة من شبابه انضم له جموع الشعب المصرى. ومصر ليست الآن تحت حكم عسكرى بل هو انتقال مصر من حكم سقطت شرعيته إلى حكم نأمل فيه ونتطلع إليه سوف تحميه ثورة، وخروج جميع طبقات وفئات الشعب المصرى وضع لم تشهده مصر أبدا فى التاريخ، وفى أول مقابلة لي مع الرئيس مبارك فى عام 82 قال لي : "يوم ما هزهق من البلد هسلمها للجيش"، ويجب على جميع الشعب المصرى شكر الرئيس مبارك لأن إطالته لمدة الأزمة لأن زيادة عناد الرئيس أدت لرفع سقف مطالب الشعب المصرى من المطالبة بتعديل الدستور وعدالة اجتماعية إلى المطالبة بإسقاط النظام نفسه المستفيد الوحيد من بعض الملفات المتطرفة ، طوال أيام الثورة لم تشهد حالة تحرش واحدة، على الرغم من زيادة الحشود أو حادثة إحراق كنيسة ..فالشعب خرج فى جميع المحافظات كقوة حقيقية وليس تفويضا من أى شخص.