إذا استمر الوزراء في مصر يتعاملون مع المواطن المصري بنفس العقلية الساذجة والتي تستخف بالناس وتعامل المواطن علي أنه لامؤاخذة عبيط ، فإن من حق هذا المواطن المفروس أن يطالب الحكومة بأن تصرف له حصة مجانية من المهدئات والمسكنات وأدوية ضغط الدم وعلاج الاكتئاب !! فالوزير في مصر عدد كبير منهم يأتي إلي المقعد الوزاري قادما من الظلام والمجهول حيث لا يعرفه أحد - اللهم إلا عدد محدود جدا من أفراد أسرته فقط ويحتل مقعد الوزارة ويمتلك صلاحيات لا يحلم بمثلها الوزير في أي دولة في العالم فهو يفعل ما يشاء ويقول ما يريد ولا ينجز شيئا ومع ذلك يستهبل الناس طول الوقت , وهو في معظم الأحوال لا يعرف شيئا عن أحوال الوزارة التي أصبح وزيرا لها ومع ذلك لا يتوقف عن إطلاق تصريحات التطوير والإصلاح علي شاشات التليفزيون عبر كل الفضائيات وفي حوارات صحفية , وهي تصريحات وحوارات تكشف في أحيان كثيرة عن أن سيادته لا يدرك أن كلامه يدمر ما تبقي من عقل المواطن وقدرته علي التحمل . والأمر الغريب بل ويقود إلي عالم المجانين هو أن الوزير من هذا النوع يمضي عدة سنوات ملتصقا بمقعده الوزاري دون أن يتعلم بعضا من السياسة وقليلا عن شئون وزارته . والأمثلة كثيرة فها هو الوزير عثمان بعد أكثر من ست سنوات وزيرا لحاجة اسمها التنمية الاقتصادية مازال كما هو يمارس استفزاز الناس بكل جرأة فهو للتذكرة صاحب النظرية الاقتصادية العثمانية التي قال فيها إن جنيها واحدا مصريا ونصف هذا الجنيه يوميا يكفي تماما لكي يعيش المواطن المصري سعيدا راضيا مسرورا بما تقدمه له حكومة الوزير عثمان !! والوزير عثمان يمتلك الجرأة لأن يشخط في معارضيه ويحذرهم من التحدث باسم الفقراء لأن سيادته هو الوحيد الذي يعرف الفقراء في مصر بالاسم ونفر نفر !!! ولذلك فإن الوزير عثمان مقتنع تماما بحكم معرفته الشخصية بالفقير المصري بأن 400 جنيه شهريا تكفي لمعيشة هذا المواطن والحمد لله إن سيادته لم يطالب هذا المواطن بادخار جزء من هذا المبلغ المحترم .. وعندما حاول البعض لفت نظر سيادته إلي صعوبة العيش بمثل هذا المبلغ رد عليهم الوزير السياسي المحنك بأنه علي استعداد لاستيراد مواطنين من بنجلاديش للعمل في مصر بأقل من 400 جنيه !! ومن فضلك تناول قرصا إضافيا من أي مهدئ مدرج بجدول المخدرات حتي تتمكن من تحمل كلام الوزير . وفي مصر ظاهرة كونية وزارية لن تتكرر بسهولة وهي ظاهرة الوزير الفنان المثقف فاروق حسني الذي خرج من وزارته وفي عهده من المسئولين المقربين منه إلي قاعات المحاكم عدد يفوق عدد من خرجوا علي المعاش .. والحقيقة أن التهم التي ارتكبها معاونو الوزير الفنان تنوعت وتعددت بين الإهمال الجسيم وحتي الرشوة والتربح واستغلال النفوذ ومع ذلك لم يجد أي حرج وهو الوزير السياسي الذي قضي أكثر من ربع قرن من الزمان جاثما علي صدر الثقافة المصرية من أن يستقبل بابتسامة عريضة أحد هؤلاء المتهمين وهو محسن شعلان والمدان حتي الآن بحكم المحكمة بالإهمال الجسيم والتسبب في ضياع لوحة عالمية تتجاوز قيمتها المادية 50 مليون دولار وهي اللوحة التي وصفها شعلان بأنها لوحة زبالة !! ومع ذلك استقبل الوزير الفنان الرسام الفنان بالأحضان متجاهلا الاتهامات التي أطلقها كل منهما علي الآخر في فترة حبس شعلان .. فالوزير السياسي المحنك اعترف وقتها وعلنا بأنه يتستر علي بلاوي شعلان .. ومن جانبه وصف شعلان الوزير بأنه وراء خراب الثقافة في مصر وأنه يذهب إلي الوزارة راكبا لنشا يطير به فوق صفحة النيل الجميل . وأرجوك معلهش كمان قرص مهدئ لأننا سوف نري بعض إنجازات الوزير بدر الذي وجد نفسه ذات صباح وزيرا للتربية والتعليم فانطلق في حملات يهاجم المدارس بمشاهد مسرحية كوميدية ينقل خلالها المدرسين والمشرفين والتلاميذ من هنا لهناك ثم يعيدهم من هناك إلي هنا تحت شعار عودة الانضباط والتربية ومع ذلك انفجرت في مدارس مصر العديد من الجرائم التي تبدأ باغتصاب تلميذ من زملائه إلي اغتصاب تلميذ آخر من مدرس إلي التعامل داخل الفصول بالمطواة والشومة ولم يدرك الوزير أن مواجهة هذه البلاوي لن تنجح معها الحملات البوليسية وإنما تتم مواجهتها بمعلم مؤهل تربويا وفصول مناسبة لإعداد التلاميذ وأنشطة واخصائي اجتماعي ومشرفين وحاجات كثيرة لا يعرفها الوزير أو مستشاروه ومساعدوه ولا يعرف أن إرغام التلاميذ والمدرسين علي الحضور والانتظام بالإجراءات العقابية والتهديد ترتب عليه زحام واختناق التلاميذ والمدرسين داخل المدارس .. والزحام يا سيادة الوزير يجعل البشر في أسوأ أحوالهم ويخرج منهم أحط ما بداخلهم . أما الوزير هلال التعليم العالي فلم يجد تعبيرا سياسيا يصدر عن وزير للتعليم العالي يعبر فيه عن رفض ممارسة السياسة داخل الجامعات سوي أن يقول : إن اللي يدخل الجامعة علشان يتكلم في السياسة حاقطع لسانه وهو تصريح وزاري عريق يتناسب مع عقلية بهجت الأباصيري زعيم مدرسة المشاغبين الذي هددته مدرسة الفصل بقطع لسانه من لغاليغه !! والأمثلة علي سوء الأداء السياسي للعديد من الوزراء كثيرة ولكن لأنه من الخطر صحيا أن تتناول من الأقراص المهدئة أكثر من ذلك نكتفي بهذا القدر وإذا كان عدم الخبرة هو أحد شروط اختيار الوزير فإننا نقترح إنشاء معهد أو مركز لتدريب الوزراء قبل تولي الوزارة علي المهام الوزارية أو نلجأ إلي حل آخر اقتداء بمشروع الوزير عثمان الذي يفكر في استيراد مواطنين من بنجلاديش للعمل في مصر وهو أن نستورد نحن كمواطنين وزراء من تايوان للعمل أيضا كوزراء في مصر وهم متوافرون بأسعار لا تقبل المنافسة !!!!