مشاكل الكرة المصرية لا تنتهي .. حتى اتحاد الكرة الذي من المفترض أنه " حلال المشاكل " أصبح هو نفسه مصدرا لها.. وكانت أخر مشاكل الإتحاد ما حدث في اليومين الماضيين بخصوص عدم انعقاد الجمعية العمومية والاتهامات المالية التى توجه للمجلس ، والأزمة بدأت منذ يونيو الماضي عندما أحال المستشار عبد المجيد محمود النائب العام البلاغ الذي تقدم به حسن صقر رئيس قطاع الرياضة ضد اتحاد الكرة، والذي يتضمن وجود مخالفات مالية تقدر بحوالي 15 مليون جنيه بسبب مصروفات غير مبررة ومخالفات مالية وإدارية وإهدار المال العام ، والموافقة على سفر بعض اللاعبين وبعض أقاربهم على نفقة الاتحاد ، وإقامة حفلات بتكلفة باهظة، وتقاعس الاتحاد في تحصيل مستحقاته لدي بعض الجهات والأفراد، ولكن تم حفظ التحقيقات بعد أن قام اتحاد الكرة بسداد مبالغ أدين بسببها ، كما قام الاتحاد أيضا بتحصيل 95% من حقوقه المالية، وهو ما يثبت إدانة الاتحاد. وبعد حوالي شهر من حفظ هذه التحقيقات تم اكتشاف مخالفات أخري داخل الاتحاد، حيث قام الجهاز المركزي للمحاسبات بمراجعة حسابات وميزانية الاتحاد عن السنة المالية الماضية، واكتشف العديد من المخالفات منها صرف مكافآت لبعض موظفي اتحاد الكرة بعد فوز المنتخب ببطولة الأمم الأفريقية دون وجه حق، وحصل (ساعي) بالاتحاد علي 20 ألف جنيه كما حصل أحد الموظفين علي مبلغ 57 ألف جنيه، كما تم اكتشاف صرف مبلغ 170 ألف جنيه لابن أحد الموظفين الكبار داخل إدارة الحسابات، بجانب الكثير من المخالفات الأخري ## وما حدث خلال فشل انعقاد الجمعية العمومية خلال اليومين الماضيين فجر تلك القضايا مرة أخري، بعد أن اتهم عدد من أعضاء الجمعية العمومية اتحاد الكرة وسمير زاهر بالأخص بالتستر على مخالفات في الميزانية، ولذلك تعمدوا إفساد الجمعية، فقد كان من المفترض أن تعقد الجمعية العمومية لاتحاد الكرة يوم الأربعاء لاعتماد الميزانية عن العام الماضي، والتي تقدر ب80 مليون جنيه، وما حدث أو ما قيل بأن أعضاء المجلس قاموا باتصالات مع عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية لإقناعهم بعدم الحضور مستخدمين إغراءات مالية، وفعلا لم يكتمل النصاب القانوني لاكتمال الجمعية العمومية، وتم تأجيل الاجتماع لليوم التالي، ولم يكتمل النصاب القانوني مرة أخري، وحضر مندوبو 29 نادياً فقط، وكان من المفترض حضور 51 ناديا، ورفع أعضاء الجمعية العمومية شعار(ألعب غيرها يا سمير يا زاهر). واعترض عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية على صرف 33 مليون جنيه على المنتخب الأول، ولكن أكد حازم الهواري عضو اتحاد الكرة أن هذا المبلغ ليس تبذيرا ولكن المنتخب يستحق كل هذه المصروفات، كما أكد أن اتحاد الكرة لديه مديونيات لا حصر لها منها 35 مليون جنيه لدى اتحاد الإذاعة والتليفزيون فقط، بجانب مديونيات أخرى لدى مؤسسات حكومية، وأوضح أن مجلس الإدارة فند جميع الملاحظات التي وردت من سيف الله مصطفى، مراقب الحسابات، وتمت معالجتها. وأوضح المراقب في تقريره أنه لم تتم مطابقة نتائج جرد الأصول الثابتة الموجودة بمقر الاتحاد والمركز الفني للمنتخبات، لعدم وجود سجل أصول ثابتة. ## والغريب أن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة خرج ليعلن أن عدم اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية يعنى ثقة أعضاء الجمعية الكبيرة في مجلس الإدارة، خاصة أن مجلس الاتحاد ليس غريبا على الجمعية العمومية، ولكن هناك تواصل دائم بين مجلس الإدارة وجميع أعضاء الجمعية العمومية، وأكد أن كل عضو من أعضاء الجمعية العمومية مسئول فى ناديه، موضحا أن الاتحاد وعدهم بحل المشاكل المالية بالأندية من خلال الدعم المادي الذي يقدمه لهم وخاصة الأندية الشعبية التي لا توجد بها موارد مالية، وأكد أن الميزانية وصلت إلى 100 مليون جنيه، في حين كانت عام 2005 ما يعادل 50 مليون فقط، وبذلك أصبح الاتحاد مشروعا استثماريا يعتمد على التمويل الذاتي، ولا يتلقى أي دعم، حيث كان في الماضي يحصل الاتحاد سنوياً من المجلس القومي للرياضة على مبلغ 20 مليون جنيه للصرف على المنتخبات الوطنية". وتحدثنا مع بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد لنعرف منهم ماذا يحدث داخل الاتحاد، فقال مجدي عبد الغني والذي اتهم بأنه كان يتصل بأعضاء الجمعية العمومية لعدم حضور الجلسة: لم أتصل بأحد لعدم الحضور، وأنا عن نفسي لا أسكت على أي خطأ موجود، وأعلم أنه توجد أخطاء في اتحاد الكرة، ولا تسير كل الأمور بشكل صحيح، ونحن في حاجة لتنظيم إداري، ولكن هذا لا يمنع بأن ما حدث طبيعي بخصوص عدم انعقاد الجمعية، ولكني أنفي الاتهام بإهدار المال العام، ولو كان هناك إهدار مال عام في اتحاد الكرة لن أسكت عليها، ولكن لماذا ننسي أننا بشر، ثم تحجج بأنه في اجتماع ورفض استكمال حديثه. كما قال أيمن يونس عضو اتحاد الكرة أن الاتحاد أصدر أمس بيان فيه رد شامل على كل الاتهامات والمخالفات، حتى لا يتهمنا أحد بأي اتهامات بعد ذلك، والبيان يقول: - بالنسبة لعدم وجود سجل أصول ثابتة لمطابقة جرد الأصول الثابتة، فجاري إمساك سجل للأصول الثابتة اعتبارا من العام المالي 2010 / 2011 ،بعد أن تم جرد جميع ممتلكات الاتحاد في 30/6/2010موضحاً به التفاصيل الخاصة بقيد أي أصل وتقييمه وجاري حصر جميع أصول الاتحاد وقيدها بالسجل . ## - بالنسبة لملعب النجيل الصناعي الوارد من الاتحاد الدولي والذي تسلمه الاتحاد خلال عام 2008/2009، فقد تمت مخاطبة مكتب الهدف بالقاهرة بخصوص هذا الموضوع وتم الحصول علي العقد الخاص بالملعب والموقع بين الاتحاد الدولي والاتحاد المصري لكرة القدم بمبلغ إجمالي 456 ألف دولار وسوف يتم وضع إجراء التسويات. - بالنسبة لتدعيم نظام الرقابة الداخلية فيما يتعلق بأعمال المقاولين والرقابة علي المخزون، فتم رفع مذكرة للاعتماد من مجلس إدارة الاتحاد وذلك لتفعيل دور إدارة المشتريات وعدم اللجوء إلي الشراء أو أعمال المقاولات بالآمر المباشر، وكذلك وضع الضوابط اللازمة للمحافظة علي حقوق الاتحاد المالية ولن يتم الصرف مستقبلاً إلا في حدود القوانين واللوائح. - أما عن مستحقات الاتحاد طرف الاتحادات المتنوعة والمجلس القومي للرياضة والتليفزيون ، وكالة الأهرام ، والقنوات الفضائية والتي بلغت نحو 61.6 مليون جنيه في 30/6/2010، فتم إرسال خطابات مطالبة لهذه الهيئات وتم تحصيل مبلغ إجمالي قدره 25 مليون جنيه خلال 3 شهور من يوليو حتى سبتمبر 2010 وجاري تحصيل باقي المستحقات - و بالنسبة لعدم إرسال مصادقات لأصحاب الأرصدة في 30/6/2010 ، فتم إرسال مصادقات لأصحاب الأرصدة حتى 30/6/ 2010 ، بعد تقرير مراقب الحسابات وسوف يتم إرسال المصادقات في المواعيد القانونية مستقبلاً . - وبالنسبة لبند رصيد مديونية متنوعة نحو 2.5 مليون جنيه في 30/6/2010، تم إرسال خطابات لجميع أفرع الاتحاد [ مرفق به كشف تفصيليٍ ] بالمبالغ المدين بها الأندية التابعة لكل فرع وتحصيلها وتوريدها للاتحاد ، و ذلك في إطار تحصيل مديونيات الأندية ، وسيتم إرسال قرار إداري موجه للجنة شئون اللاعبين لعدم إتمام أي إجراءات لأي نادي إلا بعد الرجوع للإدارة المالية لسداد المستحقات المدينة عليه . ## - تضمن إيرادات إعانات المجلس القومي للرياضة نحو 5.76 مليون جنيه جملة الأصول المهداة من المجلس القومي للاتحاد، تم إرسال خطاب رسمي إلي مدير المركز الفني للمنتخبات بهذا الشأن وأفاد بأن المجلس القومي سيقوم بتشكيل لجنة لتسليم هذه الأصول ،وأي أصول مضافة أخري خلال العام الحالي 2010/2011 ، وسيتم معالجة هذا الأمر وإجراء التسويات والتصويبات اللازمة . - أما عن ظهور رصيد مصلحة الضرائب دائناً بمبلغ 11.31 مليون جنيه، تم مراعاة ذلك بقيام الاتحاد بسداد مبلغ 2 مليون جنيه دفعة وسيتم سداد باقي مستحقات المصلحة علي دفعات شهرية في حدود 500000 جنيه شهرياً ، بالإضافة إلي سداد ما يخص العام الحالي سوف يتم توريدها للمصلحة أولاً بأول. - وبالنسبة لتكرار صرف مكآفات للعاملين بالاتحاد أحدها طبقاً للائحة الفريق الأول والأخرى مع العاملين بالاتحاد، فتم تعلية جميع المبالغ المنصرفة بالتكرار علي حساب العاملين بالاتحاد كأرصدة مدينة خصماً من الراتب الشهري علي أقساط خلال العام الحالي . - وبالنسبة لموقف القضايا من وعلي الاتحاد للوقوف علي المكسب والخسارة، فوردت مذكرة من الشئون القانونية بالموقف المالي للقضايا المتبادلة بين الاتحاد والغير ، وأرفقت إلى مراقب الحسابات . وتقول الدكتورة ماجي الحلواني: نعم هناك أخطاء في اتحاد الكرة، ولكن هذا لا يعيب مجلس إدارة الاتحاد، لأن الأخطاء موجودة في كل المؤسسات في كل الدنيا، فكلنا بشر ولا يوجد أحد منزه عن الأخطاء، ولكن نحن كأعضاء في الاتحاد نقوم بتصحيح هذه الأخطاء، ولا نتغاضى عنها كما يتهمنا البعض، وبالنسبة للميزانية فيتم مناقشتها، ولو وجدنا أخطاء أو مخالفات لا نتستر عليها، وتؤكد أن اتحاد الكرة لم يلجأ لعدم إقامة الجمعية العمومية.