سالى نصار شابة مصرية تحملت مسئولية نفسها من سن 17 سنة ، عملت كبائعة فى معرض الكتاب ثم مضيفة طيران .. وكل ذلك كان قبل تخرجها فى كلية اقتصاد وعلوم سياسية ، وبعد تجرجها لم تجد فرصة عمل جيدة فقررت أن تعمل " كوافيرة " لحين ميسرة ..نتعرف عليها أكثر في الحوار التالي . كيف بدأت رحلتك مع العمل ؟ بدأت العمل وأنا في الثانوية العامة، وقررت الاعتماد على نفسي، وكانت أول مهنة أعمل فيها هي ال customer service وبعد حصولي على مجموع كبير بالثانوية العامة التحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وفى أثناء دراستي عملت بمعرض الكتاب كبائعة بإحدى المكتبات، وكنت أعمل لمدة 12 ساعة يوميا، ورغم ذلك لم أحصل على مستحقاتي المالية من المكتبة فقررت ترك العمل. و هل استفدت من هذه التجربة ؟ استفدت كثيرا من هذه التجربة الشاقة، ويكفى أنني تعاملت مع أشخاص من جميع الفئات والطبقات الاجتماعية، واكتشفت أنني لدى طاقة كبيرة وقدرة على إقناع الناس بمميزات أي سلعة، وهذه مهارة مهمة جدا في العمل. وهل وجدت وظيفة أخرى بسهولة ؟ بالطبع سعيت إلى وظيفة أخرى، فأنا لا أحب الجلوس بالمنزل، خاصة أنني مسئولة عن نفسي وعن أسرتي، واكتشفت أن في بلدنا وظائف كثيرة ولكن علينا البحث عنها، وبعد تركي للعمل في المكتبة ذهبت لشركة عملت بها " تلى ماركيتنج " وكنت أتقاضى منها راتبًا كبيرًا ، أحيانا كان يصل إلى 5 آلاف جنيه شهرياً، ولكن حدثت مشاكل كثيرة للشركة وتم سحب الرخصة منها وغلقها ، وبعدها عملت مضيفة طيران في إحدى الشركات العربية، واستمررت فيها لمدة سنة ونصف. هل كان من السهل حصولك على مهنة مضيفة جوية؟ قرأت إعلان عن طلب مضيفات ولم يكن من ضمن الشروط الحصول على مؤهل عالي، ولكن كانت لهم مواصفات في الشكل والثقافة والوزن، وطريقة الحديث مع الآخرين، وإجادة لغات أخرى، فتقدمت وتم قبولي مباشرة بعد اجتياز الاختبار الشخصي، وبدأت أحضر نفسي للسفر وكنت آخذ دائما الكتب معي لكي أذاكر في أي مكان أتواجد فيه، وكانت والدتي تساعدني كثيرا، ولولا وجودها في حياتي ما كنت نجحت في عملي وأكتسب كل هذه الخبرات ، فهي ساعدتني في المذاكرة وكانت تذهب إلى الجامعة لكي تحضر لي المذكرات والملخصات فى أثناء سفري، والحمد لله كنت أنجح في دراستي طوال حياتي. ولماذا تركت وظيفة مضيفة طيران؟ أنا في الأساس منذ صغرى وأنا أهوى الماكياج ، وكان لى زميلة فى الطيران أقنعتنى أن تشاركنى فى افتتاح محل كوافير خاص بنا، وأعجبت بالفكرة لأن الطيران مهنة شاقة جدا، وأرهقتني جسمانيا وكنت أريد الاستقرار فى بلدى فوافقت على هذا المشروع وبدأت أحضر له وفى خلال 21 يوما فقط كنت قد جهزت المكان وأحضرت جميع المعدات الخاصة به، ولكن قبل قدومي من البحرين درست هناك الماكياج وفنونه، وكنت أعمل بمفردي به أنا وصديقتي، ولكنها قررت أن تنسحب بسبب زواجها، وتحملت أنا مسئولية الكوافير وبعد فترة استطعت أن أجلب عاملة بالكوافير لتساعدني، وبعد فترة أحضرت فتاة أخرى حتى أصبحن الآن 5 فتيات. ألم يتحدث معك أحد زملائك بأن هذا العمل لا يتناسب مع مؤهلك ووضعك الاجتماعي؟ أسمع هذا الكلام كثيرا من زملائي ومن غيرهم، ولكن أنا لم أر ذلك فوجهة نظرى أن العمل ليس عيبا، وأنا عملت وأنا في سن ال17 من عمري لكي أنفق على دراستي، وإن لم أسلك هذا الطريق، ما كنت تخرجت من هذه الكلية، وأنا في إنتظار الحصول على فرصة تتناسب مع مؤهلي، ومع ذلك لن أتخلى عن الكوافير فسأكون مشرفة عليه من الخارج إلى جانب وظيفتي. و ما الخطوة التي تسعين لتحقيقها الفترة القادمة ؟ أنا لدي مشكلة كبيرة جدا وهي أن أحلامي لا تنتهي ولا تتوقف، وهذا الأمر لا يجعلني أستمتع بالنجاح الذي أحققه في كل خطوة من خطوات حياتي، وإلي جانب الكوافير ربما أفكر في إنشاء شركة تنظيم حفلات صغيرة ولكنها لن تحقق طموحي أيضا، و لا أدري متى سأرضى عن نفسي أو عما حققته في حياتي.