«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التغيير الكاذب .. يوسف القعيد
نشر في المصريون يوم 12 - 07 - 2005

الكذبة الأولي: الصحف المصرية القومية وهو تعبير يستخدم للدلالة علي الصحف الحكومية. ولأن كلمة الحكومة ثقيلة علي الأذان. ربما تسبب حالة من الرعب للإنسان العادي. قيل الصحف القومية نسبة إلي القوم. أي الشعب المصري. ولكنها في الحقيقة صحافة الدولة المصرية. صحافة الرجل الواحد. كان ميلادها عند التأميم - عام 1961 - الذي نسميه تنظيم الصحافة. وليس جعل ملكيتها للدولة المصرية. حتي وصفها بالقومية خطأ. فكونها صحفاً قومية يعني أن يكون هدفها التعبير عن تضاريس المجتمع المصري بكل من فيه. رجال ونساء. أغنياء. ومن يعيشون تحت خط الفقر. مسلمين وأقباطاً. ويهود - إن وجدوا أصلاً في المجتمع المصري الراهن - كل هذا لا يحدث. إنها صحافة الرجل الواحد. وتكتب من أجل القاريء الواحد. وربما كان أصدق رؤساء تحرير هذه الصحف. صبري أبو المجد عندما كان رئيساً لتحرير مجلة المصور في زمن السادات وجزء كبير من زمن مبارك. عندما كان يحمل عشر نسخ من المجلة صباح الأربعاء من كل أسبوع. ويذهب بها إلي قصر الرئاسة ليسلمها إلي من يجده هناك. كان يذهب مبكراً جداً. فكان لا يجد في استقباله سوي موظفي الدرجة السابعة مثلاً. حيث يترك النسخ العشر من المجلة التي لم توزع بعد. ويعود إلي المؤسسة في انتظار إن كانت هناك ملاحظات علي العدد قبل طرحه في الأسواق. وعندما لا ترد إليه أية ملاحظات يضطر للسؤال. وفي النهاية لابد من طرح العدد الذي لا يكون فيه سوي الرئيس وأخبار الرئيس ومذكرات الرئيس. قلت أن هذا الرجل كان الأكثر شجاعة. لأن الجميع كان يفعل هذا في السر. ومازال مثل هذا السلوك يشكل القاعدة السلوكية الجوهرية لهم جميعا. الكذبة الثانية: إن اللجنة العامة لمجلس الشوري هي التي تقرر هذه التغييرات ثم تعرضها علي المجلس في جلسته العامة. والحقيقة أنها تغييرات الظرف المغلق. الذي يصل إلي رئيس مجلس الشوري من مؤسسة الرئاسة. لعرضه علي اللجنة العامة والأغلبية المطلقة فيها للحزب الوطني الديمقراطي. الذي لا يحقق أي تواجد. حقيقي في الشارع المصري. ولكن له الأغلبية المطلقة في مثل هذه المجالس. من أجل السيطرة علي الأمور بالدرجة الأولي. وهذا الظرف المغلق الذي لا يفتح سوي بمعرفة رئيس المجلس فيه كلمة السر التي لابد وأن تطاع. ومن الأخبار المتناثرة في سماء القاهرة حول حكايات المجلس خبران. الأول. أن أول من اتصل بأسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام الجديد حاملاً له البشري والتهنئة كان الدكتور مفيد شهاب وزير شئون مجلس الشوري. وإن كان في السياق نفسه قد قيل أن الرئيس مبارك استقبل عبد المنعم سعيد مقابلة غير معلنة. لأنه من المفترض أنه لا علاقة بين الدولة والتغييرات الصحفية. ثم قيل في اليوم التالي. أنه جري اتصال تليفوني بين مبارك وأسامة سرايا. كانت آخر كلمة فيه: اطمئن يا أسامة. لكن المؤكد أن صفوت الشريف استقبل كل القيادات الجديدة للصحافة المصرية في مكتبه بمجلس الشوري. مساء الأحد السابق علي إقرار التغييرات. لقد فعل صفوت مثلما يفعل رئيس الوزراء المكلف عندما يستقبل الوزراء الذين سيدخلون الوزارة معاً واحداً واحداً. كان كل ما يعني صفوت الشريف في هذه اللقاءات بالدرجة الأولي. أولاً: إشعار كل واحد أن صفوت هو الذي أتي به وهو الذي دافع عنه. ضد خصومه حتي يضمن ولاءه الشخصي له. وليس لمصر ولا لمبارك. إن القضية الجوهرية التي تشغل صفوت في أي مكان يتولاه. أن يكون الولاء له شخصياً. وليس حتي للمؤسسة التي يتولاها. كان يتحدث عن ضرورة التنسيق. بين رؤساء التحرير. ورؤساء مجالس الإدارات في المؤسسات الأربع التي سيطبق فيها وهي: الأهرام، الأخبار، الجمهورية، روزاليوسف. لقاء صفوت مع القيادات الصحفية الجديدة لقاء استباقي قبل أن يقر المجلس التغييرات. وهذا معناه أن إقرار المجلس لها إقرار شكلي لا قيمة له. من حيث الشكل ولا من حيث المضمون. وطبعاً لم يجرؤ أحد من أعضاء اللجنة العامة ولا المجلس علي إثارة هذه القضية ربما أنهم لم يعلموا بما حدث. لأن الصحف لم تكن قد نشرت ذلك. ولا يجب أن ننسي أن هذه التغييرات هي الأولي من نوعها وفي حجمها الكبير التي تجري بعد ولاية صفوت الشريف لمجلس الشوري الذي انتقل إليه بعد العمل وزيراً للإعلام أكثر من ربع قرن. ومن طبيعة صفوت أن يعطي المكان الذي يعمل فيه فعالية أكثر من الدور الذي من المفترض أن يقوم به هذا المكان. الكذبة الثالثة: إن ما جري تغيير انتظرته الصحافة المصرية أكثر من ربع قرن. إن ما جري كان استجابة لضرورة مفروضة علي الجميع. لم يكن هناك مخرج ولا مفر. والمعروف في القاهرة أن الرئيس حاول تفادي هذا التغيير بكل ما أوتي من قوة. ولكن التطورات كانت أقوي من رغبة الرئيس نفسه. ولها ما جري في دار الشعب عندما عزل الصحفيون والعمال والإداريون رئيس مجلس الإدارة. ورئيس التحرير. وعينوا بدلاً منه رئيس تحرير. مثلما حدث في كوميونه باريس. إبان الثورة الفرنسية. وقد اضطرت الدولة. إلي الاعتراف بالرئيس الذي عين بمعرفة العاملين في المؤسسة. وهذا إجراء لم يحدث من قبل ولا في أي عهد من العهود. الثاني ما جري في دار الهلال. حيث أنزل العاملون في المؤسسة رئيسها من مكتبه بالقوة. وعندما استقل سيارة المؤسسة. كادوا أن ينزلوه منها وأن يفتكوا به. لولا أن قال لهم. إنه ذاهب إلي صفوت الشريف من أجل تقديم استقالته فتركت له السيارة لكي توصله فقط. ومن مكتب صفوت الشريف إلي منزله حيث مكث به أياماً لعل أحدا في الدولة يتحرك. وعندما لم يتحرك أحد. نظم ذهاب بعض العاملين إليه في منزله من باب حفظ ماء الوجه. حتي يبدو أنه عاد إلي العمل. بناء علي طلب الجماهير التي طردته من العمل. وإن كان يمكن القول أن دار الشعب مؤسسة علي الهامش فلا يمكن ترديد نفس الكلام عن دار الهلال. التطور الثالث: كان حجز قضية إبراهيم نافع للحكم فيها. وهي القضية المرفوعة من محمد عبد اللاه. ولأول مرة كان الهدف من رفعها هو إنهاء خدمة إبراهيم نافع. وكانت قد حجزت للحكم فيها صباح الثلاثاء. وهو اليوم التالي لليوم الذي أجريت فيه التغييرات الصحفية. وهناك العديد من القضايا التي رفعت ضد هذه القيادات وسحبها رافعوها. ولم تنفذ ولم تهتم الدولة المصرية بها. ولهذا يقال أنه نما إلي علم الدولة المصرية. أن الحكم هذه المرة. كان سينص علي أن تعيد هذه القيادات ما حصلت عليه من مرتبات ومكافآت بعد وصولها إلي سن الخامسة والستين من العمر. القضية لم تكن لتبرير اللجوء إلي التغييرات. فالقيادات السابقة لن ترد شيئاً. ولن يجبرها أحد علي شيء. هل نسينا أنهم جميعاً كانوا أعضاء في مجلس الشوري المصري. من باب تسليحهم بالحصانة. في مواجهة آية أحكام قضائية يمكن أن تصدر ضد أحدهم. وحتي يتولوا الدفاع عن الدولة المصرية وعن شخص الرئيس بكل قوتهم. وهم لا يبالون بأية أحكام يمكن أن تصدر ضدهم. التطور الرابع. كان المقال الذي كتبه إبراهيم سعده. وفيه ضمنا استقالته من عمله. ومن المعروف أن من يريد أن يستقيل من عمله. أن يكتب هذه الاستقالة ويرسلها إلي الجهة المعنية. وهذه الاستقالة إما أن تكون مسببة أو غير مسببة. أما كتابة مقال يعرض فيه النية بالاستقالة. فالأمر أقرب إلي لعبة منه إلي أي شئ آخر. ويقال في مصر أن مقال إبراهيم سعده لم يكن ليعرف طريقه إلي المطبعة. لولا رضا القيادة العليا عنه. ولكن يقال أيضاً أن المقال أبلغ إلي مقر الرئاسة قبل طباعته. ولكن اللجنة التي تقرر أمور مصر. وهي لجنة ثلاثية. رأت عدم إزعاج الرئيس بهذه الحكاية. وأنهم يمكنهم معالجتها وعدم نشر المقال. ولكن الذي حدث أن سعده سلم مقاله وهرب إلي مكان لا يمكن الاتصال به فيه. لكن لو حاول الرئيس الاتصال. كان لابد وأن يرد. رواية أخري سمعتها. أن مقال سعده. ضايق مبارك كثيراً. وأن مبارك هو الذي اتصل به بعد قراءة المقال. هو الذي طلب منه الاستمرار في العمل. لحين إجراء التغييرات. وأن مبارك هو الذي قال لسعده وليس صفوت الشريف. نحن الذين نغير. ونحن الذين نصرف الناس وليس من حق أحد الانصراف من تلقاء نفسه. وإلا أصبحت فوضي. مع أن الأمر أكثر من الفوضي الآن في مصر. ليس في الصحافة وحدها. ولكن في كل نواحي الحياة المصرية. طبعاً من العوامل التي أدت إلي التغيير الخطأ الذي وقع في حديث الرئيس مبارك للسياسة الكويتية عندما نشرته الأهرام. الكذبة الرابعة: بالنسبة للتغيير من المعروف أن هناك أسماء تطرح علي الرأي العام منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ويقال أن طرح هذه الأسماء من باب بالونات الاختبار من أجل رصد ردود الأفعال "لنا مقال سابق يدور كله حول بالونات الاختبار هذه". وأن كل هذه الأمور تمت بعيداً عن الرئيس. كان الاجتهاد هذه المرة يدور من خلال لجنة السياسات. وأن الابن عندما كان يعرض اسماً علي الوالد. كان الوالد يطلب رؤية صاحب هذا الاسم علي الطبيعة. ويكون القرار بعد الرؤيا. وحدث هذا مع أكثر من شخص. ولن أدون أي أسماء. ذهبت فعلاً. وأسماء أرسلت بياناتها فعلاً إلي لجنة السياسات. لأن جميع الأطراف ستكذب الأمر من أوله إلي آخره. طارت الأسماء في الهواء. والمصدر لجنة السياسات. ومع أن عمر هذه اللجنة بدأت قبل سنوات قليلة جداً بحوالي مائة وعشرين عضواً فقط. إلا أن عضويتها تصل إلي آلاف الآن. ولكن ما أن حانت ساعة التغيير حتي اتصل الرئيس مبارك بنفسه بالقيادات السابقة طالباً منهم ترشيح من يرونه صالحاً لقيادة العمل بعدهم. واحد من هذه القيادات قال أن مبارك وعده خلال الاتصال أنهم - أي القيادات - سيكرمون تكريماً كبيراً. وسيمنحون أعلي وسام في مصر في احتفال كبير يقام من أجل هذه المناسبة. وقيادة أخري ادعت أنه طلب من مبارك في هذه الاتصالات تأجيل هذه التغييرات حتي نهاية سبتمبر القادم من أجل انتخابات نقابة الصحفيين. حتي يمكن ضمان مجييء نقيب موال للدولة المصرية. بدلاً من ذهاب النقابة إلي المعارضة. وتكون النتيجة ما شاهده الجميع عندما تحولت سلالم النقابة مؤخراً إلي مكان للتظاهر لكل من ليس لديه مكان لكي يتظاهر فيه. وأن مبارك وعد هذه القيادة بوضع هذه الفكرة تحت النظر عن إقرار مبدأ التغييرات. المهم أن كل واحد من المنصرفين وجد أن لديه الفرصة الكاملة لاختيار من سيأتي بعده. والمعروف أن هذه القيادات التي ظلت في إماكنها أكثر من مبارك نفسه. البعض منهم عين في زمن أنور السادات. ظلت تحافظ علي مواقعها وذلك بعملية شديدة البساطة وهي القضاء التام علي أي موهبة صحفية يمكن أن تظهر في الصفوف التي تعمل معهم. كان كل رئيس مجلس إدارة وكل رئيس تحرير. يدخل المبني صباحاً. ويصيح بأعلي صوت: ارفع رأسك يا أخي الصحفي فقد مضي عهد الاستبداد. لا تسأل عن أي عهد استبداد مضي. فكل عهد يمضي فهو عهد استبداد. هكذا تعلمنا الشخصية المصرية. علي مدار عقودها التاريخية للأسف الشديد. يقال أنه عندما كان هناك من يصدق هذا الكلام ويرفع رأسه فعلاً. فإن رئيس التحرير كان ينادي علي مسرور السياف الذي يخرج من صفحات ألف ليلة وليلة. لكي يقطع هذا الرأس المرفوع. وهكذا لم يبق أحد في المؤسسات سوي أصحاب الرؤوس المحنية. فما بالك ماذا يمكن أن يرشح هؤلاء عندما يطلب منهم ترشيح قيادات تأتي من بعدهم؟! لقد بحثوا كلهم. ودون اتفاق عن الجودة المتوسطة. واختاروها. لا تنس أنهم تركوا الصحافة المصرية القومية وديونها تصل إلي أكثر من سبعة مليارات جنيه. وأن هذه الدفعة. أو هذا الجيل من قيادات الصحافة المصرية سيدخل التاريخ باعتبارهم جيل أصحاب المرسيدس. الأحدث موديل. واحد منهم كان يرأس مؤسسة شديدة الفقر. وعليها من الديون ما لا يمكن أن يتصوره إنسان. وكان لابد من المرسيدس له. هل تعرف ماذا فعل؟ لقد رهن المؤسسة كلها مقابل ثمن السيارة. عند إجراء عملية الرهن. اتضح أن أوراق ملكية المؤسسة غير موجودة. لأن المؤسسة كانت منحة من السلطات البريطانية كنوع من المكافأة علي الدور الذي لعبته المؤسسة في الوقوف مع الإنجليز. حتي لو كان ذلك ضد الأماني المشروعة للشعب المصري. لا أعرف حتي الآن. كيف حلت مشكلة وثائق الملكية هذه. ولكن المؤسسة رهنت للبنوك مقابل أن يركب رئيس مجلس الإدارة سيارة عيون وهو الاسم الشعبي لأحدث أنواع المرسيدس. مثل غيره من رؤساء المؤسسات الغنية. وما حدش أحسن من حد . الكذبة الخامسة ولن تكون الأخيرة: ولو كان هذا الذي جري تغييراً. لكانت أبسط الأمور أن طلب من رؤساء الصحف المصرية
المغادرين تقديم إقرارات ذمة مالية عند الانصراف. وأن يطلب من القيادات الجديدة. تدوين إقرارات ذمة مالية. لقد قال لي مسؤول مصري ليلة هذا التغيير نحن نعرف أن المنصرفين سرقوا كما لم يسرق أحد من قبل. وأن الذين في الطريق سيحاولون السرقة. ولكن من المؤكد أن الأمور ستكون نسبية. ولذلك ستكون السرقات أكثر من قليلة. وقبل أن يتوحشوا ويصبحوا لصوصاً كباراً سيكونون قد تركوا مواقعهم. إن النية تتجه إلي سن تشريع يقول أن أي رئيس تحرير لا يجب أن يبقي في مكانه أكثر من مدتين فقط. أليس هذا مطلبا من الرئيس فلماذا لا يطبق علي رؤساء التحرير أولاً؟! مع العلم أنه لم يتكلم أحد عن طبيعة هذه المدة ماذا تكون بالضبط؟ سنتان؟ ثلاث؟ أربع؟ ست؟ اللهم أعلم ورسوله والمؤمنون. تبقي قصتان عن القيادات الجديدة. القصة الأولي عن رئيس تحرير جريدة الجمهورية الجديد. محمد علي إبراهيم. وكان رئيس الإجيبسيان جازيت من قبل. وكل من عرفه يقول انه علي خلق. ولكن ما جري معه من قبل. يقول الكثير. فقبل عام. وصل إلي الجريدة الصحفي السيد هاني ودخل علي محمد علي إبراهيم. وقال له أنه حلم أي رأي في المنام. أنه - أي محمد علي إبراهيم - قد أصبح رئيساً لتحرير جريدة الجمهورية. في اليوم التالي كان مكتب محمد ومكتب السيد. أي صاحب الحلم والذي جاء الحلم من أجله. قد أغلقا بالضبة والمفتاح بعد تدمير محتوياتهما. واضطر محمد علي إبراهيم. لضرب السيد هاني أمام سمير رجب حتي يصير بريئاً من الحلم. حتي الحلم أصبحت هناك عقوبة عليه. والآن بعد أن تحقق الحلم. أليس من حق السيد هاني أن يحول مكتبه إلي مكتب لقراءة الأحلام. وتفسيرها أو أن ينام كثيراً. لعله يحلم لمحمد علي إبراهيم بأشياء أكثر من رئاسة تحرير جريدة الجمهورية. الدرس الجوهري للقيادات الجديدة. أن سمير رجب لم يتمكن بكل ما فعله من إيقاف حركة التغيير. وأن نبوءة السيد هاني كانت أكثر من صادقة وأكبر من دقيقة. إن السيد هاني مفروض أن يؤجر لحظات نومه للآخرين. ويحصل علي الأجر قبل أن ينام. لعله يحلم لهم برئاسات تحرير أخري قادمة في الطريق. هو طبعاً سمير رجب رشح محمد علي إبراهيم لرئاسة التحرير. ليس استجابة لحلم السيد هاني. ولكن لأن عدوان محمد علي إبراهيم علي السيد هاني في مكتبه بسبب الحلم جعل سمير رجب يدرك أن محمد علي إبراهيم رجله. وقد أثبت ذلك بنفسه. وأمامه وعلي الملأ وعلي رؤوس الأشهاد. القصة الثانية.. أن رئيس تحرير من لجنة السياسات عندما وصل إلي المؤسسة بعد تعيينه. كان قد استأجر فيديو من شركة تصوير. لكي يصور لحظة دخوله المؤسسة. من الباب الخارجي. وحتي باب مكتبه. وهو يحيي الجماهير التي كانت في انتظاره. وعندما لم ير أحداً من الجماهير كان يحيي الهواء. والله العظيم وكتابه الكريم هذا حدث. أجدادنا قالوا: اللي يعيش يشوف أكثر. ومن قبل قال هيرودوت: وفي مصر شاهدت أموراً كثيرة ولكني لم أنطق.. كانت بطولة هيرودوت في أنه لم ينطق.. وأنا عن نفسي حاولت طوال كتابة هذا المقال ألا أنطق. وما قلته أقل ألف مرة مما جري. ولهذا لن أتكلم عن رئيس تحرير جديد أرسل لنفسه تلغرافات تهنئة بأسماء وهمية. ورئيس تحرير آخر أرسل لنفسه باقات الزهور بأسماء لا وجود لها في أرض الواقع. إن نقيبا سابقا ورئيس تحرير سابق عندما يروي هذه الحكايات. تبدأ كل جملة في جمله بكلمة، تخيل؟! ويبدو أن الواقع أصبح أكثر خيالاً من الخيال نفسه. ----- صحيفة الراية القطرية في 12 -7 -2005

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.