أشارت دراسة ألمانية حديثة أجريت بمستشفى CHARTIE أن رأس الملكة نفرتيتى يعانى من وجود تجاعيد فى الوجه وحول العينين، مما يشير إلى أن الملكة هرمت مبكرا وأن جمالها الذى تتحدث عنه الروايات التاريخية كان معرضا دائما لمخاطر التقدم فى السن ورغم ذلك كانت الملكة تعتنى بنفسها .. يقول حمادة قلاوى، مفتش آثار بمنطقة آثار ملاوى والباحث فى تاريخ منطقة تل العمارنة حيث عاشت نفرتيتى أن هناك فالفعل تجاعيد فى منطقة الوجه وحول العينين فى رأس نفرتيتى، هذه حقيقة علمية لأن النحات تحتمس الذى نحت الرأس كان ينقل تفاصيل وجه الملكة فى حياتها ومن ثم فإن الرأس كان أشبه بالبورتريه الفنى الذى يجسد وجه الملكة الجميلة، لكن هذا لا ينفى حقيقة جمالها، ولا تعبر هذه التجاعيد عن سنها الحقيقى، خاصة وأن وفاة الملكة وزوجها الملك إخناتون ظلت وستظل لغزا محيرا حيث لم يتم العثور حتى الآن على شواهد تكشف عن المقبرة الملكية للملكة نفرتيتى وزوجها الملك إخناتون، وفى حالة العثور على هذا المقبرة فسوف تكون أعظم كشف أثرى فى التاريخ المصرى وهو كشف يفوق ما تم العثور عليه فى مقبرة الملك "توت عنخ آمون" .. ويشير قلاوى إلى أن عالم الآثار الألمانى بورخارت الذى اكتشف رأس نفرتيتى لجأ لحيلة لإخفاء معالم هذه القطعة الأثرية النادرة حيث قام بتغطية الوجه بقطع من الجبس حتى لا يتم تسجيلها كأثر فى سجلات الآثار المصرية وبالفعل فهذه من القطع الناردة التى خرجت من مصر دون أن تقوم البعثة الألمانية بتسجيلها فى قائمة الآثار المكتشفة منذ نحو قرن من الزمان وذلك لأنه كان يعلم أن الرأس تحظى بقيمة أثرية عالية جدا ولذلك أخفاها. أيضا هناك نماذج شبيهة عديدة بالرأس ولكن بها عيوب فنية وتجاعيد وغيرها ويحتفظ متحف برلين ببعضها. ويوضح قلاوى أن البعثة الأمريكية التى تعمل فى منطقة تل العمارنة تسعى لاكتشاف أسرار جديدة حول نفرتيتى ومدينة إخناتون، منها مثلا أن الوباء سيطر على هذا المكان وأدى لإبادة جميع سكانها. ومن جانب آخر يشير قلاوى إلى أنه ليس هناك قصرا للملكة نفرتيتى بمفردها فى تل العمارنة وإنما يوجد القصر الشمالى الذى يخص الملكة تفرتيتى وبناتها الست وقام عالم الأثاى بارى كمب بعمل ترميم للقصر وأحاطه بالأسلاك الشائكة وسعى لاستخراج ما تبقى من أنقاضه تحت الأرض حتى يكون شاهدا على أثار واحدة من أشهر ملكات مصر فى العهد القديم ويحظى هذا القصر بأهمية تاريخية كبيرة وكان هذا القصر مطلا على النيل مباشرة وكان يضم حمام سباحة وبئر وحجرة العرش وكان يقوم على أعمدة خشبية مستندة على قواعد حجرية ولهذا بقيت القواعد الحجرية فى مكانها فى حين انهارت الأعمدة الخشبية، ويقال تاريخيا ان نزاعا نشب بين إخناتون ونفرتيتى وان الملكة عاشت بعيدة عن زوجها فى هذه القصر لكن البعثة البلجيكية وجدت نقشا ينفى هذه المعلومة إلى حد كبير. وفى أعماق مدينة إخناتون يقع مقر منزل النحات تحتمس الذى نحت رأس الملكة نفرتيتى .. المنزل من الطوب اللبن ولا تزال جدرانه باقية تتحدى الزمن .. يقول حمادة قلاوى أن البعثة الأثرية وجدت فى منزل النحات تحتمس 147 قطعة اثرية فى مساحة مربعة لا تتجاوز أربعة أمتار حيث وجدتها البعثة مدفونة فى التراب وقام عالم الآثار بورخارت بالعمل فى منزل النحات تحتمس للكشف عن معالمه حيث كان يضم ورشة للنحت وصالة للنساء ويوجد به أثر سلم علوى بما يشير إلى أن عدد من بيوت المدينة كانت تقع على دورين لكن هذه الأدوار تهدمت عندما جاء كهنة آمون وهدموا المدينة والمعابد.