وسط أجواء مختلفة وقوى ثورية جديدة وجوده أخرى فرضت نفسها على الساحة فى أعقاب 30 يونيو .. تحل اليوم الذكرى الثانية لأحداث مجلس الوزراء التى اندلعت فى مثل هذا اليوم من عام 2011 .. ففى هذا اليوم وقعت اشتباكات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين عقب قيام قوات الأمن بفض اعتصامهم بشارع مجلس الوزراء .. كان المعتصمون قد وضعوا نعوشا رمزية فى الاعتصام للمطالبة بالقصاص وبعد فض الاعتصام أبت هذه النعوش الرمزية أن تخرج خاوية إلا على جثث عدد آخر من القتلى ومئات المصابين ودمار لم يسبق له مثيل بعدد من مؤسسات الدولة.. كانت هذه الأحداث أشد قسوة وألما على المصريين خاصة وأنها كانت مسرحا لأعنف اشتباكات وقعت منذ أحداث 25 يناير الأولى .. ففى هذه الأحداث سقط أبرياء دون أن يعلم أحد من الجانى .. فى هذه الأحداث سقط الشيخ عماد عفت شهيدا لتتزين جدران شارع محمد محمود برسومات تصفه بطائر الحرية الشهيد .. كانت تلك الأحداث بمثابة مؤشر خطير على تصاعد وتيرة العنف بين المتظاهرين والأمن على خلفية اعتصام المئات من المتظاهرين فى شارع مجلس الوزراء للمطالبة بإقالة حكومة الدكتور كمال الجنزورى وتشكيل مجلس رئاسى مدنى والقصاص لشهداء أحداث محمد محمود ودام هذا الاعتصام لأكثر من ثلاثة أسابيع حتى إضطر مجلس الوزراء لنقل نشاطه اليومى إلى مبنى وزارة التخطيط بمدينة نصر وظل البرلمان بغرفتيه تحت الحصار .. حتى وقع اشتباك بين قوات الشرطة العسكرية والمتظاهرين على خلفية اعتداء أفراد الشرطة على أحد المتظاهرين فى أثناء لعب الكرة بعدما تسللت الكرة إلى مكان قريب من قوات الأمن فكانت الشرارة التى أشعلت الأحداث وزادتها سخونة ولهيبا. .. وقام الأمن صباح يوم الجمعة الموافق 16 ديسمبر بإقتحام ميدان التحرير من شارع قصر العينى كما قام بفض الاعتصام تماما ومطاردة المتظاهرين وتعرضت إحدى الفتيات للسحل على يد قوات الشرطة العسكرية ووقع العشرات من المصابين وعدد من الشهداء نتيجة احتدام الإشتباكات وسقط الشيخ عماد عفت شهيدا فى هذه الأحداث كما سقط فى هذه الأحداث أيضا الدكتور علاء عبد الهادى طالب الطب . وقد أسفرت هذه الأحداث عن احتراق بعض الغرف الأمامية فى مقر مجلس الشعب واحتراق مقر الهيئة العامة للطرق والكبارى، كما اشتعلت النيران داخل ساحات مجلس الوزراء كما احترق مبنى المجمع العلمى بالكامل حتى سيطر الأمن على الأوضاع وأقام حاجزا خراسانيا فى شارع قصر العينى لوقف العنف .. وهو الحاجز الذى ظل فى مكانه حتى اليوم. اليوم مسيرات تطالب بالقصاص واليوم قررت كافة الحركات الثورية المشاركة فى إحياء الذكرى بتنظيم مسيرة من أمام الأوبرا إلى ميدان التحرير ومجلس الوزراء للمطالبة بالقصاص .. وقد أعادت هذه الذكرى إلى الوجود بعض الحركات التى كانت قد توارت عن المشهد مثل حركة عسكر كاذبون .. واستعدادا لإحياء هذه الذكرى فقد نظم عدد من القوى الثورية وأهالي شهداء أحداث مجلس الوزراء، مؤتمرا صحفيا، ظهر السبت الماضى، بمقر حملة "مصريين"، للتنديد بحلول ذكرى الأحداث دون أن تتم إحالة أي متهم بقتل أو إصابة المتظاهرين إلى القضاء. .. وندد منظمو المؤتمر، بتجاهل نظامي الرئيس المعزول محمد مرسي، والنظام الحالي، قضيتهم، وحجبهما تقرير تقصي الحقائق في الأحداث. وشارك فى تنظيم المؤتمر كل من: جبهة طريق الثورة, وعسكر كاذبون، وحركة الشهيد جابر جيكا، ووراكم بالتقرير، و6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، وحملة وطن بلا تعذيب، وحملة حاكموهم، وشباب من أجل العدالة والحرية، وحركة المصري الحر، وكلنا علاء عبد الهادي، ومجموعة الشهيد رامي حمدي، وأسرة الشهيد محمد مصطفي كاريكا، وأسرة الشهيد عماد عفت، وأسرة الشهيد أحمد منصور. يذكر أن القوى الداعية للمؤتمر سبق وأعلنت اعتزامها تنظيم مسيرة من دار الأوبرا عصر اليوم إلى مجلس الوزراء مع عرض "مسرح شارع"، وتنظيم وقفة أمام مجلس الدولة، صباح يوم 19 ديسمبر، للتضامن مع قضية شهداء مجلس الوزراء. .. ومن جانبه قال حسن شاهين المتحدث باسم حركة تمرد في ذكرى أحداث مجلس الوزراء: "يجب أن نتذكر أن المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان ارتكبوا جرائم في حق الثورة المصرية". وأضاف شاهين عبر تغريدة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": أن طنطاوي وعنان أداروا فترة انتقالية فاشلة بصفقة دنيئة مع فصيل إرهابي خاين للوطن اسمه الإخوان المسلمين على حساب دماء أطهر وأنقى الشباب.