كلنا نريد أن نتغير للأفضل.. هناك من يستطيع أن يبدأ طريق التغيير ويسير فيه.. وهناك من يظل طوال حياته في متاهات باحثا عن الطريق الصحيح نحو التغيير.. وهناك من يبقي التغيير لديه مجرد أمنية.. الكاتب الصحفي والإعلامي يسري الفخراني وضع يده على مجموعة من الأفكار لتصنع أفكار جديدة ومختلفة لتكون قادرا على التغيير تحت عنوان أسرار تغيير حياتك في الوقت المناسب: كيف تصنع حظك؟.. ويقول الفخراني في مقال له: كلنا نحب هذه الكلمة: أن نتغير.. عند كل محنة.. عند كل منحنى.. عند كل طريق يوشك على النهاية.. أو رغبة في التخلص من آلام نفسية موجعة، نقرر أن نبدأ من أول وجديد. نغلق صفحة ونبدأ صفحة بيضاء.. نضع ملامح لما يجب ولما نتمنى أن نكون عليه.. نحاول أن نخبئ كل كراكيب حياتنا ومآسيها ومساميرها، حتى تبدو الحياة أجمل وأسهل وأجدد. لكن الحقيقة: هو أننا في كل مرة نقرر التغيير والتنظيف، نخبئ ما يؤلمنا ويحيرنا ويزعجنا.. دون أن نتخلص من هذه الأشياء من جذورها! التفكير هو السبب. فنحن ندعي التغيير دون أن ندعو أنفسنا لتغيير الطريقة التي نفكر بها! أي تغيير في الحياة يجب أن يبدأ بتغيير طريقة التفكير نفسها.. لأن الاحتفاظ بنفس طريقة التفكير لن يمنحنا في النهاية إلا نفس صنف ونوع الأفكار ولو غيرنا أسماءها وألوانها! تفكيرنا يتحكم فيه ميراث ضخم من العادات والتقاليد والثقافة والتربية والطفولة.. والخروج عن طريقة التفكير عملية صعبة لكنها ممكنة وليست مستحيلة. وهو أمر أيضا لا يخل بشخصية الإنسان.. تغيير طريقة التفكير لا يعني أن تفقد شخصيتك. إنما تطورها. داخلك إن كنت لا تعلم: قوة التفكير التي تقود إلى تغيير حقيقي في حياتك! النصيحة المهمة: لا تبدأ مرحلة تغيير في حياتك أو قرار تغيير في لحظات الأزمة أو اليأس أو الإحباط أو الهزيمة.. القرار هنا سوف يكون سطحيا.. مجرد حل ساذج لمشكلة.. علاج عابر لجرح عميق. لا تفكر في تغيير حياتك وأنت مهزوم أو مهزوز.. فكر وأنت في حالة جيدة تقف فيها على قدميك وتستطيع أن تغني وأنت تعد لنفسك فنجانا من القهوة! كل الذين قرروا الامتناع عن التدخين وهم على فراش المرض يعانون ألما في الصدر أو وجعا في القلب.. كان قرارهم بالامتناع أو التغيير من مدخن إلى غير مدخن مجرد أمنية إنسان مريض. لذلك يعود كثير منهم إلى السيجارة ولو بعد حين متخطيا قراره القديم ونصائح أو أوامر الأطباء. بينما العكس كان صحيحا: أن تطفئ سيجارتك ومتعتها فوق لسانك! كلنا نحب التغيير. نتمناه.. لكن التغيير لا يحدث بالأمنيات إنما بالإرادة. نحب التغيير ولو كان حالنا أفضل.. نأمل ما هو أفضل. .. البحار العجوز الذي رأى كل الجزر ورسا على كل شواطئ البحار.. يدفعه حنينه دائما رغم العمر والبرد وعواصف الشتاء في أن يحمل سفينته وتحمله.. ويذهب لكي يكتشف أو يرى أو يعرف أو يعيش في شاطئ آخر جديد. كلنا هذا البحار العجوز.. مهما كانت حياتنا.. نتطلع للتغيير، وتصبح حاجتنا له أكثر كلما كان الواقع مرا.. أو العمر يمر.. أو الملل أصابنا في أعز ما نملك من أيام. بالتغيير: نحن نريد أن نغير.. ونريد أن نتغير.. ونريد لكل ما حولنا أن يتغير! قوة التغيير تختصر في أن تتغير بنفسك. أنت لا تملك تغيير غيرك.. كما لا يمكنك إلا أن تملك أمنيات بتغيير الواقع من حولك. أكتب خطتك للتغيير بصدق. مهم أن تكون في منتهي الصدق. الأحلام لا تتحقق إلا بالصدق.. والخطوات الصغيرة لطفل في أول العمر.. لا تكتمل إلا بالصدق. الصدق هنا هو الجسر الحقيقي لكي تتغير.. الصدق في ما تريد.. والصدق في ما تملك. وما بينهما هو ما يمكن أن نسميه: قوة التغيير للأفضل. التغيير هو أن تعرف لماذا تترك المربع الذي تسكنه؟ وإلى أي مربع أخر سوف تذهب؟ لا يسافر الناس إلا إلى مكان حددوه من قبل. لتحقيق هدف ما. ويقطعون أسهل طريق إلى هناك بأقل التكاليف. خطتك في التغيير يجب أن تخضع لنفس أسلوب المسافر. دائما يجب أن تكون هناك خطة. لا تغيير حقيقيا بدون خطة. خطة تحمل أسبابا للخروج.. وأسبابا للدخول. لا يهم أن تقنع بها غيرك.. فغيرك لن يعرفك أكثر من نفسك..المهم أن تكون مقتنعا بها. التغيير لا يعني انقلابا في حياتك. لا يعني أنك تلغي عمرا عشته لتبدأ عمرا تتمناه. التغيير هو مثل حالات تقليم الأشجار قبل دخول فصول الربيع لكي تتنفس الأشجار وتطرح زهورا أجمل وثمارا أكثر. نتخلص من الورق الزائد الذابل.. من الأغصان التي تحولت إلى حالة من الترهل.. قد نضحي بغصن نابض بالحياة.. لكنه خارج المألوف أو غير متناسق مع الشجرة.. في أوقات التغيير هناك مؤكد تضحية بأشياء نتصور صعوبة التخلي عنها أو التخلص منها.. تماما كأن نطلب من شخص أن يغلق عليه باب غرفته لمدة ساعة ثم يخرج وقد قرر التخلص من 20 قطعة كانت تزدحم بها غرفته وحياته ويعيش معها. ننتقل في الحياة بأشياء زائدة عن الحد تشبه تماما الكراكيب التي يحتفظ كل واحد فينا بكم كبير منها في بيته وفي مكتبه وفى غرفته.. نحتفظ بعلب فارغة لألعاب قديمة.. بزجاجات عطور انتهت.. بأوراق صفراء لا نعرف ماذا كتبنا فيها.. بمجلات وجرائد وقطع معدنية وأدوات مستهلكة.. وكذلك نحتفظ داخل حياتنا بذكريات مؤلمة أحيانا أو أفكار لم تعد صالحة لأي وقت قادم وخطط فاشلة وأحلام بعضها مستحيل وبعضها لا قيمة له.. فكيف يمكن أن نأتي في لحظة ونقص كل هذه الأوراق الصفراء ونتخلص من كل هذه الكراكيب. اتخاذ القرار الذي يخالف عاداتك اليومية.. أو الذي يسير عكس اتجاه رغباتك هو دائما القرار الصعب! لكنه في الوقت نفسه هو القرار الذي نطلق عليه بكل سعادة: قرار جريء. من حزمة القرارات الجريئة السريعة النافذة التي نتخذها في حياتنا على فترات يمكن أن نعرف إجابة لأسئلة كلنا نبحث لها عن إجابة: كيف نصبح أكثر سعادة؟ لماذا يبدو غيرنا أكثر نجاحا؟ ما هي الطرق التي يجب أن نمشيها في الطريق إلى ما نريد؟ اتخاذ أي قرار مصيري لتغيير حياتك يجب أن يخضع لمواصفات مهمة ومحددة: أن تتخلص أولا من الضغوط أو الكراكيب التي تعوق انطلاق أفكارك أن يصبح قرارك سريعا وفي الوقت نفسه يناسب اللحظة والظروف التي تمر بها.. إذن لا يصلح ولا يصح أن تتخذ قرارا في ظرف ما ثم تؤجله لوقت لاحق.. ثم تتغير الظروف ويبقى القرار قائم. كل قرار وله ظرفه ووقته.. فإذا لم يكن في اللحظة المناسبة فقد معناه وفقد قوته وفقد قدرته على التأثير.. وربما انقلب السحر على الساحر.. وبدلا من أن يكون مفيدا لك يتحول إلى كارثة ضدك. بعض القرارات في حياتك تشبه المضاد الحيوي الذي يصفه الأطباء للمرضى في الحالات الحرجة.. إذا لم يكن في وقته وفي مواعيده وفي جرعته الصحيحة.. انقلب من علاج إلى سم! اقرأ قصص الأشخاص الذين نجحوا في الحياة لتعرف أن أسرار النجاح تقدمتها فكرة التغيير في الوقت المناسب. بقرارات حاسمة سريعة تعيد السيارة إلى حلبة السباق. في سيارة على سرعة 200 كيلو متر في الساعة.. يصبح زمن اتخاذ القرار أقل بكثير من السير بسرعة 20 كيلو متر في الساعة. الأشخاص الذين يسيرون على سرعات عالية معرضون للخطر أكثر.. لكنهم أكثر حظا في التعرف على فرص كثيرة في الحياة. من يسير مثل السلحفاة بجوار الحائط.. لن يستمتع أبدا بالحياة.. لكن الأرنب البري هو الذي يصل دائما للجزرة المختبئة! جزء كبير من تفسير الحياة.. أن تكون مقاتلا من أجل أهدافك التي تحقق لك رضاء وسعادة وأنت في الطريق إليها.. وليس أن تكون مقاتلا من أجل إشباع غريزتك بالانتصار. هناك فرق كبير بين الاثنين. التغيير اختراع نبيل أو منحة رائعة لا يجب أن تفوتها أو لا تأخذ نصيبك منها. وكلما أسرعت بالتغيير.. كان الثمن الذي تدفعه للحصول على مميزاته أقل.. بينما يصبح المكسب أكبر. التغيير الذي يمكن أن تقوم به الآن هو: 1 اكتب في ورقة عشرة أشياء ترى أنها عيوب شخصية في داخلك أو تجد أنها تسيء لقيمتك مثل طريقتك في الكلام.. في ارتداء الملابس.. في التعامل مع الآخرين.. وهكذا. 2 اكتب عشرة أشياء تشعر أنها إضافة لك.. ولو كانت أشياء بسيطة ومنطقية مثل الحفاظ على المواعيد أو أداء الصلاة في وقتها تماما. ورقتان بينهما فارق كبير بين ما يجب أن تتخلص منه في اللحظة نفسها التي تكتسب فيها أشياء أجمل. يقال عن الحظ: الحظ ليس أعمى لا يرى من يوزع عليهم نصيبهم من السعادة.. لكن أصحاب النصيب هم الذين لا يقفون في الأماكن التي يمر منها الحظ. قد تكون في العبارة بعض المبالغة.. لكنها إلى حد كبير حقيقية. وخلاصتها: أن التغيير حين يتم في الوقت المناسب بالقرار المناسب.. يصنع حظا.