الزمان الواحدة و النصف ظهرا وحتى الرابعة عصرا .. و المكان شوارع الإسكندرية ، المشهد تتضح فيه حركة شبه عادية و طبيعية تماماً للسكان و السيارات التى تنساب بلا توقف بينما لم يزل الترام هو المواصلة الأساسية للطلاب وأيضا سيارات السرفيس وأتوبيسات النقل العام . تصوير محمود شعبان من زارها فى الصيف لن يصدق هذا المشهد الذى أعادها لحركة المرور العادية اليومية بعيدا عن ضجيج المصطافين و زحام الكورنيش الجنونى ، لكن فى الخريف الوضع مختلف تماماً .. فلم يعد البحر هو البطل الوحيد فيها وكذلك المتنزهات و المقاهى والتى غاب روادها واصبحت شبه خالية ، خاصة مع بدء تنفيذ قرار منع تدخين الشيشة بالأماكن العامة فى هذا التوقيت من العام ، و إنتزعت المدارس و الجامعات البطولة المطلقة مع عودة الطلبة الى الحياة الدراسية ، وأيضا عادت الحياة لمكتبة الإسكندرية لتصبح مكانا مميزا لتجمع و لقاءات الطلاب .. وكذلك المطاعم خاصة المنتشرة بجوار الجامعة والتى صارت مقصدا لهم ، بينما غابت الحركة عن اغلب المطاعم التى تنتشر فى مناطق مثل ميامى و ستانلى والتى يقصدها المصطافون لما تقدمة من اكلات متميزة من الفطائر و البيتزا الى تشتهر بها مدينة الإسكندرية. عاد هواة الصيد لشواطئها بعد ان هربوا من الزحام الشديد وتركوا هوايتهم مؤقتاً خلال الصيف .. وعاد "الحبيبة" مرة اخرى للجلوس على الكورنيش ولكن مع حرارة الجو التى وصلت ل39 درجة لم يستغن البعض منهم عن الجلوس على الشواطئ و نزول البحر و السباحة .. والغريب أن درجة الحرارة عالية رغم سقوط بعض الأمطار .. فهذه هى الإسكندرية! . يقول عزت محمد 50 عاما : تبدأ حياتنا من جديد بالإسكندرية بعد إنتهاء المصايف لأن الزحام لا يطاق ، ووقت هجوم المصطافين فضلت ان اسافر مع عائلتى للساحل الشمالى هرباً من الزحام و الضجيج و حالة الفوضى التى يتسبب فيها المصطافون، لكن ما يضايقنا فى الوقت الحالى رغم ان المدينةاصبحت من جديد لأهلها ان أغلب اصحاب المقاهى يشكون من منع تدخين الشيشة . وفاء اسماعيل أم لطفلين كانت بصحبتهما على الشاطئ تقول" انتهزت فرصة حرارة الجو و خلو البلد من المصيفين و اخذت اولادى لأنهم صغار وغير مرتبطين بالدراسة وقررنا أن نذهب للبحر للأستمتاع بالمصيف الذى لم نعرف الذهاب الية من الزحام و ارتفاع الأسعار . و بجوار كوبرى ستانلى وجدنا شباباً يجلسون ليصطادوا بالسنارة .. يقول كريم عادل 25 عاما " بعد ان عاد الهدوء للبحر عدت انا ايضا لهوايتى التى كنت توقفت عنها وقت الصيف لأنى لم أجد مكاناً أجلس فيه بهدوء لأصطاد ، و انتهز وقت خروجى من العمل لأمارس هوايتى . خالد سامى 30 عاما سائق يقول" الزحام صار اقل وبدأنا فى السير بشكل طبيعى وقت بدء الدراسة وحتى فى حالة الزحام لكنه ارحم من وقت الصيف الذى يشهد شللاً تاماً فى المرور سواء على الكورنيش او فى الشوارع الفرعية .