"كثير من الناس لا يعتقدون أنني أستطيع القراءة، فضلا عن الكتابة " هكذا علق جورج دبليو بوش الرئيس السابق للولايات المتحدةالأمريكية على كتابه " لحظات القرار" وذلك في المقابلة التي أجرتها معه أوبرا وينفري في برنامجها الشهير. بوش تحدث عن أول يوم يقضيه بعيدا عن البيت الأبيض وقال " استيقظت وجلست على الأريكة واستيقظت بعدي زوجتي لورا فقلت لها : أخيرا أصبحت حرا فردت علي قائلة " اصبحت حرا لتنشغل بغسيل الأطباق" فقلت لها : أنت تتحدثين عن الرئيس السابق يا حبيبتي، فردت قائلة " اعتبر غسيل الاطباق جدول أعمل سياستك الداخلية الجديدة"! بوش تحدث أيضا عن حرب العراق ، وبينما بكى وهو يتحدث عن مواساته لأرامل الجنود الذين قتلوا في هذه الحرب، قال ردا على سؤال لأوبرا وينفري عن شعوره بالندم بعد غزو العراق واكتشافه خلوها من أسلحة الدمار الشامل " لا أشعر بالندم وإنما أشعر بالإشمئزاز والألم، ولكن السبب في ذلك كان صدام حسين" وتابع قائلا "سأخبرك ما هو الخطأ، صدام حسين خدع الجميع. فهو لم يرد ان يعرف الناس انه لا يملك اسلحة دمار شامل، وهو أمر غريب لانني قلت له صراحة أنك يجب أن تترك مفتشي الأسلحة يعملون بحرية وإلا أطحت بك من السلطة، ولكنه لم يصدقني للأسف"! بوش قال إنه لا يندم على الاطاحة بصدام حسين وإعدامه مضيفا " في رأيي أن العالم أصبح أفضل بعد رحيله" فصفق له الحاضرون في الاستديو على جملته الأخيرة. بوش الذي أشاع جوا من المرح أثناء اللقاء وكان يرد في شكل "شو كوميدي" غضب بشدة عندما عرضت عليه وينفري انتقادات معارضيه الذين اتهموه بالعنصرية بعدما اعترفت ادارته بالتقصير في استجابتها للدمار الذى خلفه إعصار "كاترينا" ووصف الساحة السياسية الأمريكية بالقبيحة، وذلك على حد تعبيره. وعندما طلبت منه أوبرا وينفري أن يتحدث عن السياسة الأمريكية الحالية رفض ذلك وقال "لن أخوض في مستنقع السياسة مرة أخرى"، وأضاف " لقد إنتهيت من التعامل مع السياسة، من الصعب على الناس تصديق ذلك، ولكني نفضت يدي منها تماما" متابعا حديثه عن خلفه الرئيس أوباما فقال " أوباما لديه منتقديه وهو لا يحتاج ان ابدي رأيي في كل ما يفعل". وعرضت وينفري لقطات لبوش مع والديه حيث المحت والدته بربارة بوش إلى "رئيسة" محتملة للولايات المتحدةالأمريكية قادمة من عائلة بوش، فما كان من بوش الابن إلا أن علق عليها ساخرا " ماما .. أرجو ألا يكون هذا تصريح منك بترشحك للإنتخابات المقبلة". بوش في نهاية اللقاء قال أنه يشعر بالفخر تجاه الفترة التي قضاها في منصب أقوى رجل في العالم لكنه ينظر لها بإعتبارها فصلا في حياته، وليس حياته كلها ، مضيفا " من الأمور التي أفخر بها انني لم أبع نفسي من أجل الشهرة"!! وكان بوش قد أصدر مؤخرا كتابه " لحظات القرار" والذي تعرض فيه لأهم قراراته أثناء توليه منصب رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث قال في معرض حديثة عن حرب العراق " في الوقت الذي اتذكر فيه هذه الخواطر بعد اكثر من سبعة اعوام على تحرير القوات الاميركية للعراق، انا على قناعة تامة بان الاطاحة بصدام حسين كان قرارا صائبا" ورغم شعوره "بالخيبة والغضب" من عدم عثوره على أسلحة دمار شامل في العراق إلا أنه قال في كتابه " اميركا باتت اكثر امنا من دون ديكتاتور مجرم يسعى الى التزود باسلحة دمار شامل ويدعم الارهاب في قلب الشرق الاوسط " وتحدث بوش في كتابه عن سبب تبنيه موقفا معارضا من اباحة الاجهاض وقال ان السبب في ذلك حادثة عايشها في شبابه حيث اضطر إلى نقل والدته للمستشفى بعد أن أجهضت نفسها، وقال " م اتوقع يوما ان ارى الجنين الذي حفظته داخل وعاء لجلبه الى المستشفى. واذكر انني قلت: هذه حياة بشرية، شقيق صغير او شقيقة صغيرة " وقال بوش أن التزامه الديني هو الذي ساعده على التخلص من شرب الكحول وانه استطاع التخلص من ذلك الادمان وهو في سن الأربعين، وقال أنه يتذكر أنه في أحدى المرات كان ثملا وكان يتناول الطعام مع والديه ومجموعة من أصدقائهما فقام وتوجه لأحدى المدعوات وقال لها " كيف يكون الحب بعد الخمسين"، بوش قال أنه في عيد ميلاده الخمسين سألته نفس السيدة نفس السؤال. بوش قال أيضا أنه لا ينوي الاعتذار للشعب الأمريكي عن حرب العراق مضيفا " الإعتذار سيعني أن هذا القرار كان سيئا". ودافع بوش في كتابه عن استخدام التعذيب في استجواب معتقلي جوانتانامو وقال بأنه أمر شخصيا باستخدام اسلوب "محاكاة الغرق" مع خالد شيخ محمد والذي أعلن أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، وأضاف في كتابه "كان اخضاعه صعبا ولكن بعدما استخدمنا معه هذه التقنيه قام باعطائنا معلومات هامة خاصة بمخططات تخص الاعتداء على اهداف أمريكية باستخدام الجمرة الخبيثة".