سمير رجب رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة دار التحرير سابقا، ورئيس التحرير الحالي لجريدة 24 ساعة .. لا يحتاج لمقدمات أكثر من ذلك، ولكن اسمعوه يتحدث في الجزء الثاني من حواره الجريء مع بوابة الشباب. تصوير : محمد لطفي هل حقيقي أنك أقمت دورا كاملا في مبنى جريدة الجمهورية به جاكوزي وسونا خاص بك؟ كل ما يمكنني أن أرد به علي هذا الكلام أنه "هلس" لأنهم تركوا كل الإيجابيات التي قدمتها لهذه المؤسسة الكبيرة وكل هذا التطوير ويقولون جاكوزي, وأنا رديت علي كل من تحدث في هذا الأمر وقتها ولا أريد أن أخوض فيه مرة أخري, فالناس تشعر بما قدمته لدار التحرير ليس الصحفيين فقط بل حتى المواطن العادي يطلق علي محطة الأتوبيس محطة سمير رجب وهذا يسعدني جدا ويجعلني فخورا بما قدمته. ما هو أهم ما تفتخر أنك قدمته لجريدة الجمهورية ؟ مضاعفة أعداد التوزيع للجريدة، كما أنني قدمت أبوابا كثيرة منها 139 للتواصل مع القاري وإقامة الصندوق التأميني وتجميع اشتراكات من العاملين لدرجة أن أصغر محرر يخرج على المعاش يحصل على 160 ألف جنية بخلاف المطبعة والمبني العملاق علي شكل كتاب بشارع الجمهورية لدرجة أن محافظ القاهرة السابق عبد الرحيم شحاتة قال إن المبني أعاد بث النور لشارع رمسيس حتى وهو غير مضاء, وهذا المبني به كل مقومات التي تخدم العمل الصحفي. وكيف تري نفوذك الآن؟ نفوذي أجده في كل مكان وأراه في الشارع, وأجد ناس يقابلونني ويقولون لي أنت غيرت حياتنا وأجد أنني ساعدت ناس مش فاكرهم وعندما أنزل في الشارع يلتف حولي الناس وعندما أذهب لأي جهة حكومية أجد أن كل الناس تتسابق لخدمتي. هل تراجع نفوذك برحيلك من مؤسسة دار التحرير؟ لا أبدا , أنا رأيي العبرة بالصحفي وليس بالصحيفة والعبرة بالكاتب وليس بالكتاب فالجمهورية لم تجعل مني سمير رجب ولكن جهدي واجتهادي واتساع علاقاتي كان لهم الفضل الأول طبعا وجعل مني سمير رجب وكل هذه الأمور أحتفظ بها حتى الآن فمصادري كما هي وقدرتي علي الكتابة كما هي والجريدة التي أتولي تحريرها مؤثرة فكل شيء مازال متوافرا لي ولا أشعر بأن شيئا تغير. ولكن ربما وجودك في صحيفة خاصة يجعلك بعيدا عن دوائر صنع القرار، وهذا عكس ما كان يحدث في الفترة السابقة؟ لا أبدا ميزة الرئيس مبارك أنه يقيم علاقات متوازنة مع كل الصحفيين ورؤساء التحرير ولا يجب أن نصدق أي رئيس تحرير يقول "أنا أقرب المقربين للرئيس أو أنه يخصه بانفرادات" وهذه ميزة الرئيس مبارك أنه يعامل كل الصحفيين في مختلف المواقع معاملة واحدة. هل كنت على علم برحيلك من مؤسسة دار التحرير؟ كنت على علم قبل اتخاذ القرار ب 3 أشهر، وقبل أن أخرج من هذا المكان وقرب مغادرة مبني الجمهورية فكرت في تجربة 24 ساعة وقلت لنفسي لن أجلس في البيت وقررت أن أخرج بجريدة وبالتالي شغلتني فكرة الخروج بجريدة جديدة واستحوذت علي اهتماماتي والحمد لله أنا الآن سعيد بنجاحها غير المتوقع, لأنني أحب الصحافة وصناعتها ولدي هواية إصدار الجريدة, وعندما كنت في دار التحرير أصدرت شاشتي وحريتي وعقيدتي وتوليت رئاسة تحرير كلا منهما سنة كاملة ثم تركتها لآخرين وأنا أؤمن أنه ليس أي صحفي يمكنه أن يصدر صحيفة, فلابد من فهم وفكر ودراسة وخبرة وقيادة وأمور كثيرة. وكيف تري تجربتك كرئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير لجريدة العمال؟ أنا معروف في الوسط الصحفي أن لدي قدرة علي إحياء الصحف التي تلفظ أنفاسها الأخيرة وسأضرب مثال بجريدة المساء عندما عينت لرئاسة تحريرها عام 1981 وكانت توزع 6 آلاف نسخة وهو رقم ضئيل علي جريدة قومية وكنت أمام تحدي أن أنهض بهذه الجريدة وحولتها من جريدة خبرية إلي جريدة متابعة خبرية فالحدث الذي نشر صباحا أخذ ما وراء الخبر وإلي جانبها جعلت القارئ يتحدث في كل شئونه وهمومه عبر الجريدة وعملت باب إسمه أهلا ورأيك يهمنا وأكتب مقالا في شئون بلدك فهذا التواصل مع القارئ يشعره أن الجريدة تتحدث عنه وملكه وأرتفع التوزيع ليصل إلي 450 ألف نسخة, فأنا فهمت سيكولوجية الشعب المصري وتعاملت معها من خلال المساء وكررت هذه التجربة في 24 ساعة. ما رأيك في زيادة أعداد الصحف والجرائد بشكل كبير في الفترة الأخيرة وبلا مبرر؟ الصحافة الآن ليست صحافة مصر، أولا الصحفي حتى فترة قريبة لم تكن متوفرة لدية كل الإمكانيات المتوفرة الآن من الأدوات المتقدمة التي أضرت بالصحافة، فالصحفي أصبح يعتمد على الأخبار الموجودة على الإنترنت أو الفاكسات التي تصل من الوزارات, أنا عملت مندوبا في المطار وكنت أجلس هناك 24 ساعة ومندوبا في السياحة وكنت أذهب لمصدري يوميا وأيضا عندما عملت مندوبا بالخارجية كنت أذهب صباحا ومساء ولكن الآن الصحفي يكتفي بالإيميل الذي يرسله مكتب الوزير أو المتحدث الرسمي لدرجة أنني حتى الآن أضبط بعض الصحفيين يأتون بأخبار مكتوب فيها نقلا عن وكالة أنباء كذا وهذا معناه أن أيا منهم لم يقرأ فكل هذه الوسائل الحديثة أضرت بالصحافة والصحفي وأفقدت الصحفي حيويته لدي المصدر, كل هذا إلي جانب أن الصحافة بدلا من أن تطور نفسها تراجعت رغم أننا كنا رواد في المنطقة العربية، وتدرب علي أيدينا كل رؤساء تحرير الصحف العربية وبدل من أن نظل في الصدارة تراجعنا كثيرا لأننا تفرغنا للمسائل الشخصية وتصفية الحسابات، وكل صحيفة أصبح لها اتجاهات علي حساب العمل الصحفي, وهذا لابد أن ينطبق علي أنواع الصحافة من قومية لمستقلة لحزبية، فهناك عناصر كثيرة نفتقدها الآن وهذا يعكس خلل المجتمع. وما رأيك في انتشار الصحافة الإلكترونية علي نحو كبير لدرجة أن المؤسسات الصحفية الكبرى بدأت تهتم بها؟ الصحافة الالكترونية رغم تطورها وتقدمها لكن لا يمكنها أن تلغي الصحافة الورقية أبدا مهما كانت حداثة الالكترونية وسرعتها في تداول الأخبار لأن الصحافة الورقية موثقة ومازال لدينا قراء للصحافة الورقية من الشباب والكبار وحتى المراهقين وهناك بعض الأشخاص لابد أن تبدأ يومها وبين يديها جريدة الأهرام وأجيال عبر أجيال وهذه عادة لا يمكن تغييرها بسهولة , وربما ساعدت الصحافة الالكترونية علي الوصول إلي الأماكن البعيدة وأصبح الجميع يصل إليه الأخبار بسهولة من خلال الانترنت ولكن أن يمسك الشخص بالجريدة في يده لها مذاق مختلف. ما هي أول جريدة تقرأها صباحا؟ 24 ساعة حتى من باب أن أراجع ما بها أو أكتشف ما بها من أخطاء ويليها الجمهورية ثم الأهرام خاصة الوفيات لأن المثل الشهير أن من لم ينشر نعيه في الأهرام لم يمت. هل تشتاق إلي مكانك في جريدة الجمهورية؟ بالتأكيد وأنا مازلت أذهب بشكل شبه منتظم إلي مكتبي هناك ربما مرتين شهريا, ولكن هذه سنة الحياة. وماذا عن أسرتك؟ زوجتي مهندسة زراعية عملت لفترة طويلة كرئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للحوم والألبان وحاليا أكتفت بهذه الفترة ولدي 3 أبناء أحدهم مدرس بكلية الطب ولدي بنت طبيبة تغذية وأحمد أصغرهم يعمل معي مساعد رئيس تحرير في جريدة 24 ساعة, وهو ليس مجرد صحفي بالوراثة بل هو خريج جامعة أمريكية قسم صحافة وأيضا هو حاصل على بكالوريوس في الإعلام من جامعة القاهرة, وأنا أحيانا رغم خبرتي الطويلة أتعلم منه في بعض الأمور خاصة وأنه من الجيل الجديد ولديه نقله نوعيه في بعض الأشياء, ودائما ما يعارضني عندما يجد أن جرعه الحكومة زادت في الجريدة. رغم أن ابنك تدرب لفترة في جريدة الجمهورية لماذا لم تتركه يستمر في العمل بها هل خشيت عليه من خصومك؟ لا لم أخف عليه من أعدائي ولكنني نظرت للأمر بشكل مختلف لأنني قضيت فترة طويلة في خدمة الصحافة القومية فقلت أبني لابد أن يتحرر شويه ويعمل في صحيفة مستقلة هي في النهاية ملكه ولا بد أن يشهد نشأتها من البداية, ولكن إذا كان يعمل في صحيفة قومية كان من الممكن أن يخضع في يوم من الأيام لسطوة رئيس تحرير أو تصفية حسابات من جانب رئيس مجلس إدارة ليس بسببي ولكن بسبب أو بآخر وهذا يحدث كثيراً في الصحف القومية والحزبية فلماذا أعرضه لهذه الضغوط. وهل عندما كنت تتولي رئاسة مجلس إدارة الجمهورية كان لديك سطوة ونفوذ وتقوم بتصفية الحسابات؟ لا أنا عمري ما صفيت حساباتي مع أحد وعمري ما كانت النزعة الشخصية هي المسيطرة علي. لماذا يقتصر دورك في الحزب الوطني علي مجرد العضوية دون أي دور ملموس؟ أنا الآن أقدم صحيفة مستقلة ولا يمكنني أن أكون متداخلا في أمور الحزب ومنغمس فيها بشكل كبير, والحزب استعان بي في تجربة صحفية وقدمتها بالفعل علي وجه أكمل وخلاص، وهي جريدة مايو. الجديد في 2011 هو تقديمك لأحد برامج التوك شو علي قناة اللورد الفضائية فلماذا وقع اختيارك علي هذه القناة تحديدا خاصة وأنها غير منتشرة جماهيريا؟ هذا تأكيدا لنفس الخط الذي أفضله من زمان وهو أن الشخص الجيد هو الذي سيصنع البرنامج وليست القناة أو البرنامج من سيصنع شخصيتي الإعلامية ولكن بوجود البرنامج أؤكد أنها ستكون أفضل في الفترة القادمة خاصة بعد أن اطلعت علي خطة التطوير الخاصة بالقناة والبرنامج سيحمل نفس أسم مقالي "خطوط فاصلة" ولكن بطريقة مرئية وهو برنامج أسبوعي سيعرض كل ثلاثاء في العاشرة والنصف مساء وسأتحدث فيه عن السياسة وكل ما يهم الناس في مصر والعالم العربي وسأستعين فيه بعلاقاتي بالوزراء وغيرهم, إلي جانب أن أصحاب القناة أعطوني صلاحية أنني أتابع كل البرامج. هل ستتولى مهمة الإشرف العام أيضا علي برامج القناة؟ ليست بصفة رسمية ولكنهم أرادوا أن يستفيدوا من وجودي في القناة واستغلال خبرتي وأنا من جانبي لم أمانع في الحقيقة. ومن أقرب الوزراء لك حتى الآن ؟ كلهم ولكن ربما الأقرب هو الدكتور مفيد شهاب لمعرفتي به منذ فترة كبيرة إلي جانب أننا جيران نتقابل كل أسبوع في صلاة الجمعة وعلاقتي أيضا بالآخرين جيدة مثل رشيد محمد رشيد وزهير جرانة وعثمان محمد عثمان اللي الناس بتقول أنها ماتعرفوش. ولكن ألا تخشي من المنافسة وسط هذا العدد من برامج التوك شو الأخرى؟ سأنتصر عليهم وأحقق نسبة مشاهدة عالية فأنا لن أحضر ضيف وأقول له إيه رأيك ولكن الغالب أنني سأطرح فكري, يعني علي غرار الأستاذ هيكل في قناة الجزيرة مع الفارق طبعا, فالأستاذ لا أحد يستطيع أن يجاريه. ولكن هل تشاهد أياً من برامج التوك شو؟ أحيانا ولكن في الحقيقة ولا برنامج يعجبني لأنني أري أن جميعهم استنساخ من الآخر فكلهم يتحدثون عن قضية واحدة لأن فريق الإعداد متكرر في معظمهم ولكن أنا سأتحدث في قضية مختلفة وحتى عندما يفترض أنني أتناول موضوع الساعة سيكون من زاوية مختلفة والاتجاه أكثر إلي الجوانب الإنسانية. لاحظت خلال حواري معك أنك ترتدي قميص يحمل أول حروف من أسمك S.Rهل أنت من محبي التميز؟ طبعا, أنا أريد أن يكون كل من حولي مميزا وكل ملابسي مكتوب عليها حروف اسمي والمصنع يصنعه لي خصيصاً وحتى حذائي لا أرتدي حذاء مثل كل الناس بل يحمل ختم المصنع، فأنا من عشاق التميز حتى في أدق الأمور. هل تبقي لديك طموح آخر في العمل الصحفي؟ أنا وصلت إلي قمة العمل الصحفي لأنني توليت رئيس مجلس الإدارة ورئاسة تحرير جريدة قومية وأخري خاصة والحمد لله مش عايز حاجه تاني.