المشكلة ليست في ابتكار أي " تقليد " لمنتج طبيعي أو صناعي ، والصين " رائدة " في ذلك .. لكن الكارثة في " الغش " الذى تقوم به بعض المصانع هناك عن طريق تصدير هذه المنتجات باعتبارها " أصلية " .. خاصة لو ثبت ضررها علي صحة الإنسان . والحكاية أنه في الصين حالياً مصانع متخصصة فيما يعرف ب " تكنولوجيا الغش " ، وهي تعتمد بالأساس علي المواد الكيميائية في غش كل شيء بداية من المنتجات الصناعية ومروراً ببعض أنواع الخضار والفاكهة .. وأخيراً وصل الأمر للبيض ! . وحسب طريقة " الغش الصناعي " التى تنتج هذا البيض .. فإن الخطوة الأولى تقوم علي استخدام 7 مواد كيميائية مختلفة من كربونات الكالسيوم والنشا والجيلاتين والشبة ومنتجات أخرى وتوابل ، ويتم عمل صفار البيض في قالب معين ويتم صبغه طبعاً .. والإطار الخارجي " القشرة " يتم عملها بطريقة معقدة حتي يجف ثم يتم غسله بالماء ، ويتم " تقفيل " البيض بشمع البارافين ، والغريب أن الصينين يؤكدون أن طعمه أفضل بكثير ويقومون بتصديره لدول مجاورة .. كما أن تكلفة البيضة " الوهمية " قليلة جدا .. فهي تساوي نصف يوان صيني للكيلوجرام ، بينما سعر البيض " الأصلي " هناك يصل ل6 ونصف يوان صيني ، لكن الهيئة الأمريكية للرقابة علي الأغذية حظرت دخوله للولايات المتحدة وحذرت من مضاره الصحية بسبب التأثير الضار للمواد الكيميائية التي تدخل في صناعته ، والغريب أن الصين تدافع عن " البيض الوهمي " رغم رصد أكثر من 29 ألف حالة تسمم غذائي بسببه في السنوات الأخيرة وتوفي منهم 262 شخصاً . عموماً .. هذه ليست المرة الأولي التي تتورط فيها الصناعات الغذائية الصينية في اتهامات بالغش .. فمنذ عامين أعلنت السلطات الصينية أن وجود مادة الميلامين في بيض منتج في شمال شرق الصين ويباع في هونج كونج هو السبب في حالات تلوث طعام الدواجن ، كما تسببت بعدها فضيحة الحليب الصيني الملوث بمادة الميلامين الكيميائية بحالة من الهلع في العالم . والمعروف أن أقدم الدراسات التاريخية عن البيض تؤكد أنه قبل 6 آلاف سنة من الميلاد بدأت تربية الدواجن في الصين بهدف الاستفادة من بيضها ، وقبل ألفي عام من الميلاد كانت عدة حضارات في هذا الوقت تقيم مهرجانات في فصل الربيع ، واصبح البيض رمزا لتجدد الحياة خاصة في الصين ، كما أن الصين كان لها الفضل في عام 2000 في إدخال فيتامينات أخرى إلى البيض مما نتج عنه ظهور البيض " أوميجا 3 " الذي تبيضه الدواجن التي تتغذى على بزر الكتان.