عقد المؤتمر الدولي الثالث لأورام الجهاز الهضمي والكبد خلال الفترة من 15 الى 16 مايو الجاري وناقش احدث طرق التشخيص والعلاج لأمراض الجهاز الهضمي والكبد , حيث اظهر السجل القومي للأورام أن مصر تشهد إصابة 110 ألف حالة جديدة بالأورام كل سنة . وأوضح الدكتور هشام الغزالي أستاذ علاج الأورام وسكرتير عام المؤتمر أن هناك ارتفاع في نسب الشفاء العالمية في سرطان القولون المنتشرة مع تطورالعلاجات الموجهه باستخدام الأشعة التداخلية في علاج ثانويات الأورام المنتشرة , لافتا إلى ان المؤتمر يناقش هذا العام أجيال جديدة من العلاجات الموجهه التي أدت إلى ارتفاع نسب الشفاء في أورام القولون المنتشر بنسب تصل إلى 90 % إذا أمكن التخلص من هذه الثانويات سواء بجراحة أو بأشعة تداخليه . وأشار إلى أن المؤتمر هذا العام يشمل 40 محاضرة علمية بالإضافة إلى 40 بحث علمي و3 ورش عمل لتدريب شباب الأطباء على التردد الحراري والحرق بموجات الميكرويف لأورام الكبد , وإجراء جراحات المناظير لأورام القولون والمستقيم وخطوات زراعة وجراحة الكبد , كما استضاف العديد من أساتذة علاج وجراحة الأورام بالعالم وأساتذة الأشعة التداخلية على رئسهم البروفيسور هانز شمول رئيس الجمعية الأوربية لأورام الجهاز الهضمي والكبد ورئيس لجنة وضع الخطوط الارشادية لعلاج أورام القولون بالجمعية الأوربية للأورام , والبروفيسور اوليفر بوالو أستاذ زراعة الكبد بجامعة ليون بفرنسا , والبروفيسور انطونيو لاكويستا أستاذ الأشعة التداخلية باسبانيا . كما أوضح أن المؤتمر ناقش احدث طرق علاج أورام المستقيم وكيفية تقليص حجم الأورام قبل العمليات الجراحية لتقليل إمكانية عمل التحويل الجراحي للإخراج والمحافظة على الإخراج بصورة طبيعية , وكما قدم المؤتمر الطرق الجديدة والعلاجات الموجهه في علاج أورام المعدة والتوصية بالعلاج الكيميائي مع او بدون العلاج الموجه قبل العملية الجراحية لزيادة نسب الشفاء ومنع الارتجاع , ونظرا لارتفاع نسب الإصابة بأورام الكبد في مصر خصص المؤتمر عدة حلقات للمناقشة لمعرفة كيفية زيادة معدلات الشفاء في هذه المجموعة من المرضى سواء بطرق زراعة الكبد الحديثة أو باستخدام تقنيات الأشعة التداخلية أو باستخدام العلاجات الموجهة مثل علاج " سورافينيب " وأضاف انه يتوجب إجراء فحص جيني لكل المرضى المصابين بأورام القولون حتى يتسنى اختيار العلاج المناسب لكل مريض الذي يؤدى إلى ارتفاع معدلات شفاء هؤلاء المرضى , كما ناقش المؤتمر الجيل الجديد من مثبطات جين ( VEGF ( والمسئول عن إمداد الورم بالأوعية الدموية اللازمة لنموه . ومن ناحية أخرى كشف المؤتمر عن مجموعات علاجية أخرى تساعد مع العلاج الكيميائي لتقليص حجم الأورام المنتشرة مما يؤدى إلى استئصالها أو التخلص منها عن طريق التردد الحراري أو أشعة الميكروويف . وأوضح الدكتور محمود المتينى أستاذ الجراحة وزرع الكبد ان علاج أورام الكبد أصبح يعتمد على ما يعرف حديثا بالبروتوكول العلاجي المتعدد ويشمل الجراحة والأشعة التداخلية والعلاج الكيميائي والعلاج الموجه . وأضاف بان البروتوكول العلاجي يختلف من مريض لآخر , كما يختلف من حيث ترتيبه ومراحله فقد يسبق الجراحة علاج كيميائي وأشعة تداخلية وعلاج موجه , وقد يليه كل ذلك , ما قد يحدث العكس , ويعتمد ذلك على حالة المريض وعمره ومدى انتشار الورم وحجمه وأماكن تواجده مثلا فى فص واحد من الكبد أو فصين , وما إذا كان ورم أولى أو ثانوي , ولذلك يتم إجراء اجتماع اسبوعى للفريق العلاجي لوضع الخطة العلاجية , وتنفيذ مراحلها ومتابعة نتائج كل مرحلة , مشيرا إلى ان احد بنود البروتوكول إما التدخل الجراحي بالاستئصال أو زرع الكبد وقد يحتاج المريض كل الوسائل العلاجية السابق ذكرها أو بعض منها . من جانبه تحدث الدكتور أسامة حتة أستاذ الأشعة التداخلية طب عين شمس عن دور الأشعة التداخلية في علاج أورام الكبد الأولية والثانوية وأوضح أنها تلعب دور كبير في علاج أورام الكبد سواء كانت أولية وتنشأ غالبا فى الكبد المتليف اوثانوية وتكون نتيجة انتشار من أورام أخرى في أجزاء الجسم المختلفة كالثدي والقولون والمعدة . ويقول الدكتور حسين خالدأستاذ طب الأورام جامعة القاهرة ووزير التعليم العالى سابقا ان السرطان مشكلة عالمية وقومية ويعتبر السبب الثانى للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية وبالنسبة لمصر لم يكن لدينا احصاءات دقيقة خاصة بهذا الموضوع حتى عام 2008. وقد تم توقيع اتفاقية ثلاثية بين الصحة والتعليم العالى والاتصالات لانشاء سجل قومى للأورام فى مصر , والسجل يشمل الآن 5 محافظات ممثله فى صعيد مصر الأعلى بأسوان وصعيد مصر الأوسط بالمنيا , والدلتا نهر النيل بالغربية وشرق النيل بدمياط , وغرب النيل بالبحيرة وتلك المحافظات تمثل الجمهورة بأكملها لأن الدول التى تعداد سكانها أكثر من 50 مليون يتم احصاء حالات السرطان بعدة محافظات تمثل الدولة كلها , ومثلا الولاياتالمتحدةالأمريكية يمثلها 13 ولاية فقط . وأوضح أن السجل يعتمد على عدد الحالات الجديدة كل عام بالنسبة لتعداد السكان لمعرفة معدل حدوث السرطان بالنسبة لعدد السكان وطبقا لاحصاءات السجل القومى للأورام فهناك حوالى 150 حالة جديدة كل عام لكل 100 ألف نسمة , وبالتالى هناك 110 ألف حالة جديدة كل سنة ويتوزعوا بالتساوى بين الرجال والسيدات , ويأتى على رأس القائمة بالنسبة للرجال سرطان الكبد بنسبة 33% ويليه سرطان المثانة البولية ويليه الرئة ثم الجهاز الهضمى , وفى السيدات يأتى سرطان الثدى فى المرتبة الأولى , يليه الكبد , والغدد الليمفاوية والجهاز الهضمى .