لم يأت تصريح رئيس هيئة قناة السويس، مهاب مميش بأن مصر لن تسمح للحوثيين بالسيطرة على مضيق باب المندب لما له من تأثير على قناة السويس وحركة الملاحة فيها من فرغ.. حيث أن مصر أصبحت في مواجهة خطر جديد يأتي من هذا المضيق الاستراتيجي... أفادت صحيفة «العربي الجديد» اللندنية، أن قناة السويس وتوسعاتها الجديدة تتعرض إلى مخاطر، جراء اقتراب جماعة «أنصار الله» التابعة إلى الحوثيون من السيطرة على مضيق باب المندب في اليمن. وقالت الصحيفة، أنه في الوقت الذي تراهن فيه القاهرة على الاتفاقات الدولية في حماية الممرات العالمية وفي مقدمتها قناة السويس، حذر خبراء اقتصاد ونقل بحري من التراخي في التعامل مع الأخطار التي تحيط بالقناة، التي تعتمد بشكل أساسي على السفن المارة عبر البحر الأحمر، مؤكدين أن ما يحدث في اليمن هو تهديد واضح للاقتصاد المصري وللأمن القومي المصري.
وأبدى محللون مخاوفهم من سرعة تحرك الحوثيين نحو باب المندب، وانتشار حالة الانفلات الأمني في اليمن التي قد تؤدي إلى التأثير سلباً على معدل مرور السفن المتدفقة إلى قناة السويس، وبالتالي التأثير على إيراداتها أو تعطل التوسعات الجديدة في القناة التي تحتاج إلى ضخ استثمارات ضخمة في السنوات المقبلة.
وقال وزير الخارجية ، سامح شكري، في نهاية الأسبوع الماضي: «إن القوانين الدولية تكفل حرية الملاحة، وبالتالي فإن تهديد الحوثيين في اليمن ليس مباشراً، وإنه حال تحول الأمر لتهديد مباشر فمصر لن تتأخر عن ضمان أمنها القومي».
يأتي ذلك في الوقت الذي نفى فيه عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية زحف الحوثيين إلي مضيق باب المندب بوابة اليمن الجنوبية على البحر الأحمر، مؤكدا أن الأخبار التي تداولها البعض حيال سعى الحوثيين للسيطرة على باب المندب عارية من الصحة تماما
ومضيق باب المندب ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، ظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس 1869 وربط البحر الأحمر وما يليه بالبحر المتوسط وعالمه. فتحول إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوربية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي أفريقيا. ومما زاد في أهمية الممر، أن عرض قناة عبور السفن، وتقع بين جزيرة بريم والبر الإفريقي، هو 16كم وعمقها 100-200م. مما يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين. ولقد ازدادت أهميته بوصفه واحداً من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي. ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً (57 قطعة يومياً). وقام مصر بإغلاق مضيق باب المندب لفرض حصار بحري على إسرائيل خلال حرب أكتوبر 1973 عن طريق إغلاق مضيق باب المندب بوجه الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر حيث كانت إسرائيل تستورد من إيران نحو 18 مليون طن من النفط عبر مضيق باب المندب إلى ميناء إيلات لاستخدام جزء منها ثم تعيد تصدير الجزء الأكبر إلى أوروبا، وخلال فترة الحصار لم تدخل ناقلة نفط واحدة إلى خليج العقبة حتى 1 نوفمبر حينما سمح السادات بدخول أول ناقلة نفط إسرائيلية مقابل إيصال الإمدادات إلى الجيش المصري الثالث المحاصر في شرق القناة.