كم منا فى حياته فابل اناساً كتيرين تاثر بهم واثر فيهم , كم منا غاب عنه أعز الناس سواء كان من اصدقائه أو من أقاربه ؟ .. انا مررت بتجربة غيرت اشياء كثيرة فى حياتى عندما فارقنى صديق عمرى أو بمعنى آخر أخى الذى لم تنجبه امى ,صدقونى هو فعلا كان اكثر من أخ . دعونى أولا اعرفكم به اسمه حسن .. ولعلى من المفارقة الطريفة اننا نتشابه فى الاسماء حيث انه يدعى حسن أبو العلا حسن وأنا حسن محمد حسن ,من لا يعرف أننا أصدقاء وعرف اسمائنا تخيل وقتها أننا أقارب. بداية صداقتى معه كانت فى الصف الاول الابتدائى .. لا أتذكر كيف جاءت أول معرفة بيننا ولكنه لازمنى حتى الصف الثالث الاعدادى , وحين انتهينا من الدراسة توجب علي أن أغير مسكنى حيث انتقلت لاحد التجمعات السكنية الجديدة ,لم يكن بعد المسافة عائقاً فى السؤال .. بالعكس هذه المسافة رغم بعدها عنه لكنى كنت قريباً منه , ويشاء القدر ان ينتهى صديق عمرى من المرحلة الثانوية وينتقل للدراسة فى أحد المعاهد القريبة من مسكنى. ولكن لسوء الحظ وقتها بدات العمل فى اثناء دراستى الجامعية .. فلم اتمكن من مقابلته فى أي يوم من ايام دراسته فى المعهد. حسن من عائلة مكونة من أم وأخت وأب متوفى , فكان من صغره هو رجل الاسرة والحق انه كان قدر هذه المسئولية ، اتذكر بعدما أنتقلت إلى السكن الجديد عندما كنت ازوره واجلس معه نتحدث ونتذكر أيام المدرسة والمواقف الكوميدية مع اصدقائنا ..كان يأخذنا الوقت ولا نشعر به حتى تتجاوز الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، فكان يصر على المبيت معه ويقول لى بالحرف "الوقت إتاخر ومش هسيبك تمشى فى الوقت ده" فكنت أحرج منه واقول له " لا متخفش علي " ولا يتركنى اغادر المنزل اللى بعد مفاوضات طويلة ولما أغادر منزله كان لا يفارقنى من على الهاتف حتى يطمئن انى وصلت منزلى. ولكن يا أبوعلى الملائكة لا يمكن انا تعيش معنا على الارض, اتذكر لحظة سماع خبر وفاته وكأنه حدث أمس أو من ساعات معدودة, وقتها اتصل بى صديق وأبلغنى الخبر وأنا فى المجلة .. لم أتخيل انه حسن قد مات وفجاة جاء امام عينى شريط ذكرياتى معه ..لم اصدق هذا الخير حتى رايته بعينى وهو على فراشه وألقيت عليه نظرة الوداع الاخيرة. رحل صديق عمرى وتركنى , رحل عن دنيانا ولم يرحل من قلبى أو عقلى فكان نعم الاخ وأوفى صديق . رجاء منكم قراءة الفاتحة على حسن وجميع أموات المسلمين وأن تدعو لهم بالرحمة .