الارتفاع الجنوني للأسعار دفع محدودي الدخل لتحقيق بنود كثيرة أولها بند المصيف والترفيه. وبعد أن كان ارتياد الشواطئ في الصيف من أساسيات الحياة للمصريين علي مدار العقود السابقة.. أصبحت الأسر المتوسطة والفقيرة تكتفي بالذهاب مساء ليجلس علي الكباري توفيراً للنفقات بتناول المأكولات والمشروبات ويقضون ليلتهم في الهواء المنعش علي النيل. يقول محمد البنا.. لا أستطيع تدبير نفقات الذهاب إلي مصيف في المدن الساحلية لمدة ثلاثة أيام بسبب ارتفاع التكلفة ذلك من ناحية وارتفاع أسعار المتطلبات الضرورية التي التهمت معظم الدخل.. وبدلاً من الذهاب للشواطئ نقنع الأولاد بالاكتفاء بالذهاب إلي الكباري المطلة علي النيل لقضاء سهرة رخيصة وتفي بالغرض. وتؤكد رانيا هريدي بأنهم كانوا في السنوات السابقة يقومون "بتحويش" مبلغ للمصيف في مكان جميل حتي يهربوا من زحام وضوضاء القاهرة وكذلك من روتين العمل طوال العام.. ولكنهم بعد الارتفاع الكبير للأسعار لم يعودوا يفكروا حتي في الذهاب ليوم واحد للمصايف ويكتفوا بالسهر علي النيل مع الأولاد كبديل عن ذلك. ويعتبر محمود طلعت أن الكباري هي مصيف الغلابة منذ سنوات كثيرة ولكن هذه الأيام أصبحت مصيف كبار الموظفين أيضاً الذين أصبحوا يزاحمونهم عليها بسياراتهم بعد ارتفاع الأسعار الجنوني الذي التهم دخولنا ولم يعد هناك أي أموال متوفرة للذهاب للمصايف التي أصبحت حكراً علي الأغنياء فقط. وعلي الجانب الآخر.. يرفض البعض ارتياد المواطنين للكباري واستبدالها بالمصايف لأنها تتسبب في تعطيل حركة المرور داخل المدن الكبري.. فيقول هشام عيسي إن تكلفة المصيف مقارنة بما نقوم به من شراء ياميش رمضان قليلة جداً فضلاً عن العائد النفسي الجيد للإجازة علي الموظف الذي يستجم علي المصيف ولا يكتفي بالجلوس وسط الضوضاء علي الكباري التي لا تريح أعصاب المواطن بل تتعبه. ويطلب ياسر محمد باستغلال تلك الكباري بشكل استثماري وانشاء مصايف للغلابة بها لأن الاكتفاء بالذهاب إليها ليلاً لا يحقق الغرض من الذهاب للمصيف الذي يكون فرصة للاستراحة وتبديل الحالة النفسية وتخفيف الضغوط التي تتعرض لها طوال العام.. واعترف بأن تكاليف المصيف أصبحت عالية ولكن نختار مايناسب ظروفنا.. ونذهب إليه أسبوعاً علي الأقل وتقترح غادة أبوالفتوح دعم المصيف للغلابة والفقراء وفرض ضرائب علي الأغنياء وهي تذهب إلي شواطئ معقولة تناسب إمكانياتها ولكن لديها أصدقاء ينفقون مبالغ طائلة علي المصايف الخمس نجوم التي يمكن أن يساهم جزء منها في اسعاد الغلابة.