ارا ايه ارا ايه ار ارا ارجوز .. اراجوز أنا وأحمى أرى أرى إيه أحمى قراريط الناس من مين من الناس القراطيس الملاعين ماهو أصل انا مش من الأرى إيه أر إيه .. من القراطيس يبدو ان هذه الكلمات لم تكن مجرد أغنية فى فيلم الأراجوز ولكنها تحمل شعار هذه الدمية الشعبية الشهيرة على مدى تاريخها الذى يمتد عمرها لأكثر من ألف عام كما يصفه دكتور نبيل بهجت أستاذ الأدب الشعبى بجامعة القاهرة ومؤسس فرقة " ومضة" التى تضم مجموعة من الشباب سواء الدارسين للفنون الشعبية أو المهتمين بها داخل مصر وخارجها والتى تقوم عروضها على التفاعل مع الجمهور وبث روح الأمل فيهم وبالرغم من النجاح الكبير الذى حققته تلك الفرقة منذ بداية إنشاءها بعروضها التقليدية إلا أنها قررت تغيير شكل الرسالة التى تنطوى عليها تلك العروض بما يتواءم مع التغيرات السياسية والإجتماعية التى طرأت علينا منذ قيام ثورة يناير ... عن هذه التغيرات يحدثنا دكتور نبيل بهجت مؤسس الفرقة . هل إختلفت عروض فرقة ومضة بعد ثورتى يناير ويونيو ؟ بالتأكيد فالأراجوز على مدى تاريخه كله لابد أن يرتبط بالأحداث التى تؤثر فى الناس وتجعلها تتأثر بها ونحن منذ ثورتى يناير ويونيو نعيش فى أحداث متتابعة ترتب على نتائج هاتين الثورتين وبالتالى فلابد أن ترتبط عروض الفرقة بهذه الأحداث خاصة أن الأراجوز من أقدم وأهم النماذج الشعبية الذى إكتسبت دميته شرعية فنية قديمة حيث أنها قامت من الأساس على إنتقاد أوضاع المجتمع السلبية سواء كانت السياسية أو الإجتماعية والسخرية منها ومحاولة تصحيحها ومن هنا لم تعد هذه الدمية صاحبة الصوت " المسرسع " مجرد عروسة شعبية تقدم عروضا جماهيرية للبسطاء وانما إنضمت الى صفوف المعارضة التى لاتخشى فى الحق لومة لائم بسبب قدرتها على التعبير عن ما يدور بداخل الناس . وهذا هو ما دفعك لتكوين فرقة " ومضة " التى أعادت فن الأراجوز على الساحة المسرحية مرة أخرى ؟ نعم فأنا فكرت فى تكوين هذه الفرقة منذ عام 2003 كمحاولة للدفاع عن تراثنا الشعبى والأدبى وذلك لعدة أسباب أهمها إعادة فن الأراجوز على الساحة الفنية لإحياء هذا الفن الأصيل مرة أخرى بعد أن أوشك على الإندثار وثانيا لإستخدامها كوسيلة نقد لأوضاعنا السياسية والإجتماعية ، فعروض الأراجوز أساسا تدور حول نقض السلطة السياسية والإجتماعية والبحث فيما يحقق مصلحة الإنسان البسيط ، كما انه يساعد الناس على كيفية تصحيح الأخطاء ومحاولة التغلب على النقاط السلبية فى حياته خاصة ان الأراجوز من الفنون الشعبية التى تلقى إقبالا جماهيريا عريضا . هل حقيقى ان الأراجوز فن أصله تركى ؟ ابدا فالأراجوز فن مصرى أصيل وتعد عروسته من أشهر الدمى الشعبية فى مصر على الإطلاق رغم غنحساره فى الأونة الأخيرة لقلة عدد فنانيه وقد اختلف العلماء فى تفسير كلمة اراجوز فمنهم من ردها الى أصل فرعونى بمعنى صانع الحايات ومنهم من فسرها على أساس إنها تحريف لكلمة " قراقوش" إلا أن هناك خطأ شائع بربط الكلمة بلفظ قراقوز فهذا المصطلح هو الذى أصله تركى ويعنى فن خيال الضل ، أما الأراجوز فقد تواجد فى مصر منذ زمن بعيد وتميز بكونه فن شعبى بسيط يقوم على نقد السلطة وتحليل الأوضاع الإجتماعية بشكل غنائى كوميدى لذلك فقد تم اختراع شخصيات إضافيه له مثل زوجة الأراجوز "نفوسة"و الزوجة السمراء " بخيتة " والشاويش والعفريت والبربرى وترتبط صناعة العروض بخلق مساحات تسمح للجمهور بالتدخل والمشاركة فيها من البداية كما يتخللها أيضا عروضا غنائية يشارك بها المشاهد . بما أنك الوحيد الذى تؤلف وتخرج عروضا للأراجوز الأن ... فهل هناك رسالة معينة تسعى لتواجدها بتلك العروض ؟ نعم فمما لاشك فيه أن مصر منذ قيام ثورة 25 يناير وهى تمر بأحداثا متلاحقة ستغير كثيرا فى مستقبل هذا الوطن ولكننا من خلال تلك الأحداث وبسبب الأزمات الكثيرة التى تعرضنا بها فى الثلاث سنوات الماضية أصيب عدد كبير من المصريين بالإحباط الذى وصل بالبعض الى اليأس من احتمال حدوث تغيير ايجابى حقيقى ، لذا فأنا أهم ما أسعى اليه من خلال العروض التى أقدمها هو إعادة بث الأمل فى نفوس الناس واقناعهم ان القادم أفضل بكثير وان مجهودنا فى الثلاث سنوات الماضية لن يضيع والأهم من ذلك هو ضرورة آلا نفقد إيماننا بثورة يناير لأن الصراع القائم بين القوى السياسية المختلفة الأن مع عدم وجود أى نتائج حقيقية قد يدفع الناس البسيطة الى فقدان الأمل و الشعورالهزيمة ، لذلك فدور المثقف التنويرى هنا هو ضرورة تعزيز قيم الإنتماء عن الناس وتحريضهم على التفكير وكيفية البحث عن حلول حقيقية للمشاكل التى نمر بها خاصة بالنسبة للأطفال الذى يشكلون النسبة الأكبر من جماهير عروضنا ، لذلك فأهم ما أحرص عليه بالنسبة لهؤلاء الأطفال هو أن أزرع بداخلهم الرغبة فى الفعل والمشاركة الفعالة فى المجتمع وعدم الإستسلام لأى مشكلة حتى يخرج من العرض وهو يقول انه يوجد لديه حل للمشكلة ولاتوجد مشكلة ، بالإضافة الى اننا عندما تجعل الناس تبتسم أثناء العرض فإنها تستطيع التواءم مع الحياة خارج العرض خاصة فى العروض التى نقدمها لأطفال مرضى السرطان فنتعمد أن تحثهم العروض والتى نجعلهم يشاركوا فيها على الأمل وحب الحياة والتعامل مع المرض على انه منحة من الله لإختبار إيماننا وصبرنا عليها وأنه سيكافئنا على هذا الصبر ويمنحنا السعادة بعد ذلك لذلك فكل عروضنا تقوم على أسس ثابته أهمها هى فكرة صناعة العرض نفسه والتى لابد أن تكون مبنية على مشاركة الجمهور الفعالة فى العرض وتحرير أفكاره من الجمود والثبات التى إعتادنا عليها فضلا عن إكساب المشاهد وخاصة الأطفال مهارات التفكير والإبداع . هل مازلت تجد إقبالا من الشباب على تعلم فن الأراجوز ؟ إقبال غير عادى فمنذ أن أنشئت فرقة ومضة وهناك شباب كثيرون يسعون للإلتحاق بها وتعلم فن الأراجوز وخيال الضل خاصة ان معظمهم من خريجى كلية الأداب قسم مسرح وهم لايتعلمون فن الإلقاء وتحريك العرائس فقط ولكنهم أيضا يتعلمون صنع العرائس ووسائط العرض سواء كانت " البرفان أو شاشة خيال الضل أو الأمانة وهى آلة الصوت التى تميز الأراجوز " كما يتعلمون فن الإرتجال أيضا ، والحقيقة أننى وجدت إقبالا من شباب ليس له علاقة بالمسرح أساسا ولكنه يعشق هذا الفن والمفاجأة الأكبر هو إقبال الناس على هذا الفن خارج مصر أيضا فأنا أقمت وش تدريب فى تونس والمغرب وفرنسا والإمارات وموريتنيا ووجدت إقبال غير عادى من الشباب هناك على تعلم هذا الفن فضلا عن الإقبال الجماهيرى الكبير فى كل دول العالم التى نزورها كما أننا نحاول من خلال العروض التى نقدمها فى الخارج الدفاع عن تراثنا الشعبى والأدبى خاصة فى ظل المحاولات المستميتة من الغرب لزرع نماذج لعرائس وفنون غربية لاتمت لنا ولا لعاداتنا وتقاليدنا بصلة من قريب أو بعيد ومن هنا كانت فكرة إنشاء فرقة ومضة من الأساس والتى تعد مدرسة أكثر منها فرقة فنية فأعضاء الفرقة سواء كانوا مدرسين أو فنانين هم أشبه بمدربى التنمية البشرية كما اننا لدينا إيمان مطلق بأهمية دور الفن بشكل عام والأراجوز بشكل خاص فى إدخال البهجة على الناس واننا لابد أن نكون لسان حال الشارع الذى يعبر عن كل مشاكله سواء الإجتماعية أو السياسية والأراجوز هو أفضل من يعبر عن حال الناس فلك أن تتخيلى أن كلمة إرحل التى إستخدمها الجمهور فى ثورتى يناير ويونيو كان الأراجوز هو أول من نطق بها حيث انه منذ بداية ظهورة وهو يقولها فى نهاية العرض كما انه حريص على تطهير المجتمع من كل أشكال الفساد . وماذا عن أهم الشعارات التى ترفعها الفرقة فى عروضها الأن ؟ نحن عادة ما نتبنى شعارا أو فكرة معينة فى كل مرحلة منذ بدايةإنشاء الفكرة بما يتواءم مع الظروف التى يمر بها المجتمع ، ونظرا للظروف الصعبة والشعور العام بالإكتئاب والإحباط الذى يشعر به المصريين الأن فكل عروضنا تقوم على تبنى شعار " إبتسم .. الإبتسامة ببلاش " فنحن ندرك حجم المسئولية الملقه علينا سواء فى إسعاد الناس أو المحافظة على تراثنا وموروثنا الشعبى لذلك فنحن نقدم عرضين كل يوم جمعة بالمجان لكل الناس سواء فى بيت السحيمى او قصر طاز او مكتبة طلعت حرب .