لنهر النيل جاذبية خاصة ومكانة كبيرة لدي معظم المصريين علي اختلاف طبقاتهم وثقافتهم ومن هنا يتربع النهر الخالد علي عرش السهرات الرمضانية خاصة لدي البسطاء الذين وجدوا في كباري النيل متنفسا لهم يقضون عليها سهرة رمضانية نيلية بالمجان مستمتعين بتناول بعض الاكلات والمشروبات الشعبية كالذرة المشوية والتمر والعرقسوس وحمص الشام وبعض التسالي كاللب والترمس. اشهر هذه الكباري كوبري عباس والجامعة و6 اكتوبر وروض الفرج والمنيب. ورغم اختلاف اشكال السهر الا ان للسهرة النيلية طعماً ومذاقاً خاصاً بالرغم من ان المشروبات والمأكولات واحدة. وعلي كوبري روض الفرج وقفت العديد من الاسر علي جانبي الكوبري للاستمتاع بجمال وروعة النيل وبينما يلعب الاطفال يقضي البعض سهراته في ممارسة هواة الصيد. التقينا طارق علوان "مهندس" واسرته محمد وعلياء ومازن والذي عاد من المملكة العربية السعودية لقضاء الشهر الكريم في مصر وأحد عشاق النيل يقول: تعودت منذ ثماني سنوات علي قضاء سهرتي الرمضانية علي احد الكباري النيلية للاستمتاع بجمال وروعة النيل فالهواء الطلق يضفي علي المكان متعة كبيرة وتناول بعض المأكولات كالذرة المشوية يجعل للسهرة طابعا مميزا والكباري النيلية هي المتنفس الوحيد للاستماع بالنيل لمعظم البسطاء الذين لايستطيعون السهر في النوادي والمراكب النيلية. وعلي الجانب الآخر من الكوبري يقف جلال مبارك "موظف بهيئة النقل" ليصطاد ويستمتع بسهرة رمضانية جميلة. يقول .. بعد ادائي صلاة التراويح اذهب لاحد الكباري النيلية وخاصة كوبري روض الفرج الذي اسكن علي مقربة منه واصطحب معي ادوات الصيد لأمارس هوايتي المفضلة واقوم باصطحاب وجبة السحور فالسهرة قد تمتد حتي الصباح واقوم بتشغيل اذاعة القرآن الكريم لسماع البرامج الدينية مما يضفي علي السهرة طابعا روحانيا جميلا. ويضيف حمدي محمود "عامل" كنت ازور احد المرضي في مستشفي قريب من كوبري روض الفرج واثناء عودتي اسرني الجمال الخلاب لنهر النيل فقررت قضاء سهرتي علي الكوبري وقمت بشراء مشروب حمص الشام الذي جعل للسهرة مذاقاً خاصاً ومتعة كبيرة. وعلي كوبري عباس يجلس مئات السهرانين الذين أستأجروا بعض الكراسي البلاستيكية ليستمتعوا بروعة النيل وتبادل احاديث السمر ويتناولوا بعض المشروبات الشعبية التي يقدمها الباعة المنتشرون في كل مكان فتشاهد عربات حمص الشام والايس كريم والتسالي تصطف علي جانبي الكوبري. التقينا عمرو جمال "موظف" واسرته محمد وملك وقد جلس يستمتع بهواء النيل وجماله الخلاب. يقول: للسهر علي كباري النيل طعم ومذاق خاص فبالرغم من انني اشترك في احد النوادي الا ان السهرة هنا أجمل بكثير فتقوم زوجتي بإعداد بعض الحلويات في المنزل ونصطحب بعض المشروبات الرمضانية كالتمر والسوبيا التي تعطي للسهرة مذاقا خاصا وبينما اجلس انا وزوجتي يلهو الاطفال علي مقربة منا ونكون حرصين حتي لايتعرض احدهم للاذي من إحدي السيارات المسرعة. سعيد احمد سمسار عقارات الي انه اصطحب اصدقاءه للاستمتاع بالسهر علي كوبري عباس بعيدا يشير الضوضاء والضغوط النفسية التي تلاحقهم طوال اليوم وخاصة ان السهر علي الكباري النيلية لايكلفني سوي بضعة جنيهات فأقوم بتأجير اربعة كراسي نظير اربعة جنيهات لنقضي سهرة ممتعة تتخللها احاديث السمر والفكاهة طوال الليل. ويشارك فايز شنودة "موظف" المسلمين سهراتهم الرمضانية مستمتعا بأجواء النيل الساحرة. ومؤكدا انه يقيم في منطقة المنيل ويخرج يوميا للسهر علي كوبري عباس فيجلس عدة ساعات لقراءة الكتب لكبار الكتاب كالعقاد وطه حسين ويستمتع بالسهر في رمضان مع اشقائه المسلمين في جو يسوده المحبة والسرور. وعلي كوبري 6 اكتوبر تعطي الاضواء الليلية جمالا كبيرا للمكان ولكن يعم الهدوء الكوبري والذي جذب العديد من الاسر للاستمتاع بالسهر بعيدا عن الضوضاء. التقينا ناصر عبدالمنعم "موظف" واسرته ووالدته المسنة والذي أكد انه يحرص اسبوعيا علي اصطحاب اسرته للسهر علي الكوبري للاستمتاع بجمال النيل فهو لايستطيع السهر في إحدي البواخر النيلية او النوادي لتكلفتها المرتفعة وهنا يحلو السهر مع احتساء المشروبات اللذيذة كالتمر والمثلجات. ويشاركه الرأي محمود محمد "مقاول" مؤكدا انه يخرج مع اسرته للتمتع بالهدوء الذي يميز الكوبري بينما يقف اطفاله لمشاهدة السفن والمراكب النيلية التي تمر من حين لآخر وتضفي علي نهر النيل جمالا رائعا. ويشير الي ان التواجد الامني يولد الطمأنينة بالمكان ويجعلك تشعر بالرحة. ويعد الشهر الكريم موسماً لبائعي الاكلات والمشروبات الشعبية يشير بلال ابراهيم "بائع حمص شام" الي ان تزامن شهر رمضان مع فصل الصيف جذب الكثير من المواطنين لقضاء سهراتهم الرمضانية علي الكباري النيلية وهو مافتح لنا ابواب الرزق وتضاعفت ارباحنا في الشهر الكريم مؤكدا ان كوب حمص الشام لايتعدي جنيهين. ويوضع ناصر عبدالحفيظ "بائع تسالي" ان انخفاض الاسعار يشجع العديد من الناس علي الشراء فيحرص المواطنون علي شراء الترمس واللب والفول السوداني لقضاء سهرة ممتعة بتكاليف منخفضة.