هتافات حارة ودعوات إلى السماء لكى يحيطه الله بعنايته وحمايته وزغاريد وتهانى بعيد الجلوس.. هذا هو حال الأخوة الأقباط فى لقاء العظة الأسبوعية ليلة أمس للبابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية فى المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية .. تصوير : محمد لطفى فى بداية اللقاء وجه البابا الشكر للحضور على محبتهم له وعلى سؤالهم عليه فقاطعه الجمهور لنحو دقيقة من التصفيق والزغاريد .. ثم قال البابا أحب أن أرحب بهذا الجمع الكبير من الأباء والأساقفة والكهنة والرهبان ، كما أحب أن أرحب بإخوانى الذين جاءوا اليوم من السويد والنرويج للإطمئنان على صحتى . ثم بدأ البابا كعادته كل أسبوع فى الإجابة على تساؤلات الجمهور .. ودارت أغلب الأسئلة حول المشاكل والظروف والضغوط الحياتية التى نعيشها .. وكان أول سؤال من سيدة قالت للبابا فى رسالتها : عندى 3 أولاد فى مرحلة الدراسة وليس لى أي دخل سوى 400 جنيه ومش قادرة على المصاريف ولم أكن أتمنى أن أكون فى هذا الموقف ..هل ممكن يا سيدنا تتوسط وتشغل عيل من عيالى علشان يصرف علينا ويساهم معانا ، فرد البابا عليها قائلا : دى قصة آلاف العائلات وأنا متعاطف معاك لكن كونى أتوسط فى توظيف أولادك فهذه مسألة فيها نظر أصل أنا الحقيقة أتكسف أبعث للمسئولين أو أى أحد بطلبات ..لكن ممكن أساعدك بأى طريقة أخرى . ثم وردت للبابا رسالة لها العجب لدرجة أنها أذهلته وجعلته صامتا نحو دقيقة ..وقد قرأها على الناس للعظة قائلا : واحد بيقول أنا راجل طماع وعندى شهوة عجيبة فى الطمع ..وبصراحة سعيت فى أوقات كثيرة إنى أتخلص من ناس ونجحت فى تدبير مؤامرات عديدة لدرجة أننى فى النهاية قررت أن أقتل أبى ، وكل ما أحاول أنفذ القرار " شىء إلهى " يتدخل وينقذه من تحت يدى .. أنا أسأل البابا ، هو فين ضميرى ..خاصة وأننى مش حاسس بالندم ؟ وكان رد البابا على الرسالة ردا حكيما بليغا حيث قال : يا بنى الضمير تقتله إما شهوة أو فكرة خاطئة .. الشهوة تنتصر على الضمير فتتولد الخطيئة ، والفكرة الخاطئة أيضا تغيب العقل والضمير معا ، شوف زمان ناس جاءوا لشخص وقالوا له خلى بالك إبنك هيقتلك ..فقال لهم لو ابنى بصحيح عمره ما يقتلنى وإن قتلنى يبقى ماكنش ابنى من البداية . ورسالة أخرى من إحدى الزوجات تقول فيها أنا متزوجة من 30 سنة وعارفه إن زوجى خاننى مع الشغالة ووعدنى كثيرا بالتوبة لكن بدون فائدة .. أعمل إيه ؟ فسألها البابا : وإزاى يفضل الشغالة عليكي .. هل أنت فقدتى التأثير عليه .. عايزانى أحل الموضوع ده .. هاتى لى الشغالة هنا علشان أشوفها وبعدين أحكم أو أنت روحى اشتغلى شغالة .. هى الشغالة ضحكت عليكي .. شوفوا ، ساعات النساء الفاضلات لا يكون عندهم التاثير الألطف على الرجال ، يعنى ما بيعرفوش يلاعبوا أزواجهم والرجال كثيرا ما يخضعون للعب وأنا قلت فى مرة ان الأستاذ أحمد الصاوى محمد وهو كان كاتبا كبيرا أيام زمان كتب كتاباً اسمه " المرأة لعبتها الرجل .. والشيطان لعبته المرأة " . ووردت رسالة للبابا من أحد القساوسة تتحدث عن العفة ودور رجال الدين فى نصيحة السيدات لمراعاة الحشمة والمظهر العام فى الملابس فقال البابا : شوف يا أبونا ومن شابهك ما تجرحش فى عظاتك شعور السيدات حتى لو كانت ملابسهم ما تصحش .. أنت تتكلم عن العفة بصفة عامة ولكن لا تتكلم عن ملابس على الملأ يعنى انا أذكر ان واحد سيدنا من الأباء الجهلة شاف واحدة ست فى العظة فقال لها إيه الأحمر اللى فى شفايفك ده كله .. طيب يا عم وانت مالك ومال شفايفها !! وعند هذا الرد اهتزت الكتدرائية من الضحك . وطلب أحد الأخوة الأقباط فى ورقة مكتوبة من البابا أن يكون القداس بالكامل باللغة العربية بدلا من اللغة القبطية غير المفهومة ، وكان رد البابا أن ذلك يجعلنا نلغى الكثير من الكلام الذى يسير فى سياق ألحان معينة ..أيضا اللحن هيبوظ لو عملنا كده والألحان لها تأثير على الناس .. إلا إذا استطاعوا ان يركبوا الألحان على اللغة العربية بنفس الروح . وسأل أحد الأخوة البابا عن " إزاى ربنا ممكن يعطى الحكمة لإنسان شرير " فأجابه البابا قائلا : هو ربنا أعطى له الحكمة وبدلا من أن يستخدمها فى الخير استخدمها فى الشر .. الشيطان قيل عنه أنه كان حكيما ولكن حكمته انقلبت لشر وتحولت لفجيعة . ثم انتقل البابا للحديث عن صحته فقال ناس كتير كتبوا أخبار فى الجرائد عن صحتى وكلها غير سليمة وقالوا إن أنا رجلى اتكسرت وهذا لم يحدث ... شوفوا للأسف الكثير من الناس يكتبون دون ان يتحروا الصدق او الموضوعية ويكون هدفهم أنهم يقولوا وبس ولا يعتمدون على مصدر صادق او دقيق يعنى فيه ناس قالت جاءنا من المقربين من البابا ..طيب من هم المقربون هؤلاء ؟ وناس قالت جاءنا من مصدر موثوق منه ؟ طيب فين المصدر وفين الموثوق منه ؟ ربنا يغفر لهم جميعا . الأعمال بالنيات أحيانا تكون فى نية الواحد أن يعمل غلط فيعمل خير وينتصر على النية وأحيانا ينوى على الخير ولا يعمله ..هذا الموضوع هام وجايز العوامل الخارجية يكون لها تأثير. وبعد أن انتهى البابا من الرد على الأسئلة دخل فى محاضرة اليوم وكان عنوانها " الله موجود " حيث قال من يدرك وجود الله يطمئن ولا يخف فهو خالق السماوات والأرض وهو موجود فى كل مكان يسمع ويرى ويراقب وهو يقول لا تخف لأنى معك ومن يؤمن بوجوده يؤمن بحمايته وأنت تأتيك قوة من الله دون أن تخطو .. وما دام الله معنا فمن علينا ؟!