منذ فترة أعلن الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى عن نظام جديد فى التعليم اسمه " التعليم التبادلى " .. وأكد أنه سيربط الجامعة بسوق العمل من خلال دعم ومساهمة شركات القطاع الخاص لتصبح الأولوية للشغل .. وتأتى الدراسة النظرية فى مرتبة لاحقة .. تصوير : محمود شعبان حيث سيعمل الطالب فى مجال تخصصه فى أثناء فترة الدراسة، ويتقاضى عن هذا العمل راتبا مناسبا، وعندما بحثنا عن هذا النظام وجدناه مطبقا فقط فى كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، ذهبنا إليها لنعرف حقيقة هذا النظام الجديد . يقول الدكتور ماجد نجم عميد كلية السياحة والفنادق بحلوان: برنامج التعليم التبادلى هو برنامج فريد من نوعه ولا يوجد مثيل له بأى كلية أو جامعة أخرى والحقيقة أن كثرة عدد الطلاب وقلة الميزانيات تضعف من قدرات الجامعات على تدريب طلابها ومن هنا أصبحنا أمام معادلة صعبة جدا، ومن هنا يأتى برنامج التعليم التبادلى من أجل أن يقلل من الفجوة بين النظرية والتطبيق، والطالب فى هذا البرنامج لا يحضر للكلية إلا يوم واحد فقط أما باقى الأيام فيقضيها فى الشركة أو المكان الذى يتلقى فيه الشغل العملى، هذا البرنامج بدأ منذ شهر مارس الماضى بمبادرة من إحدى شركات الفاست فود الشهيرة فى مصر حيث اتفقت مع وزارة التعليم العالى على البدء فى تطبيقه عندنا فى الكلية وطبعا الوزير رحب جدا بهذا المشروع لأنه يربط الطالب بالحياة العملية، ومن ناحية أخرى فإن الطالب يحصل على راتب شهرى نظير عمله أو نظير التدريب الذى يتلقاه ويصل هذا اللااتب إلى 400 جنيه فى فترة الدراسة ويرتفع إلى 600 جنيه فى الإجازة الصيفية . وحول طبيعة الدراسة فى هذا البرنامج يكمل الدكتور ماجد نجم حديثه قائلا : نظام التعليم التبادلى يمتد على مدار 8 فصول دراسية أى 4 أعوام وهى مدة الدراسة الجامعية وذلك بنظام الساعات المعتمدة والطالب لا يحضر سوى يوم واحد للكلية يتلقى خلالها المقرر النظرى وطبعا هذا النظام جعلنا نطور من طبيعة المناهج فأصبحت مناهج حديثة وسريعة بحيث لا تسرح بعقل الطالب فى نظريات عامة، أما المستهدفون من البرنامج من الطلاب فيبلغ عددهم حوالى 600 طالب وهم ليسوا من أبناء الكلية وإنما من كليات وأكاديميات مختلفة وبعضهم حاصلون على دبلومات فنية، وقد تم اختيارهم من خلال مقابلات مباشرة من بين حوالى 4 آلاف طالب وكانت شروط الاختيار هى فى الأساس حسن المظهر واللباقة لأن المفروض أن الطالب سيعمل فى مطاعم وشركات إلى حد كبير لها طابع خاص، وطبعا هناك إشراف أكاديمى من الكلية على الطلاب المستفيدين وذلك من خلال لجنة مشتركة من الكلية وإدارة الشركة الراعية، والبرنامج متواصل وحتى الآن حقق نتائج إيجابية ويكفى أنه سيخرج الطالب من القوالب الجامدة فى التفكير نتيجة نظام التعليم التقليدى وهناك برامج مشابهة جارى الإعداد والتجهيز لها فى الكليات الأخرى ولا توجد صعوبات على الإطلاق فى التطبيق بل بالعكس نتمنى أن يتم تطبيق هذا البرنامج وتعميمه. ثم تحدثنا مع الطلبة المستفيدين من هذا النظام حيث يقول عادل سيد الفرقة الأولى : أنا كنت فى كلية التجارة جامعة القاهرة قبل أن أتركها من أجل أن ألتحق بنظام التعليم التبادلى وطبعا الشهادة التى يمنحها البرنامج بعد التخرج معتمدة من وزارة التعليم العالى ولكن هنا الدراسة مفيدة جدا لأنها فى الأساس دراسة عملية وليست نظرية .. فنحن ندرس أربعة مواد تتناسب مع طبيعة التخصص وهذه المواد هى خدمة مطاعم ومبادىء ضيافة ونظم معلومات ولغة وذلك فى التيرم الواحد، والكتب المقررة سهلة وخفيفة، والتيرم عندنا يبدأ من شهر يوليو وينتهى فى أكتوبر حيث يكون هناك امتحان نظرى وآخر عملى. أما هند إبراهيم 18 سنة فتقول : أنا حاصلة على دبلوم فنى وكان فى تخطيطى أن ألتحق بالتعليم المفتوح ولكن وجدت هذا النظام أفضل لأسباب كثيرة أهمها أنه ليس مجرد شهادة فقط وإنما يوفر فرصة عمل حقيقية بعد التخرج، إلى جانب أنه مؤهل جيد فالحاصل عليه يمنح درجة البكالوريوس من كلية السياحة والفنادق، جامعة حلوان. ويقول وائل يسرى 23 سنة: أنا كنت طالب فى الجامعة العمالية ثم تركتها والتحقت بهذا النظام، وفى الحقيقة من الصعب جدا أن تشعر بين الفجوة والتطبيق لأن النظام هنا معكوس بمعنى أن التركيز كله ينصب على الشغل العملى وبالتالى إنت شايف كل حاجة بعينك وتجربها بنفسك لكن فى نظام التعليم العادى إنت كنت محتاج تتخيل وتعمل تصورات فى دماغك علشان تفهم الكتب لكن الآن المناهج عبارة عن كتاب مفتوح، والتقييم يكون على العملى بنسبة 55% والنظرى بنسبة 45% . ويقول وليد حسين 22سنة : نظام الشغل متنوع وعبارة عن (شيفتات ) بمعنى أن هناك من يعمل فى فترة الصباح بدءا ًمن الساعة التاسعة صباحا إلى السادسة مساء وهناك من يعمل من السابعة مساءً وحتى الرابعة فجرا .. وهناك يوم أجازة ويوم دراسة وخمسة أيام عمل ، والشغل فى نطاق الدراسة فإما أن يكون خدمة مطعم سياحى أو شيف أو أى عمل فى هذا الإطار .. ولكن قد تكون المشكلة الوحيدة القائمة هى أن الدراسة لمدة يوم واحد فى الأسبوع وهى مدة غير كافية.