يوم الخميس الموافق 25 نوفمبر الماضى توفى الاستاذ أحمد على منصور مدرس التاريخ والتربية الوطنية عن عمر ناهز 73 عاما .. طبعا لا أحد منا يعرف من هو الاستاذ احمد منصور .. ولا أحد يهتم ، فالرجل لم يكن مطربا ولا لاعب كرة ولا ممثل نص كم من الذين يحتفل الاعلام الرسمى وغير الرسمى بذكرى ميلادهم ورحيلهم ودخولهم الحمام وخروجهم من السونا .. وفى يوم الاحد الماضى كان اولاد الاستاذ احمد يتلقون العزاء فى والدهم الراحل .. وفجأة تلقى ابنه الاكبر الدكتور محمد منصور استاذ الاقتصاد فى جامعة الزقازيق مكالمة على تليفونه المحمول من سفارة قطر .. وابلغه المتحدث بان امير قطر يبلغه تعازيه وانه سيأتى غدا الى منزل الاسرة لتقديم واجب العزاء بنفسه .. فالمدرس الراحل أحمد على منصور كان من أول المدرسين الذين أدخلوا التعليم النظامى فى قطر عام 1956 وعمل مدرساً للتاريخ والتربية الوطنية والمجتمع والاجتماع، فى المدرسة الابتدائية الوحيدة فى قطر آنذاك، وكان يدرس لامير قطر الشيخ حمد بن خليفة .. وفى اليوم التالى – يوم الاثنين الماضى - وصل أمير قطر الى منزل استاذه بالمهندسين فى الساعة الثالثة والنصف عصرا و صعد إلى شقته الكائنة بالطابق الثالث وجلس مع أفراد الأسرة، ودار حديث ودي وإنساني رقيق بينهم ، ثم غادر مباشرة الى زيورخ ليحضر قرعة كاس العالم التى فازت بتنظيمها بلاده عام 2022 .. واذا سمحتم لى فعندى مجموعة من الملاحظات على هامش هذه الزيارة .. 1- اتصور اننى كنت مخطئا عندما انسقت وراء بعض الاراء غير المسئولة التى دأبت على وصف قطر بأنها مجرد قناة (وطلعت لها دولة ).. حتى يقللوا من قيمتها ومن قوة تأثيرها برغم صغر حجمها.. 2- واضح ان قطر بدأت تجنى ثمار اهتمامها بالتعليم على كل المستويات .. فاعتراف اميرها بفضل مدرسه ليس مجرد دليل على وفاء الامير وانما بلا شك هو يعرف قيمة هذا المدرس الذى علمه وأدبه وزرع بداخله بذرة حب العلم .. وفى حواره مع اسرة المدرس الراحل قال امير قطر لحفيد استاذه : اهتم بالعلم والتعلم لان العلم هو سبيل الامم الى الرقى والتقدم . 3- الان فقط فهمت السبب وراء حرص قطر على احتضان المشروع العلمى الكبير للدكتور احمد زويل .. صحيح اننى لا افهم الدكتور زويل .. لكن يبدو اننى بدات افهم قطر ! 4- اندهشت جدا من حجم الخبر الذى نشرته الصحف وعلى رأسها الاهرام فى اليوم التالى لزيارة الامير .. فمساحة الخبر لم تزد عن 5 سنتيمترات وبدون صورة .. يؤسفنى اننا فى مصر لم نعد نقدر قيمة الاشياء ! 5- يحسب للاستاذ ابراهيم حجازى اهتمامه باستضافة ابناء المدرس الراحل فى برنامجه دائرة الضوء .. ويحسب للاعلامية منى الشاذلى التفاتها لهذه القصة فى حوارها مع الاستاذ الرائع جمال الغيطانى .. وبعد يومين انتبهت قليل من الصحف لأن حدثا يستحق الاهتمام قد وقع ولكن بعد فوات الاوان ! 6- اندهشت اكثر من اختيار المهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة ليكون رئيسا لبعثة الشرف المرافقة للامير فى هذه الزيارة القصيرة الخاصة جدا .. ألم يكن من الأنسب ان يرافقه وزير التعليم .. ولاّ يمكن علشان معندناش تعليم ؟! 7- مؤكد ان الاستاذ المصرى الراحل لم يكن اخر الرجال المحترمين .. بالتاكيد يوجد اخرون على قيد الحياة ممن ساهموا فى تعليم العديد من الملوك والرؤساء العرب .. ممن وضعوا بذور النهضة التى يجنى العرب ثمارها الان .. فهل تفكر جهة ما فى البحث عن هؤلاء الرموز وتكريمهم وتسجيل شهادتهم على التاريخ .. هل نبحث عن هؤلاء لنستعيد من خلالهم القوة الناعمة لمصر؟ 8- هل تحب تقول اى حاجة فى الموضوع ده ؟