* "الحوثيون" خطر يهدد مصر عن طريق باب المندب.. وخبراء: * "القرصنة" تهدد "باب المندب" وبالتالي قناة السويس * تعاون محتمل بين الحوثيين وقراصنة الصومال يهدد القناة * قد يسيطرون على النفط اللذي يصدره الخليج للعالم كله * "داعش" خطفت أنظار العالم من خطر الحوثيين * يلعبون بأمن مصر وإسرائيل تدعم سيطرتهم على باب المندب * إيران تستخدمهم للسيطرة على "باب المندب" وإخضاع "واشنطن" للحوار * الدول الكبرى لن تسمح بسيطرتهم على "باب المندب" "باب المندب".. كلمة السر التي قد تقع في يد جماعة الحوثيين المسلحة بعد سيطرتها على مواقع استراتيجية باليمن، وقد تستخدمها في السيطرة على سريان الحياة في قناة السويس، وبالتالي التأثير على أمن التجارة الدولية بشكل عام والأمن القومي المصري بشكل خاص، فما حجم الخطر الذي يهدد قناة السويس إذا ما وقع مضيق باب المندب في أيدي هؤلاء المسلحين؟ في هذا الإطار، قال الدكتور معتز سلامة، رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "القرصنة أخطر ما يهدد مضيق باب المندب، وبالتالي التجارة الدولية بقناة السويس، بعد أن ظهر ضعف الدولة اليمنية بوضوح أمام جماعات الحوثيين المسلحة". وأضاف سلامة، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن "الوضع في اليمن برغم أنه يتجه لعقد صفقة بين الحوثيين والسلطة، إلا أن "الضعف" أصبح هو الصفة اللصيقة بالدولة اليمنية، ومحاولة الاستيلاء على السلطة سيتكرر بنسبة كبيرة، ربما من جانب الحوثيين مرة أخرى وربما من الجماعات المتطرفة والمسلحة الأخرى في الجنوب، وربما من الجماعات الجديدة المنبثقة عن تنظيم القاعدة". وتابع: "وفي ظل هذه التهديدات التي لا تستطيع الدولة اليمنية بضعفها أن تتصدى لها، ربما يحدث تنسيق واتفقاقات بين الجماعات المسلحة هناك وشباب المجاهدين في الصومال الذين هددوا البحر الأحمر بالقرصنة في فترة ما". وحول تجاهل الوضع في اليمن، قال سلامة: "داعش في العراق خطفت الأنظار والاهتمام برغم أن هناك ضربات دولية مستمرة لمعاقل الجهاد في جنوب الجزيرة العربية، إلا أنه لو تم تهديد الملاحة البحرية في قناة السويس من خلال إحكام المسلحين سيطرتهم على مضيق باب المندب، فستكون هذه مشكلة العالم أجمع ولن تتصدى لها مصر بمفردها نظرا لأن معظم تجارة العالم وأهمها تجارة النفط من دول الخليج لباقي أنحاء العالم كلها تجارة عابرة لقناة السويس من خلال هذا المضيق، ولن يسمح العالم للمسلحين بالتأثير عليها". بينما قال الدكتور صلاح سالم، الخبير الاستراتيجي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية والدبلوماسية، إن "سيطرة جماعة الحوثيين المسلحة على مقاليد الحياة في اليمن تهدد جانبا كبيرا من الأمن القومي المصري متمثل في قناة السويس". وأضاف سالم، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أنه "بشكل عام يعد التحكم في المضايق الاستراتيجية سواء برية أو بحرية ظاهرة خطيرة، حيث إن من يتحكم فيها يستطيع أن يفرض إرادته على الجميع مهما كانت إمكاناته محدودة وسلاحه بسيط". وأكد أن "دولا كثيرة من مصلحتها أن تقف الملاحة في قناة السويس، وعلى سبيل المثال الكيان الإسرائيلي اللذي يفكر مرارا وتكرارا في بدائل للقناة"، لافتا إلى أن "الخطر يحدق بمصر، والتفاف العالم لدفع الخطر عن باب المندب وقناة السويس أمر غير مضمون في ظل الأحقاد الدولية على القناة والقيمة الاستراتيجية التي تحققها لمصر". وأشار إلى أن "التاريخ بفرض السيطرة المصرية على هذا المضيق في زمن سابق، لما يمثله من بعد استراتيجي لها، وكان فرض السيطرة متمثل في نشر قوات، إلى جانب خبراء في تلك المنطقة". وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد مجاهد، مستشار مركز دراسات الشرق الأوسط، إن البحر الأحمر يعد أحد دوائر الأمن القومي المصري، التي باتت مهددة بسبب التحرك الحوثي في اليمن، والذي يسعى وفقا للاستراتيجية الإيرانية إلى السيطرة على مضيق باب المندب. وأضاف مجاهد، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن "أحد عناصر الاستراتيجية الأمريكية المهمة ضمان أمن الطاقة – البترول والغاز - في منطقة البحر الأحمر وتأمين مسار نقلها عبر البحر الأحمر، وإيران تسعى لأن تكون طرفا أصيلا في هذه الاستراتيجية بالتحكم في مسار نقل الطاقة من خلال السيطرة على مضيق باب المندب، ومن ثم تستطيع إجبار الولاياتالمتحدةالأمريكية على الحوار معها". وأكد أنه "يجب على مصر أن تتنبه جيدا لتحافظ على أمنها القومي الذي باتت تهدده إيران من خلال ذراعها "الحوثي" في اليمن. وأخيرًا أكد الدكتور نبيل فؤاد، خبير العلوم الاستراتيجية ومساعد وزير الدفاع السابق، أن الامتداد المستقبلي ل"الحوثيين" سيكون في باقي اليمن، كما أكد أن "قناة السويس ستتأثر بشكل كبير بفرض وصول "الحوثيين" وسيطرتهم على مضيق باب المندب، خاصة أن المضيق هو المدخل الجنوبي للقناة". وقال فؤاد، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، إن "الدول الكبرى والمصالح الدولية والإقليمية ستقف عائقا أمام سيطرة ميليشيات "الحوثيين" على المضيق"، مشيرا إلى أن "ما يحدث في اليمن يحتاج إلى تفسير، خاصة أن الصورة لم تتضح على أرض الواقع حتى الآن".