نواصل مع الشيخ خالد الجندي في هذا الحوار أسئلتنا عن أهم ما يشغل بال الشباب، وفي هذه الحلقة نتحدث عن علاقتنا بالله سبحانه وتعالى ، كيف نحبه وكيف نخافه وكيف نعود إليه .. ؟! كيف ندرك وجود الله؟ بالعقل ... والأثر يدل علي المسير ... فالسماء ذات أبراج والأرض ذات فجاج أفلا تدل علي اللطيف الخبير ... سألوا علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) كيف عرفت الله قال : عرفت الله بالله ولولا الله ما عرفت الله .. كيف نخاف من الله؟ باستحضار الله في كل مكان أنت فيه ، قال تعالي " وهو معكم أينما كنتم " إذا علمت أنك مراقب في ملك الله فلن تستطيع الخروج من معيته أبدا وبالتالي لن تجرؤ علي معصيته .. إذن كيف نحبه؟ بالنظر إلي النعم التي أنعم بها عليك وتصورك أنه ينعم بها عليك فإذا شعر الإنسان بما أنعم الله عليه وحباه من نعم لمكث طوال عمره يشكر الله ويحبه .. كيف يحبني الناس من خلال حبي لله؟ بأن تقتدي بأخلاق النبي صلي الله عليه وسلم ... من تخلق بأخلاق رسول الله يصير محبوبا من الله وطائعا لله وعندئذ ينادي الله تعالي جبريل إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل إلي آخر الحديث . إزاي لما حد يبعد عن ربنا يقدر يرجعله؟ بثلاثة أمور : 1 الندم 2 ترك الفعل المؤدي للذنب 3 العزيمة علي عدم العودة إليه . متى وأنا ماشي في شيء معين أعرف أن هناك علامة من ربنا إنه راض عنه فأكمل فيها؟ إذا كان مطابقا ً للشريعة .. ربنا عرفوه بإيه .. بالعقل .. إنما عبدوه بالشرع وليس بالعقل وبالتالي الله سبحانه وتعالي لم يترك لنا بعد النبي صلي الله عليه وسلم علامة نعرف بها رضاه من سخطه إلا اتباعنا للشرع .. قال تعالي ' فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك ' فإذا لم تحكمه صلي الله عليه وسلم فالله نفي عنك الإيمان ولذلك ففي الحديث القدسي ' وعزتي وجلالي لو اتيتني من كل طريق واستفتحت من كل باب لما فتحت له حتي يأتيني من خلفك ' وعلي هذا لا يجوز أن تدعي أن هناك مرضاة لله فيما يغضبه .. زي ما تيجي رقاصة أمام التليفزيون وتقول أنا حاسة إن ربنا راض عني .. أنا حاسة إن بيني وبين ربنا عمار !! هذا ليس عمارا .. هذا هو الخراب بعينه .. أن يفهم الإنسان أن الله يحب الرقص ويحب يشوف أجسام العاهرات هذا كلام غير مقبول من الناحية الشرعية .. البعض يقول إن العصر يفرض علينا تنازلات في الدين .. الذي يفرض علينا هو الله والذي اتجه إلي قبول فرض من واحد تاني غير الله يبقي له إله تاني غير الله ... أقصد أن الرسول قال : سيأتي زمان علي أمتي القابض فيه علي دينه كالقابض علي جمرة من النار وهذا معناه أن العصر فرض علينا متغيرات في الالتزام في الدين .. والرسول كان متوقعا لذلك .. الرسول لم يتوقع ذلك وإنما يخبر أن الأجر اختلف فالعمل واحد إنما الأجر اختلف فالذي يقوم بغض بصره اليوم بشره النبي بأن الأجر الذي سيحصل عليه من الله أضعاف الذي حصل عليه الرجل في الجزيرة العربية في البادية من 1431 سنة ... فالعمل واحد والأجر اختلف نتيجة الظروف المهيأة للذنب ودائما حسابات الذنوب والحسنات حسابات شديدة التعقيد لأن الذنب يكون واحدا ولكن حساب الرجل عليه يدخل فيه متي فعله وما الظروف الدافعة له وكيف كان مزاجه وتركيزه وأين الله في عقله هذه اللحظة وهل كان مرغما وهل كان هذا مقابل حالة نفسية تمر به أم لا لذلك .. فالذنب يختلف من شخص لآخر ومن زمن لآخر ..