منتهى الاهمال والاستخفاف بارواح الناس .. قمة الاستهتار وعدم الاحساس باى مسئولية .. هذا اقل ما يمكن ان يوصف به سلوك المسئولين عن عدم تغطية بالوعات الصرف الصحى المنتشرة فى محافظات مصر .. فبالامس سقط ستة أفراد في بئر صرف صحي في قرية دفنو بالفيوم ..وتوفى اثنان وتم انقاذ اربعة .. وفي محافظة الشرقية سقط اليوم ثلاثة فنيين بشركة معالجة الصرف الصحي بمدينة الصالحية هم السيد محمد علي-34 سنة- وأيمن محمد الراوي-22 سنة وفتحي عبد الستار محمد-23 سنة- في بئر المحطة أثناء تغيير المفتاح الخاص بتشغيله، ثم نقلوا إلى المستشفى مصابين بحالة اختناق لفظ على أثرها الأول والثاني أنفاسهم الأخيرة بينما يصارع الثالث الموت.. قبلها لقى أربعة عمال مصرعهم وأصيب آخران اثر سقوطهم ببئر للصرف الصحي داخل أحد المصانع بمنطقة العامرية بالإسكندرية، وتبين من المعاينة أن العمال كانوا يقومون بتنظيف البئر وسقطوا بداخله، مما أدى لوفاة 4 منهم وتمكن رجال الإنقاذ من انتشال عاملين أصيبا في الواقعة، وتكررت القصة أيضا مع خمسة من العمال مصرعهم خنقا داخل بالوعة للصرف الصحي بمنطقة مصر القديمة وذلك عندما قام أحدهم بتنظيف البئر فأصيب بحالة من الاختناق وسقط داخلها وحاول زملاؤه الأربعة إنقاذه إلا أنهم سقطوا داخل البالوعة وتبين أن العمال الخمسة يعملون بإحدى الشركات بمنطقة المعادي ومكلفون من الهيئة العامة للصرف الصحي بتجديد وتحديث شبكة الصرف الصحي بمنطقة عزبة خير الله بمصر القديمة.. ولم ترحم هذه الآبار الأطفال الذين هم أكثر عرضة للسقوط فيها بسبب الإهمال وتركها مفتوحة لتلتهم من يقابلها، فسقط الطفل ماجد وصفي-6 سنوات- في بئر صرف بمنطقة المطرية، وانتقلت قوات الدفاع المدني لانتشال الجثة لكن عمق البئر وتفرعه إلي 3 محاور حال دون ذلك. ## بل وقام عدد من أهالي محافظة المنيا من قبل بقذف الدكتور أحمد ضياء الدين محافظ المنيا بالطوب أثناء حضروه لزفاف حفل جماعي لغضبهم من إهمال المسئولين بالمحافظة الذي تسبب في وفاة طفلة عمرها 7 سنوات بعد أن سقطت في بئر صرف بالقرب من مكان الاحتفال ولم يتم انتشال جثة الطفلة لانشغال المسئولين في حفل الزفاف .. والمؤسف ان عضو المجلس المحلى لهذه القرية سجل حوارا مع احدى الفضائيات قال فيه ان الحادث قضاء وقدر وان البنت كانت ستموت لان عمرها انتهى بغض النظر عن البلاعة ! ## وفي مدينة السلام سقط طفل آخر لا يتعدى الثانية عشر من عمره، حيث غرق في بئر الصرف الصحي أثناء مشاركته في دورة رمضانية لكرة القدم وكانت شركة المياه والصرف الصحي قد تركت بالوعات المنطقة بدون أغطية.. وبعد مرور 25 يوما علي الواقعة لم يتحرك مسئول بحي السلام لاستخراج هذا الطفل وحين تقدمت أسرة الطفل بطلب رسمي من النيابة للبحث عن أبنهم داخل البئر حضر غطاس ولكن دون أدوات الغطس مما عطل مهمة البحث ثانية وأخيرا بعد أن جلب أدواته لم يعثروا على جثة الطفل! وقد طالب أهالى قرية سرابيوم بالإسماعيلية بإقالة رئيس مدينة فايد بعد قيامهم بدفن جثمان الطفل محمود سمير-13 سنة- الذي سقط في بئر صرف صحي عمقه 7 أمتار ومتروك مفتوح منذ عشرات السنوات برغم أنه بالقرب من محطة الصرف الصحي بالقرية، وقد أتصل أهل المنطقة بالإسعاف والدفاع المدني ولكنهم تأخروا فاضطروا لسحب الطفل بالحبال إلا أنه كان قد فارق الحياة، ولهذا أتهم الأهالي رئيس المدينة بأنه السبب في الحادث! ## أجرينا اتصالا هاتفيا بالدكتور عبد القوي خليفة-رئيس الشركة القابضة لماه الشرب والصرف الصحي- إلا أنه رفض التعليق على هذا الموضوع!! فاتصلنا بالدكتور جلال مصطفى سعيد-محافظ الفيوم- والذي قال: المحافظة كجهة إدارية ليست لها علاقة بحوادث الصرف الصحي حيث أن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي تقوم بالتعاقد مع مقاولين والذين يجلبون لهم عمال لتغطية أعمال الصرف الصحي داخل المحافظات، ومن المفروض أن الشركة أحد مهامها الرئيسية ألا تستلم المشروع بأي محافظة إلا بعدما تتأكد أن كل شئ سليم! ## المهندس محمد رفعت-مدير إحدى محطات معالجة الصرف الصحي التابعة للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي- يقول: الموضوع ينقسم لشقين الأول وهو ما يخص الآبار الموجودة في الشوارع والتي تترك مفتوحة ليكون المواطنين عرضة للسقوط بها فهذه تكون إما متروكة لأعمال إصلاح وتنظيف هذه الآبار بعد أن تكون قد تعرضت لانسداد مما يعطل عملية الصرف من المنازل وبالتالي تؤدي إلى طفح مياه الصرف في الشوارع، حيث قد يتكاسل بعض العمال في أن يغلقوا هذه الآبار لأنهم سيأتون في اليوم التالي لاستكمال عملهم وفي هذه الحالة قد يتم سرقة الغطاء المعدني ولذلك لا يكون على العمال إلا تركها مفتوحة ولا يمكن متابعة ذلك بشكل دائم لكثرة الأعمال التي يتم تنفيذها ولذلك فعلى الأهالي إبلاغ الهيئة عند حدوث ذلك، وبالنسبة للشق الثاني وهو ما يتعلق بالعمال الذين يختنقون داخل هذه الآبار وذلك يحدث لأن الكثير من العمال لا يستخدمون أدوات الحماية التي توفرها الهيئة لهم وأحيانا يكون لهم حق في ذلك لأن تلك الأدوات لا يتم تغييرها بمرور الوقت وبالتالي تكون شديدة الاتساخ ووقتها يكونوا عرضة لغاز الميثان الذي يصيب بحالات الاختناق والتي تؤدي إلى الوفاة.