في جمع بهيج احتلفت جامعة القاهرة بانتهاء العام الدراسي 2013/2014، بحضور الأستاذ الدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالي نيابة عن رئيس الوزراء، والأستاذ الدكتور جابر جاد نصار رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة ورئيس الجامعة الأسبق، وعدد من عمداء الكليات ووكلائها ورؤساء الأقسام، والعقيد محمد بيومي عبد العزيز مدير إدارة التربية العسكرية بالجامعة، وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب. كتب: محمد وليد بركات وخالد جلال عباس بدأ الحفل بالسلام الوطني، تلاه آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة للطالب محمد سلامة عبد الحافظ ممثل طلاب التربية العسكرية، تناولت أبرز ما يستفيده الطلاب من هذه الدورة التي تستمر لمدة 14 يوما، كالتعود على الإنضباط ودقة المواعيد، إلى جانب محاضرات حول دور المؤسسة العسكرية والمخابرات العامة، ومفهوم الأمن القومي وغير ذلك، كما عُرض فيلم قصير لبعض تدريبات التربية العسكرية ومحاضراتها، واختتم الطالب كلمته بتوحيه الشكر لقائد التربية العسكرية ومعلميها. . ثم ألقى هشام أشرف رئيس اتحاد طلاب الجامعة كلمة نوه فيها إلى العام الدراسي الصعب الذي شهدته الجامعة، والتقاليد الجامعية التي تم الاعتداء عليها، وأعمال العنف والقبض العشوائي التي عانى منها الطلاب، وهؤلاء الذين فقدوا حياتهم بغير ذنب، ومحاولات جر الجامعة إلى صراع سياسي، وما قام به اتحاد الطلاب من محاولات لم تعرف اليأس للدفاع عن مطالب الطلاب العادلة، والدفاع عن مصالحهم، بلا هوى سياسي أو شخصي ولا تملق لأحد، ودعا أشرف إلى استكمال المسيرة بالعلم من أجل مستقبل أفضل في ظل دولة جديدة عليها أن تسوي أوضاعها، مختتما كلمته قائلا: "طوبي لمن تعلم من التاريخ" . وألقى الأستاذ الدكتور شريف مختار كلمة نيابة عن الأساتذة المكرمين في الحفل عبر فيها عن فخره بانتمائه إلى الجامعة الأعرق، وإلى كلية الطب كعبة التخصص في الشرق الأوسط على حد وصفه، وأضاف: "أعود بالذاكرة عشرات السنين إلى الوراء عندما التحقت بالجامعة طالبا ممتلئا بالطموح، ومنحني القدر أساتذة أفذاذ تعلمت منهم"، مؤكدا على أن الجامعة ستنهض بكل عزم من كبوتها. . وجاءت كلمة الأستاذ الدكتور جابر جاد نصار رئيس الجامعة، حيث هاجم خفافيش الظلام التي أرادت تعطيل الجامعة، ونشر الفوضى بها، وكسر هيبة الدولة، مؤكدا على أن هذه الاحتفالية جاءت لتعرض الوجه المضئ للجامعة، وسيادتها وقدرتها وإنجازاتها على مدار العام، وتقدمها في نشر البحوث دوليا بنسبة 20%، وهنا وجه نصار التحية إلى العلماء الذين صنعوا هذا الإعجاز، وكل أساتذة الجامعة وطلابها وإدارييها، ملمحا إلى المنجزات العلمية لطلاب كليتي الآثار والهندسة، كما حيا الأستاذ الدكتور على عبدالرحمن محافظ الجيزة وراعي مكان الجامعة على حد وصفه، والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الذي كان يتصل ليطمئن على الجامعة ويشد من أزر رئيسها مع كل أحداث عنف، قائلا: "أشعرني أن في مصر رئيسا للوزراء"، كما حيا نصار القوات المسلحة وفرسان الداخلية على حمايتهم للجامعة ضد الهجمة التتارية التي تعرضت لها، وحيا الدماء التي سالت ولقت وجه ربها، والتي سالت وجفت واستكملت المسيرة، كما حيا كلية الهندسة عميدا وأساتذة وطلابا الذين ظلمتهم الظروف هذا العام، وحيا العلماء المكرمين في هذا الحفل، وفرقة الموسيقا العربية التي أعادت إحياء النشاط الفني بقوة في الجامعة، واعدا بلقاء سنوي احتفالا بكل عام دراسي، واختتم كلمته قائلا: "ما حققناه يؤكد قدرة الجامعة والشعب والدولة على الحياة، ويقينا الغد أكثر إشراقا وتقدما، ولا عزاء للقلة التي أغواها الشيطان، فلنذوب عشقا في الوطن، أما من يكرهونه فهم في حجيم التاريخ لا في هوامشه". ثم ألقى الأستاذ الدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالي كلمة وجه فيها الشكر إلى جامعته التي تعلم فيها منذ كان طالبا، والعلماء والأساتذة أصحاب الأيادي البيضاء، داعيا إلى إحياء قيم الوفاء والعرفان والعطاء. . ثم ألقى الوزير كلمة رئيس الوزراء فقال أن الاحتفال اليوم ليس لتكريم بعض علماء الجامعة فحسب، وإنما للتعبير عن معاني الوفاء للجامعة ولمصرنا الحبيبة، بعد عام دراسي أبلت فيه الجامعة بلاء حسنا، لتثبت أنها باقية ولو كره الكارهون، وجئنا اليوم لنحتفى برواد الجامعة من أحدث عامل إلى أقدم أستاذ، وإذا كانت لنا كحكومة رسالة فهي أن الجامعة بخير وقد انتظمت الأغلبية الساحقة من طلابها في الدراسة، فمصر بخير طالما كان شبابها بخير فهو الذي يمثل مستقبل الوطن، وستعمل الحكومة على تطبيق ما تصل إليه أبحاث علماء الجامعة وطلابها، وصولا إلى منتج وأسلوب إنتاج، حتى تنتقل مصر إلى آفاق أرحب، عاشت مصر بخير شعبا وجيشا وشرطة". ثم بدأت مراسم تكريم لفيف من علماء الجامعة لهم إسهامات علمية بارزة، وهم الأستاذ الدكتور مصطفى كمال طلبة أستاذ النبات بكلية العلوم والخبير البيئي العالمي، والأستاذ الدكتور فؤاد عبد المنعم رياض أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق ورئيس لجنة توثيق أحداث 30يونيو والقاضي السابق بمحكمة العدل الدولية، والأستاذ الدكتور محمد شريف مختار أستاذ طب الحالات الحرجة بكلية الطب، وصاحب فكرة المشروع القومي لمواجهة مخاطر السكتة القلبية، والأستاذ الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالي الأسبق والعميد الأسبق لكلية الحاسبات والمعلومات، والأستاذ الدكتور حسين مصطفى خالد الأستاذ بمعهد الأورام ووزير التعليم العالي الأسبق ونائب رئيس الجامعة الأسبق، وصاحب الإسهامات في تطوير البحث العلمي بالجامعة، والأستاذ الدكتور محمد محمود الجوهري أستاذ الاجتماع بكلية الآداب ورئيس جامعة حلوان الأسبق، والأستاذة الدكتورة زكية حسن شافعي الأستاذة بكلية الهندسة، والأستاذ الدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ الاقتصاد والمفكر العروبي، والأستاذ الدكتور منير عزيز مرقص رائد الهندسة الزراعية بكلية الزراعة، والأستاذة الدكتورة عزة منير أغا عميدة كلية الصيدلة التي حصلت الكلية في عهدها على شهادة الجودة، والأستاذ الدكتور صلاح الدين سيد البحيري رائد علوم الآثار والعميد الأسبق لكلية الآثار وعميد آثار الفيوم. هذا بالإضافة إلى تكريم خمسة من العاملين المحالين إلى التقاعد بالجامعة، وخمسة من العاملين الحاليين، وخمسة من أعضاء اتحاد طلاب الجامعة. ثم عُرض فيلم عن إنجازات الجامعة خلال هذا العام بما فيها افتتاح محطة الطاقة الشمسية بفرع كلية الهندسة بالشيخ زايد، وعدة مشروعات للتخرج، وحفريات كلية الآثار بمنطقة سقارة، وافتتاح عيادات جديدة، وبدء إنشاء بعض لمعاهد الجديدة، وظهور نتيجة كلية الحقوق لأول مرة بعد فترة وجيزة من الامتحانات، واحتلال الجامعة للمركز 299 على مستوى جامعات العالم على التصنيف الإسباني قبل جامعات تركية وإيرانية، وغيرها. واختتم الحفل بفقرة فنية غنائية متميزة امتدت لساعة، قدمتها فرقة الموسيقى العربية بالجامعة بقيادة الأستاذ الدكتور المايسترو طارق سمير والدكتور ياسر محمود من كلية التربية النوعية، وتضمنت مجموعة من الأغنيات الوطنية، وأغاني أم كلثوم، ونشيد القاهرة، ووحياة قلبي وأفراحه بناء على طلب إدارة التربية العسكرية والتي إثارت إعجاب وحماس الطلاب الحضور، وغيرها من الأغنيات. ومن الجدير بالذكر أن الحفل صاحبه معرض للأعمال الفنية ولوحات أعضاء هيئة التدريس والطلاب. وفي تصريح خاص لمراسل "الشباب" قال الأستاذ الدكتور جابر جاد نصار : " أن هذا الحفل نأكد فيه أن الجامعة فى ظل العام الدراسى السابق الذى انتهى - رغم العنف الذى فرض عليها والارهاب الذى أراد أن يكسرها- فشل فشلا ذريعا, حيث نجحت الجامعة فى أن تبسط سيادتها على العملية التعليمية والعملية البحثية, وتحقق الانجازات ". وأجاب جابر نصار على سؤال مراسل" الشباب" هل الأمن الإدراى هو المنظومة الوحيدة التى ستعتمد عليها جامعة القاهرة فى تأمين العام الدراسى الجديد قائلا : " الجامعة لها منظومتها الامنية, إنما استراتيجية تأمين الجامعات هذا أمر تدعوه الحكومة والمجلس الاعلى للجامعات ولاشك أن يكون هناك اليات جديدة لن تسمح بتكرار هذا العنف مرة أخرى,فالعام الدراسى القادم إن شاء الله لن يكون مثل العام الدراسى الذى سبقه, فالجامعة اليوم أكثر استقرارا, ومنظومتها الامنية أكثر نضجا". وأضاف نصار قائلا : " نحن أثرنا حضور التربية العسكرية للحفل, وذلك لأن إدارة التربية العسكرية فى الجامعة جزء لا يتجزأ منها, فهى تقدم خدمة فى تنمية الشعور الوطنى والشعور بالإلتزام وقيم الإنضباط لطلاب الجامعة, فالقوات المسلحة تقوم بدور رائع فى جامعة القاهرة, وقد اتفقنا مع القوات المسلحة أن تكون التربية العسكرية دراسة حقيقية للطلاب وليست شكلية, حيث أن القوات المسلحة لديها قدرة عجيبة على تغير نمط تفكير الطلاب وسلوكهم وتوعية الوعى الوطنى لديهم". وفي تصريح خاص لمراسل "الشباب" قال الأستاذ الدكتور عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الجامعة أن مؤتمرا صحفيا سبق الحفل لعرض أهم إنجازات الجامعة هذا العام، ليؤكد أنه رغم الأحداث العصيبة التي مرت بها الجامعة فإنها استطاعت أن تنجز شيئا، ووجه رسالة إلى كل طلاب الجامعة ناشدهم أن يفتخروا بجامعتهم ويحافظوا على مرافقها، حتى يستفيدوا منها وتفيد أبناءهم من بعدهم.