لم تستطع جماعة الإخوان المسلمين أن تخفى هواجس الخوف بداخلها إزاء دعوات الحشد ليوم 30 يونيو القادم، هذا فى الوقت الذى ألمحت فيه حركة تمرد عن وصول عدد الموقعين على استمارة سحب الثقة من النظام إلى ما يقرب من 6 مليون .. وبصرف النظر عن مدى دقة هذا الرقم إلا أن الواقع يشير إلى أن هناك حالة من الرفض للكثير من سياسات الإخوان طيلة العام وهو ما دفع قوى الثورة للتمرد .. لكن جماعة الإخوان - وفق ما وصلنا إليه من معلومات- تسعى الآن لامتصاص حالة "التمرد" بإجراء اتصالات برموز الحركات والإئتلافات الثورية الداعية للحشد يوم 30 يونيو بهدف الوصول لصيغة توافقية والعمل على تهدئة الأجواء أو على الأقل تلطيفها .. وذلك من خلال الدعوة لموائد حوار مفتوحة أشبه بموائد الحوار التى كان يعقدها المجلس العسكرى دوما مع شباب الثورة .. هذه الحقائق يكشف عنها الدكتور محمد مصطفى المنسق العام لاتحاد الثوار المصريين وعضو باتحاد شباب الثورة ووكيل مؤسسى حزب الشباب الثورى تحت التأسيس .. حيث أكد ل"بوابة الشباب" أنه تلقى دعوة من السيد زكريا الجناينى مسئول لجنة "تواصل" بمجلس الشورى هو وعدد كبير من شباب الثورة فى محاولة إستباقية لوضع حلول توافقية تجنبا لما يمكن أن يحدث يوم 30 يونيو القادم .. ويقول الدكتور محمد مصطفى أن هذه الاتصالات جرت مع أغلب الشباب المنتمين للحركات والإئتلافات الثورية لكنهم رفضوا اللقاء خاصة شباب 6 إبريل وكفاية وشباب من أجل العدالة والحرية واتحاد شباب الثورة وغيرها من الحركات لكن كما ذكرت رفضوا تلبية الدعوة .. ولكننا قبلنا لكى نعرف ماذا يدور فى أذهان الجماعة ومن أجل أن نعبر عن مطالبنا بالإفراج عن مئات الشباب الأبرياء المعتقلين الآن على ذمة قضايا سياسية تتعلق بأحداث الثورة .. وفوجئنا بحضور قوى ثورية مختلفة عن الحركات الفاعلة فى الشارع المصرى منها على سبيل المثال إئتلاف ثورة العاملين بالكهرباء وثورة مهندسى شركات المقاولات وحركة ثوار حتى النصر وحركة الوحدة العربية إلى جانب عدد من المستقلين . وهم فى الحقيقة يسعون الآن لتوسيع دائرة الحوار بتكثيف الاتصال بشباب الثورة لعقد مائدة حوار كبيرة يحضرها الدكتور محمد البلتاجى. ويضيف الدكتور محمد مصطفى أنه جرى فى هذا اللقاء مناقشات حادة وكانت ردود مسئول لجنة تواصل مستفزة للغاية عندما قال أن الشباب ليس له فضل فى هذه الثورة وأننا "جرينا" فى الشوارع يوم 25 يناير ولكن عندما نزل الإخوان يوم 28 يناير "قُضى الأمر" وسقط النظام .. وذكر أيضا أن الإخوان يلعبون سياسة فى حين أن جبهة الأنقاذ وغيرها من قوى المعارضة تلعب "ثورة" وهذا فارق كبير. وأكد أيضا أن هناك مفاجآت تنتظر الشباب ويجب أن يصبروا ومن هذه المفاجآت مثلا تعيينهم فى المشروعات القومية منها مشروع تنمية محور قناة السويس. الذى يعد من المشروعات العملاقة فى عهد الإخوان المسلمين. وهكذا نرى أن هناك قلق من جانب الجماعة من التصعيد القادم ضدها يوم 30 يونيو ومن هنا يسعون لإغراء بعض شباب الثورة تارة أو ينشرون اليأس تارة أخرى . ومن جانبه يقول عصام الشيخ عضو بعدد من الحركات الثورية أن بعض القيادات الإخوانية التى كانت ترتبط بصلات وثيقة بشباب الثورة أو ما يمكن أن نطلق عليهم "رفقاء الميدان" يحاولون الآن الاتصال برموز الحركات الثورية لإقناعهم بالتهدئة وإعطاء الفرصة للرئيس مرسى والإخوان، ومن أجل توفير المناخ المناسب لإجراء الانتخابات البرلمانية فى مقابل وعود بأن الإخوان نواياهم حسنة والدليل المشروعات القومية التى أعلنوا عنها مؤخرا ولكن يعوقها النظام القديم الذى لايزال يحكم البلد وذلك حسب رؤية الإخوان، ولذلك يرون أن التمكين هو الحل بمعنى إزاحة العناصر والقيادات الفاسدة ذات الصلة بالنظام القديم ووضع عناصر أخوانية محلها. وتسعى هذه القيادات الإخوانية أيضا لمحاولة إقناع شباب الثورة بضرورة تطهير القضاء وتمرير قانون السلطة القضائية علما بأنهم لا ينكرون مطلقا أخونة الدولة ولكنهم يرون فى هذه الأخونة نوعا من أنواع التطهير بإزاحة العناصر الفاسدة من أماكنها. وفى هذا الإطار هناك ثلاثة اتجاهات بين شباب الثورة تلخص الموقف العام من التفاوض مع الإخوان : - إتجاه يرفض الجلوس مع رجال الإخوان رفضا قاطعا بحجة أن أياديهم ملوثة بشباب الثورة سواء فى التحرير أو فى الاتحادية. - اتجاه يضع شروط قبل الجلوس مع الإخوان منها مثلا الإفراج التام عن جميع المعتقلين السياسيين والتوقف عن سياسة الأخونة. - اتجاه قرر الجلوس فعلا قبل تحقيق هذه الشروط لإبلاغ الإخوان رسميا بموقف بعض القطاعات من شباب الثورة. ويؤكد عصام الشيخ أن 5% فقط من شباب الثورة هم من قرروا الجلوس على مائدة الحوار مع جماعة الإخوان ومسئوليها وهذا ما حدث فعلا فى اجتماع لجنة الحوار بالشورى، وتلقينا اتصالات أخرى لعقد لقاءات جديدة يحضرها الدكتور محمد البلتاجى وعدد كبير من الشباب الذى وافق على الدعوة.