ثقافة تقبل الهزيمة واحترام عطاء الفريق مهما كانت النتيجة ومقاومة أي مظهر من مظاهر الظلم هو الدرس الذي قدمته جماهير الأهلى للجميع من خلال استقبالها الاحتفالي للفريق بعد عودته من تونس .. فتلك الجماهير التي ألقت على حسام البدرى بزجاجات المياه وأمطرته بوابل من الشتائم بعد مباراة الشبيبة في القاهرة لإحساسها بوجود تخاذل خرجت لاستقباله وحمله على الأعناق رغم الهزيمة من الترجي لأنهم شعروا بان الجميع في هذا اللقاء قدموا ما استطاعوا بالتأكيد ليس الأفضل أو الأقوى لكن عدم تحمل الضغوط الكثيرة التي أحاطت بهم بعد الظلم الكبير الذي وقع عليهم أمر طبيعي تقبله الجمهور بصورته الطبيعية عكس النقاد الذين يتعاملون مع اللاعبين كآلات نضع فيها الفلوس لتخرج لنا بطولات وعندما تخفق لابد من تعذيبها بالحديث عن الفشل والانهيار ومعايرتهم بالملايين التي يحصلون عليها .. ما قام به الجمهور درس للشتاميين الرياضيين عفوا أقصد لبعض المعلقين والمحللين الرياضيين الذين يتناسون رحلة عطاء طويلة لكثير من النجوم والرموز بمجرد الإخفاق .. حسن شحاته لازم يمشى بعد مباراة النيجر وأبو تريكه وبركات وجمعه لازم يعتزلوا بعد خروج الاهلى من البطولة الإفريقية لأنهم عواجيز .. وتناسوا عمدا ولأغراض خاصة أن حسن شحاته هو رمز رياضي كبير لا يقلل من مكانته مباراة أو بطولة وتريكه وبركات وجمعه وغيرهم نجوم صنعت كل أمجاد مصر والأهلى الكروية خلال العشر سنوات الأخيرة لذا علينا عندما يتعرضون لمحنة التراجع في مستواهم أن نساندهم وندعمهم ليعودوا طالما شعرنا أنهم يقومون بما عليهم دون تكاسل أو دلع.. الجماهير أعطتنا الدرس فهل نستفيد وندرك أن كل الموجودين من جيل الأحلام في تاريخ الكرة المصرية من حقهم أن يحددوا مصيرهم وخطواتهم بلا ضغوط ..من حقهم علينا أن نحترم عطاءهم الممتد ولو كانت هناك بعض الكبوات لأنها أمر طبيعي.. من حق تريكه أن نقول له في كل مناسبة نهارك سعيد يا أبو تريكه مثلما كان يقولها له المعلق الجميل حازم الكاديكى في بطولة كأس العالم للأندية كلما أحرز هدفا لنذكره ونتذكر معه لحظات سعادة وتوهج رياضي لا ينسى .. فدائما يجب أن نشجعه وكل أبناء جيله بالدعم المعنوي لنسعدهم في لحظة إحباط مؤقتة مثلما أسعدونا لسنوات طويلة.