طبيعي أن كثيرين يفكرون الآن في المصايف سواء " الهاي " علي امتداد الساحل الشمالي وفي شرم الشيخ ورأس سدر والغردقة .. أو التقليدية مثل الإسكندرية ومطروح أو الشعبية مثل بلطيم وجمصة ، لكن هناك كثيرين لأسباب مختلفة مادية أو اجتماعية أو حتي نفسية سيقضون الصيف في خروجات وسط القاهرة .. تصوير : محمود شعبان وبالتحديد علي الكورنيش والذي يمكن اعتباره مصيف العاصمة خاصة بعد رفع حظر التجوال نهائيا فهل ستكون في انتظارهم سهرة سعيدة كما يتوقعون ؟ للأسف .. معظم كورنيش وسط القاهرة بالتحديد من منطقة ماسبيرو وحتي قصر العيني تحت سيطرة الباعة الجائلين والبلطجية والمسجلين خطر .. هناك تنتشر المشاجرات بين الوجوه الغريبة وتم تقسيم الكورنيش إلي مناطق نفوذ سيطروا عليها بطريقة ' وضع اليد ' وبعض الباعة حولوا مناطق نفوذهم إلي مقهي متحرك يضم طاولات وكراسي بلاستيكية .. وانتشرت ' القعدات ' علي طول الكورنيش وتقريبا لا يوجد مكان لتقف فيه علي السور المطل علي شاطيء النيل أصحاب المراكب قاموا باستئجار بلطجية لمطاردة المارة بشكل فج يصل أحيانا إلي الشتيمة والسباب مقهي خالد الفيومي أو كما يطلقون عليه ' الشاب خالد ' نجح في السيطرة علي موقع استراتيجي بالكورنيش .. حيث يرص كراسيه اسفل كوبري قصر النيل منذ الصباح الباكر حتي بعد منتصف الليل .. وعلي بعد خطوات قليلة يضع الشاب خالد الادوات التي يستخدمها علي طاولة حديدية أما الآخر فكان كشكا خشبيا يطل علي النيل من الاتجاه الآخر وبالتحديد بجانب فندق هيلتون .. فجأة ظهرت كراسي بلاستيكية في وسط الشارع والمشاريب والشيشة تحت العمارة التي تضم مكاتب لقنوات العربية والجزيرة !! ## احمد عبد الحليم صاحب عربة حمص الشام يقول : اعمل هنا منذ 3 سنوات ويبدأ يومي من العصر .. احضر نحو 36 كرسيا واضعها حول العربية وربنا يرزقنا ويبدأ موسم الشغل بداية من منتصف يونيو ويستمر حتي منتصف اكتوبر والناس تأتي الي هنا علشان تفرج عن نفسها وتغير جو البيوت .. هذا غير ' الحبيبة ' الذين يتواجدون طوال العام وهنا ارخص من الخروج في اي مكان حيث لن يتكلف أي شخص سوي 10 جنيهات بالكثير في حين اقل فسحة يمكن ان تكلف 100 جنيه ! الكورنيش مصيف الفقراء !! ارتياد المصايف رفاهة لا يقدر الكثير من المصريين علي نفقاتها خصوصا وسط الظروف التي نعيشها ويقول ربيع مصطفي 47 سنة عامل إن كورنيش النيل اصبح البديل له ولاسرته عن المصيف وقد اعتاد الذهاب مساء ليجلس علي الكورنيش أو علي أحد الكباري المطلة علي النيل هو واسرته لتغيير جو المنزل والفرار من ارتفاع درجات الحرارة وقضاء ليلتهم في الهواء المنعش علي النيل باقل التكاليف .. وذلك لان اقصي ما يمكن أن يدفعه هو ثمن قرطاس لب أو ترمس أو كوزين ذرة مشوي أو كوب حمص الشام أما عصام محمد ابراهيم 48 عاما ويعمل موظف بالتأمينات فيقول : لدي 3 اولاد تعودنا منذ فترة الذهاب الي كورنيش النيل كل يوم لنقضي سهرتنا فيه ونري النيل ونبتعد عن الزحام الشديد الموجود داخل المنطقة التي اسكن بها .. واسعار الطلبات معقولة بالنسبة لدخلي فانا حريص علي الذهاب لهذا المكان طوال الاسبوع لاننا بالطبع لانقدر علي تكاليف المصايف . ## ووسط مئات الاسر علي كوبري قصر النيل .. كانت هناك أسرة من ستة افراد زوج وزوجة واربعة ابناء .. يقول الزوج سعيد احمد وهو يعمل نجارا : لم نعد نذهب الي المصيف منذ سنوات بعد ان اصبحت تكاليفه اكبر من امكانياتنا والكورنيش كان بالنسبة لنا هو البديل أذهب اليه تقريبا كل يوم بعد ان انهي ابنائي امتحاناتهم منذ منتصف يونيو أحضر مع اسرتي ومعنا ترمس الشاي والسندوتشات وزجاجات المياه حتي لا اطلب اي شيء من الباعة الجائلين .. ونقضي سهرة جميلة علي النيل بدون اي تكلفة لاني اسكن قريبا من هنا . ( تابع بقية التحقيق على صفحات عدد يوليو من مجلة الشباب )