قال الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية إنه غدًا السبت ستحدث ظاهرة "السوبر قمر" وهى ظاهرة تحدث عندما يكون القمر فى طور المحاق أو البدر، وفى نفس الوقت يكون فى أقرب نقطة إلى الأرض فى مداره وتسمى هذه النقطة ب"نقطة الحضيض". وأضاف تادرس، فى تصريحاتٍ له أن الظاهرة تحدث من أربع إلى ست مرات فى العام، لافتًا إلى أن القمر يمر شهريا فى مداره حول الأرض بنقطتين مهمتين، هما نقطة الحضيض عندما يكون فى أقرب نقطة إلى الأرض، ونقطة الأوج عندما يكون فى أبعد نقطة عن الأرض، وظاهرة "السوبر قمر" تحدث عندما يكون القمر محاقا أو بدرا وهو فى نقطة الحضيض وتطلق تسمية “العملاق” على القمر سواء كان في المحاق أو البدر عندما تكون المسافة بين مركز الأرض ومركز القمر أقل من 361.863 كيلو متر، وهذه التسمية في الأساس ليست فلكيّة، لكنها ظهرت منذ ما يزيد على 30 سنة وأخيراً أصبحت منتشرة بشكلٍ كبيرٍ، وقبل هذا المصطلح كانت تطلق تسمية “بدر الحضيض” أو “محاق الحضيض”. ويعتبر هذا البدر العملاق الأول من ثلاثة أقمار بدر عملاقة تحدث في العام الجاري، وهو أيضاً أول قمر بدر بعد الانقلاب الصيفي، وفي وقتٍ سابقٍ حدث قمران عملاقان في 1 و30 يناير الماضي، لكنهما كان في المحاق وغير مرصودين في ذلك الوقت. وسيشرق “البدر العملاق” مع غروب الشمس، حيث سيظهر من الأفق الجنوبي الشرقي والمسار الذي سيسلكه عبر قبة سماء الليل سيحاكي مسار الشمس بعد ستة أشهر من الآن، كما سيشاهد في السعودية وكامل النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فإن القمر سيتبع المسار المنخفض الظاهري لشمس الشتاء، أما في النصف الجنوبي “جنوب خط الاستواء”، فإن القمر سيتبع المسار الظاهري المرتفع لشمس الصيف. وسيظل مشاهداً طوال الليل حتى شروق شمس اليوم التالي. وهناك يجب التوضيح أن الراصد بالعين المجرّدة لن يتمكّن من اكتشاف اختلافٍ بين البدر العملاق والبدر المعتاد في كل شهر، ولكن يمكن من خلال التصوير القيام بمقارنة الحجم الظاهري للبدر العملاق والأقمار البدر الأخرى. أما عن تأثير البدر العملاق في الكرة الأرضية، فكما هو معروف بأن انتظام الشمس والقمر على خط واحد يتسبّب في زيادة صغيرة في النشاط التكتوني إلا أن تأثير البدر العملاق سيكون ثانوياً، فعديد من الدراسات لم تجد شيئاً ذا أهميةٍ يربط بين البدر العملاق والكوارث الطبيعية كحدوث زيادةٍ في مستويات النشاط الزلزالي أو البركاني أو حدوث حالات طقسٍ غير اعتيادية كعواصف ضخمة. وفي كل شهر عندما يكون القمر بدراً تكون الشمس والأرض والقمر تقريباً على خطٍ واحدٍ في الفضاء، ويكون المد والجزر على غير المعتاد، وذلك نتيجة اتحاد قوة جاذبية الشمس والقمر، ولكن عندما يكون القمر في الحضيض، فان التأثير يكون أكبر ولكن الاختلاف صغير، ولن يؤثر في توازن طاقة الأرض الداخلية؛ لأنه يحدث مد وجزر كل يوم وسيلاحظ القاطنون على طول سواحل المحيطات أعلى مد ولكن لا يرجّح حدوث فيضانات. يُشار إلى أنه خلال الفترة من عام 2014 وحتى عام 2018 ستحدث أقمار بدر عملاقة باستثناء أنه لن يكون هناك بدر عملاق في عام 2017 بسبب أن القمر البدر ونقطة الحضيض لن ينتظمان من جديد بعد 14 نوفمبر 2016 حتى 2 يناير 2018.