عام 1955 قررت أمريكا اختراق الذمة المالية للزعيم عبد الناصر لتغيير موقفه الداعم للثورة الجزائرية ..فأرسلت إليه بشكل شخصي ما أطلقت عليه مساعدة للدولة المصرية تقدر ب6 ملايين دولار ..وهو المبلغ الذي لم يرفضه عبد الناصر ولكنه قرر استخدامه في بناء برج القاهرة ليظل هذا المبني العملاق شاهدا علي خسة وحقارة الساسة الأمريكيين الذين لا يجيدون إلا شراء ضمائر وذمم عملائهم ..وشاهدا كذلك علي نزاهة ونظافة الذمة المالية للزعيم عبد الناصر . وكعادة المصريين فقد سخروا من تحول الرشوة الأمريكية لرئيس الجمهورية لصرح حضاري عملاق فأطلقوا عليه "وقف روزفلت "أما الأمريكان الذين شعروا بالإهانة مما قام به ناصر فأطلقوا علي البرج "شوكة ناصر". تذكرت هذه القصة المضيئة في تاريخنا الوطني وأنا أتابع عملية البيع المعلنة للوطن منذ ثورة 30 يونيه من عملاء قناة الجزيرة في مصر هؤلاء العملاء المصريين الذين تم اختراق ذممهم المالية بمبلغ يصل في حده الأدنى ل500 دولار يوميا وذلك عندما كانت تتم استضافتهم داخل مصر لكن بعد منع بث هذه القناة الصهيونية العميلة ارتفعت "الفيزيتا" وأصبحت 3000 دولار كحد ادني في اليوم وترتفع لبعض الأسماء لخمسة وعشرة آلاف دولار يوميا مقابل الظهور هناك ..هذا بالإضافة إلي الاستضافة الفاخرة في فنادق الخمس نجوم. بعد ثورة يونيه كان مفهوما ومقبولا أن يخرج بعض غير المنتمين للتنظيم الإرهابي المحظور ليحاول نقل الصورة الحقيقية لثورة الشعب التي يعرفها جميع العاملين في هذه القناة جيدا لكنهم لا يريدون الاعتراف بها لمليون غرض في نفس الدويلة العميلة للغرب وذيولها في هذه القناة.. وهناك من ظهر فيها للقبض فقط فكان يقول عن يونيه في الجزيرة انقلاب وفي القنوات المصرية ثورة ..فالمسألة كانت لدي البعض – وليس كل - من الأسماء أكل عيش وبيع وطن. لكن بعدما تأكدت الدولة المصرية من فقد هذه القناة الصهيونية لأدني قواعد المهنية والحياد بل واصررها علي نشر الأكاذيب واختلاق الوقائع التي تضر الأمن القومي المصري في محاولة لإعادة سيناريو سوريا الدامي بالكربون في مصر ...قررت إغلاقها وبالتالي صارت وبشكل علني ومعلن قناة الجزيرة قناة معادية للشعب والدولة المصرية . وتصورنا أن هذا سيضع نهاية لتواجد أي شخصيات مصرية داخلها باستثناء الخونة والعملاء ممن يدعون أنهم داعمي شرعية المخلوع مرسي واغلبهم من التنظيم المحظور.. لان تواجد من قرروا بيع الوطن وتقسيمه وهم في الحكم ومعادة الشعب والجيش والشرطة ومحاربتهم علنا والاستقواء بالغرب عليهم بعد أن نبذهم الشعب في ثورته المجيدة يبدو منطقيا ..فالجزيرة مباشر مصر هي صوت الخيانة والعمالة للوطن بشكل مستتر منذ نشأتها الأولي وبشكل معلن وسافر منذ نجاح ثورة يونيه. إنما يظل اغرب ما في الأمران هذه المقاطعة المفترضة لهذه القناة لم تحدث وأن هناك بعض الشخصيات الليبرالية التي تؤكد في كل مناسبة أنها تنتمي للتيار الوطني للدولة المصرية تصر علي الظهور فيها وتبرر ذلك انه من اجل الدفاع عن مصر ومن اجل توضيح الحقائق فيما يخص ثورة يونيه ..وبعضهم يروج لوطنيته التي تدفعه لمواجهة المتربصين بالوطن مهما تعرض لإهانات أو تجاوزات ضده علي الهواء "ما هو كله علشان مصر". وهي الكذبة التي انطلت علي البعض وأنا منهم حتى رأيت اللواء محمود زاهر قبل أيام يغلق الخط في وجه أحد مذيعي هذه القناة بعد أن اكتشف انه تعرض لخدعة من فريق الإعداد ..فانهي المكالمة بكل حدة من منطلق انه لا تحاور ولا تطبيع مع الأعداء. فالجزيرة الآن مثلها مثل أي قناة إسرائيلية فهل من المقبول أن نخرج في قنوات إسرائيلية ..بالتأكيد لا وهو الأمر الذي يقنه تماما جميع من يظهروا في هذه القناة من المصريين لكن "إن جالك الدولار ارمي بلدك تحت رجليك"..و لا تنسي أن تعلن بكل قوة وطنيتك وتعاطفك مع البلد وثورتها ولهؤلاء المطبعيين مع العدو في قطر أقول لا يمكن لأحد أن يشكك في مواقفكم المعلنة فالنوايا الحقيقية لا يعلمها إلا الله ولكن ستظل تهمة اختراق ذممكم المالية تطاردكم لذا لزم عليكم أن تقتدوا بالزعيم عبد الناصر طالما أنكم مصريون وطنيون وتعلنوا تبرعكم بالمبالغ المالية التي حصلتم وتحصلوا عليها والتي تصل في حدها الادني في اقصر سفرية لهناك -ومدتها أسبوع - لمبلغ 147 ألف جنيه باعتبار أن اليوم ب3000 دولار والدولار ب7 جنيه.. ويكفيكم الاستمتاع بالسفر والإقامة الفاخرة وخدمة بلدكم وأنا هنا أتحدث عن السفريات لأنه لم يعد هناك لقاءات تبث من القاهرة تأخذوا فيها 500 دولار وتروحوا. خدمة الأوطان يا أسيادنا من بعض أعضاء النخبة السياسية المصرية المريبة الأداء علي مدار الثلاثة أعوام الماضية لا ثمن لها..فلماذا يا رواد الجزيرة من المتغنيين بحب مصر وأهلها لا تطهروا أنفسكم من أموال هذه القناة التي تأتي لها علي حساب جثث أخواتكم في الوطن لهدم وتقسيم وإسقاط بلدكم . تبرعوا بهذه الأموال الدنسة لمشروعات تظل شاهدة علي وطنيتكم وتتحول لشوكة في ظهر قطر تذكرها دائما أن المصريين لا يبيعون أوطانهم ولو بدولارات آل حمد كلها.. لكن فكرة حب الوطن مقابل الدولار فهذه كذبة كبيرة ونكتة سخيفة لا ولن تنطلي علي المصريين الذين يسقطوا الأقنعة يوميا عن كل من باع أو خان أو حاول إسقاط الوطن.