هم فريق من الشباب اجتمعوا على مجموعة من الهوايات التي يمارسونها من خلال إقامة رحلات في الصحراء والوديان والجبال والمحميات الطبيعية، حيث اقتنعوا أن العودة إلى الطبيعة أفضل بكثير من الرحلات التقليدية التي تقصد السواحل المعروفة، تحدثنا معهم حول تجاربهم وأفكارهم ورحلاتهم فحكوا لنا الحكاية بالتفصيل من خلال التحقيق التالي.. يقول محسن سمير-باحث بأحد المراكز البحثية ورئيس الفريق-: في الأساس أهوى السفر لدرجة أني سافرت مصر كلها بالدراجة فاكتشفت أماكن طبيعية ساحرة ولهذا أردت أن يستمتع غيري بها من خلال رياضة الهايكينج-المشي لمسافات طويلة- والتي برغم أنها متعبة إلا أنها ممتعة للغاية، وتشتمل هذه الرحلات عدة برامج أخرى بخلاف "الهايكينج" حيث نقوم بالغطس في رأس محمد ونقيم رحلات السفاري بسيارات جيب وبيتش باجي، ونصعد حتى قمم الجبال مثل سانت كاترين أو جبل موسى، وقد تحتاج هذه الرحلات بعض الأدوات مثل حذاء هايكينج أو أي حذاء مريح وشال أبيض للحماية من ضربات الشمس و"سليب باج" لأننا نقوم بالتخييم في أحد الوديان أمام البحر في رأس محمد، وقد درست ما يسمى "بالوايلد لايف" أو حياة الصحراء وأصبحت هوايتي تصوير الكائنات الغريبة وركوب الدراجات والسفر، وبرغم أني أعمل كباحث إلا أني لا بد أن أحصل على أجازات لتنظيم هذه الرحلات التي من خلالها فعلا تستطيع أن ترى مصر بعين مختلفة، فبعيدا عن رفاهية مارينا وشرم الشيخ فنحن من خلال هذه الرحلات نرى جمال خلق ربنا.. ويضيف محسن قائلا كما نحرص على أن يكون هناك عمل اجتماعي خيري فنذهب إلى الأسر البدوية ونجلب لهم الطعام ونعطي الألعاب والهدايا لأطفالهم خاصة في المناسبات مثل رمضان والأعياد وهذا لأفهم المنضمين الجدد للفريق أن عليهم أن يفعلوا الخير لكي يشعروا بالسعادة وهو ما يتحقق بالفعل بعد أن يكتشفوا في أنفسهم أشياء لم يعلموها من قبل بل ويعلموا أنهم كانوا يفهمون الدنيا خطأ وهذا لأن الفريق يعمل على فكرة "صناعة الإنسان" وكل هذا من خلال رحلة ترفيهية ودون وعظ أو نصيحة، وتفسير هذا أن الجبال بها طاقة إيجابية كبيرة جدا بالإضافة إلى أن الأماكن التي نزورها سار بها الكثير من الأنبياء والرسل ولذلك توجد روحانيات مكثفة في هذه الأماكن، وهذا ليس معناه أن كل من اشتركوا في هذه الرحلات كرروا الاشتراك مرة أخرى فمنهم من يأتي بأصدقائه ليكتشفوا معه هذا العالم ومنهم أيضا من يقسم بعدم الاشتراك مرة أخرى بسبب المشقة الموجودة بها، أما عن نفسي فقد استفدت من هذا الفريق استفادة كبيرة حيث أصبح لدي ثقة كبيرة بالنفس وتعلمت كيفية قيادة المجموعة. كامل عصام الدين-مهندس طرق-يقول: طبيعة عملي تعرضني لضغط كبير ولذلك أحتاج إلى إعادة شحن، فأذهب إلى هذا النوع من الرحلات لتفريغ عقلي من ضغط العمل والطاقة السلبية، ومن خلال هذه الرحلات تعرفت على أماكن جديدة في مصر لم أكن أعرفها من قبل، خصوصا أن كلنا تقريبا لا نعرف طبيعة مصر الجيولوجية فكانت أول مرة أعرف أن لدينا في مصر أودية ضيقة ملونة، وقد خرجت من الإشتراك بالفريق بعدة فوائد أولها أصدقاء جدد من أعمار مختلفة ولهم أفكار مختلفة كما أن رياضة الهايكينج لها فوائد كثيرة منها رفع اللياقة وإخراج الطاقة السلبية التي يتم شحننا بها طوال فترات العمل، ولهذا اشتركت في عدة رحلات كان منها رأس محمد ووادي الحيتان الذي به محمية طبيعية عمرها 40 مليون سنة، وذهبت لرأس أبو جالوم وهي منطقة غطس تقع بعد نويبع، كما ذهبت إلى دهب وطابا وغيرها، والجميل أننا نقسم أنفسنا مجموعات فمنا من يركب الدراجات وآخرين يقطعون مسافات طويلة في المشي وآخرين يأخذونها جري، ويوجد من يفضل تسلق الجبال بالحبال أو الصخور بالأيدي، ولكن أكثر ما يميز الحياة في هذه الأماكن أنها تجعلك منك للطبيعة مما يجعلني في حالة من السمو الروحي وهو من المستحيل أن أجده في أي مكان آخر، ولذلك أكون حريصا على الاشتراك في هذه الرحلات كل شهرين ونصف أو ثلاثة أشهر. أما نرمين إسماعيل-مهندسة كمبيوتر-فتقول: في البداية تعرفت على محسن-قائد الفريق- من خلال فريق هواية ركوب الدراجات وعرفت من خلاله فريق الهايكينج وفكرته، ففكرت في خوض التجربة ولكني أدمنتها بعد ذلك حيث أصبحت أشترك في رحلة كل شهرين على الأكثر.. وأكثر ما يميز هذا الفريق أني من خلال رحلاته أشاهد الطبيعة التي لا نراها في رحلاتنا التقليدية فقد صعدت جبل موسى مرتين وجبل سانت كاترين، هذا بخلاف أن محسن لديه علم كبير بالأماكن التي نذهب إليها ولهذا نذهب لأكثر من 6 أماكن مختلفة في الرحلة الواحدة التي تستغرق 3 أيام، فنقوم بممارسة الهايكينج وسط الجبال والوديان الضيقة الملونة ثم نقوم بالتخييم في رأس محمد لمدة ليلة ثم نذهب لنقيم بفندق، بالإضافة إلى أن ممارسة رياضة المشي وصعود الجبال لمدة 8 ساعات مما جعل صحتي أفضل حيث أن المرة الثانية قطعت الجبل في 4 ساعات فقط كما كان تعبي بعد الوصول أقل، هذا بالإضافة إلى أني تعرفت على أصدقاء جدد، وأكثر ما يميز هذه الرحلات هو العودة إلى الطبيعة والبعد عن الحوائط والماكينات والموبايلات والتكييف وأجهزة الكمبيوتر، ولذلك تكون هذه الحياة مريحة للأعصاب ولها شعور مختلف تماما ولهذا من يجربه لا يستطيع التنازل عنه مرة أخرى. ويشير أحمد غريب-رسام جرافيك-إلى أنه تعرف على الفريق بالصدفة قائلا: كنت في منطقة دير سانت كاترين ووجدت مجموعة من الشباب والفتايات في رحلة دراجات فأعجبت بالموضوع، وقد ذهبت معهم في رحلة إلى وادي الحيتان وقد نزلنا من الأتوبيس قبل الوصول للوادي ب 40 كيلو متر وقطعناهم بالدراجات ثم قمنا بعمل هايكينج بجبل موسى، وهذه الرحلات يكون بها أكثر من نوع من الإفادة فهي تفيد على المستوى الثقافي حيث أننا نرى طبيعة مجتمعات أخرى عن قرب مثل مجتمع البدو ونرى كيفية تأقلمهم مع الحياة الصلبة، وكذلك هناك إفادة إجتماعية حيث أن الهايكينج يعلم خبرة الترابط الاجتماعي لأننا نتحرك في مجموعات مرتبطة ببعضها تبدأ من 5 أفراد وتصل إلى 50 فرد. ويختتم الحديث عمرو يسري-مونتير ومصور-قائلا: الأهداف الرئيسية لرحلاتنا هي البعد عن المواصلات والكمبيوتر والزحمة، فمحسن يضع الخطوات التي نسير عليها في الرحلة ونأخذ منه التعليمات طوال الوقت، والجميل أنه يسافر قبلنا بيوم للأماكن التي سنزورها ليرتب مع البدو على ضيافتنا ويعود مرة أخرى ليسافر معنا، كما أن برامج الرحلات تكون مزدحمة بالكثير من الأنشطة ما بين نزول المياه والتخييم والسفاري والهايكينج وركوب الدراجات وصعود جبال وزيارة المدن فلا نشعر بالفراغ الذي نشعر به في الرحلات العادية، فنقسم أنفسنا مجموعات وكل مجموعة يكون له شخص من مرتادي هذا النوع من الرحلات القدامى يقوم بقيادته، ونقوم بعمل حفلات بربيكيو في المساء فنقوم بالشواء والغناء والسهر، وبسبب طبيعة مهنتي التي أعتبرها هوايتي في نفس الوقت يكون أساس هذه الرحلات عندي هي تصوير الأماكن الطبيعية المختلفة.