قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن المشير عبد الفتاح السيسى، الذى وصفته بأنه يحتفظ بكاريزما شعبوية، كان مهندس الاستراتيجية التى وضعها المجلس العسكرى فى فبراير 2011 للانحياز للشعب ضد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، حينما كان السيسى رئيساً للمخابرات الحربية. والتقى ديفيد كيرك باتريك، مراسل الصحيفة، بعدد من جيران السيسى وأصدقائه، للحديث عن طفولته وعائلته، إذ أشاروا إلى أن والده كان من أغنياء الحى ويميل لارتداء البدلة ورابطة العنق، وكان الوحيد الذى يمتلك سيارة مرسيدس، وأضافوا أن والد السيسى كان صارماً جداً، حتى إن الابن، المرشح الرئاسى الحالى، كان يعاقب نفسه إذا ما وبخه أبوه على أمر ما، فذات مرة اعترض الأب على ارتداء ابنه لقلادة وقميص مفتوح، مما دفع السيسى لحلاقة رأسه لشعوره أنه فعل شيئاً خطأ. وكان لوالد السيسى زوجة ثانية وعائلة ثانية، وفى سن ال21 ارتبط المشير بابنة عمه، فيما أشار العديد من أصدقائه وجيرانه إلى أن زوجته وأمه وإخوته وابنته لم يسبق لهم العمل. وتقول الصحيفة، إنه وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على المناقشات، فإن أولى فرص السيسى لتشكيل التاريخ جاءت فى 2010، عندما تم تعيينه رئيساً للمخابرات الحربية، حيث سلم تقريرا لكبار قادة الجيش أبلغهم فيه أن مبارك كان يعد نجله جمال للرئاسة، ربما فى مايو 2011 عندما يتم مبارك عامه ال83. وتوقع السيسى وقتها أن ينتفض الشعب بحيث لن تستطيع أجهزة الأمن الداخلية احتواء الأمر، ومن ثم فإن مبارك قد يطلب مساعدة الجيش. ووفقاً للأشخاص المطلعين الذين استندت إليهم نيويورك تايمز فى تقريرها فإن السيسى تساءل، "هل نحن مستعدون؟ كيف سنرد على مثل هذا الطلب؟"، ويقول التقرير، إن الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل نصح الجيش وقتها بعدم دعم مبارك". ووفقا للأكاديمى حسن نافعة، الذى علم بتقرير السيسى خلال عشاء مع قادة الجيش، بينهم المرشح الرئاسى الحالى، فى أعقاب الإطاحة بمبارك، "فإن الانتفاضة قامت بالفعل مثلما توقع السيسى، ولكن قبلها بخمسة أشهر، هذا فيما سار الجيش وفقاً للخطة التى وضعها رئيس المخابرات العسكرية". وعلي الجانب الآخر .. أكدت صحيفة الجارديان البريطانية إن حمدين صباحي يواجه منافسة شرسة مع وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي، الذي من المتوقع أن يفوز بعد التأييد الشعبي الضخم. ذكرت الصحيفة أن السيسي يحظى بدعم هائل من قبل القوات المسلحة المصرية، ووسائل الإعلام المصرية، ونخبة رجال الأعمال المصريين. ورأت الصحيفة أن هناك الكثير من مكاسب الثورة ضاعت ولم تعد موجودة في المجتمع المصري، مشيرة إلى إيمان صباحي بضرورة ممارسة العمل السياسي من أجل الحفاظ على ما تبقى من مكاسب. ونقلت الصحيفة تصريح لصباحي في صحيفة "ذا أوبزيرفير" البريطانية قال فيه "إن الوضع في مصر أصبح صعب، إلا إننا لا يمكننا الانتظار والتوقف عن العمل حتى يتحسن، بل يجب علينا العمل والسعي حتى تحسن الأوضاع بأنفسنا". وأشارت الصحيفة إلى أن صباحي الذي يعد واحد من أهم رموز ثورة يناير 2011، أراد المشاركة في انتخابات الرئاسة على الرغم من عدم نجاحه في انتخابات الرئاسة السابقة، حتى لا يفقد شباب الثورة، وفقراء مصر الأمل في إقامة دولة مدنية ديموقراطية تقوم على العدل الاجتماعية، الحرية. وتكمن مشكلة صباحي في اختلاف اراء الناس حوله، فهناك من يرى إنه يستخدم الثورة للوصول إلى الرئاسة، ويرى أخرون أنه قبل بممارسة دور لم يقبل أحد من مرشحي الرئاسة السابقين ممارسته، مما أضعف موقفه بين الشعب، بحسب الصحيفة. وازداد رفض المصريين لصباحي بعدما أعلن المرشح السابق للرئاسة عبد المنعم أبو الفتوح مقاطعته للانتخابات، فقال "لن أشارك في خداع المصريين، واقناعهم بأننا نتجه نحو الديموقراطية، على الرغم من انحرافنا عن مسار الديموقراطية". واتبع حمدين نفس طريقة السيسي في التعامل مع الإخوان المسلمين، فهو يحمل قيادات الجماعة المسئولية الكاملة لما وصلت إليها مصر، ويحملهم ذنب ضحايا قتلى فض اعتصام النهضة ورابعة العدية، كما يؤكد على استمرار مؤيديها في الحبس. إلا أنه يختلف عن السيسي في رغبته بإعادة صياغة قانون التظاهر، والسماح لكافة أطياف الشعب بالتظاهر خلال حكومة، سواء كانوا إخوان مسلمين أو ناشطين سياسيين