«لحظة شروق الشمس حسيت بالانتصار». تتذكر لمياء لحظات وقوفها أعلى قمة جبل سانت كاترين فى سيناء، بعد 5 ساعات شاقة قضتها فى صعود الجبل، برفقة زوجها المشارك فى إحدى رحلات «العالم المفقود». مجموعة «العالم المفقود» على فيس بوك، قد أسسها عضو الكشافة أحمد موسى، بمساعدة زملائه فى المجموعة الكشفية وتهدف لجمع محبى السفارى والطبيعة فى رحلات كشفية. ويرى أحمد أن الأجانب عرفوا قيمتها والدليل وجودهم فى الأماكن الصحراوية والمحميات الطبيعية فى مصر أكثر منا». أما لمياء فهى الفتاة الوحيدة فى المجموعة. رحلات العالم المفقود فى غاية الصعوبة، كما تصفها لمياء، لأن الرحلات الخلوية تحتاج إلى التعود عليها، «بناكل ونشرب بحساب، وعايشين فى الصحراء مع الثعالب». كميات المياه والطعام محسوبة بعدد الأفراد وزمن الرحلة، وكل هذا يرتبه مسئول التغذية فى الفريق المغامر. يقول أحمد موسى إن مهام مسئول التغذية هى «تحديد كميات الأكل والمشروبات حسب السعرات الحرارية ودرجة حرارة الجو والجهد المبذول فى الرحلة»، ودور أحمد هو التنسيق مع إدارة المحمية «كلهم بيرحبوا جدا». موعد الرحلة السنوية فى شهر مايو، والبداية كانت فى 2008، والمغامرة الأولى فى منطقة وادى الحيتان بمحمية وادى الريان. مدة التخييم كانت خمسة أيام، تعلم خلالها أعضاء الفريق ترميم هياكل الحيتان على يد مهندس مختص. يحتفظ الفريق بذكرياته فى صفحة خاصة على موقع فيس بوك، ويضعون صورا لأربع رحلات قد نفذوها منذ تدشين المجموعة، بدأت بمحمية وادى الريان بالقرب من الفيوم، ثم محمية نبق فى جنوبسيناء، والرحلة الثالثة كانت إلى محمية رأس محمد بالقرب من شرم الشيخ، وأخيرا صعود جبل سانت كاترين للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر. «كنت عايز أرفع علم مصر على أعلى قمة فيها لحظة شروق الشمس». فكرة أحمد بصعود جبل سانت كاترين كانت لاستغلال إجازة 6 أكتوبر فى مغامرة جديدة تجمع الفريق، للاحتفال بطريقة المغامرين محبى العالم المفقود، «وكل الأعضاء وافقوا من غير ما يعرفوا هنروح فين كالعادة». المغامر أحمد موسى الذى يعيش فى مدينة الإسماعيلية، يفضل أن يبقى مكان الرحلة سرا يخفيه عن أعضاء الفريق، «بكلمهم أقول عن رحلة وهما يحضروا عدة المخيم من غير ما أقول رايحين فين». تتذكر لمياء الطريق إلى الجبل البعيد «حسينا إننا رايحين كاترين من الطريق»، وبدأ جميع الفريق الرجالى فيما عدا لمياء، بالضغط عليها «حاولوا يقنعونى إنى مش هاعرف أطلع الجبل»، وحاولوا تركها فى أى منطقة قريبة حتى يعودوا لها فى الصباح. لمياء المغامرة الكشفية أصرت على موقفها، وصعدت الجبل فى ظلام دامس «مش شايفة ورايا ولا قدامى»، لكنها لم تعلن عن إرهاقها من الطريق «علشان ميقولوش تعبتى»، وتماسكت الفتاة العشرينية، حتى شهدت الشمس تشرق فى درجة حرارة تحت الصفر، من أعلى قمة فى مصر يصل ارتفاعها إلى 2641 مترا. تصل تكلفة الرحلة فيما بين 150 و400 جنيه، كما يقول أحمد، والتكلفة تشمل الطعام والشراب والتنقل والتيشرت الخاص بالرحلة الذى يحمل شعارا مختلفا فى كل مرة. فريق «العالم المفقود» يقبل المشتركين ولكن بشروط، «محدش يقول أنا تعبت»، والمطلوب فقط أن يهوى الاستمتاع بجو الإثارة والمغامرة، خاصة أن أهم أهدافهم الخروج من المدينة المزدحمة، حاملين الخيام والطعام والشراب إلى الهدوء والطبيعة الصحراوية من أجل الاختلاء، على حد وصف أحمد.