يعتبر الغذاء بنظام الماكروبيوتك أحد أهم الأنظمة الغذائية التي ظهرت في العالم وبدأت تطبق في مصر ويمكننا أن نستعين بها في رمضان لتساعدنا علي تحمل طول مدة الصيام خاصة في ظل درجات الحرارة العالية وعن هذا النظام يحدثنا دكتور وليد موسي استشاري التغذية وخبير العلاج بالماكروبيوتك . ماذا يعني بالضبط نظام التغذية بالماكروبيوتك؟ ! أولا لابد من توضيح أن النظام الغذائي المعتمد علي الماكروبيوتك أساسه فرعوني وليس يابانيا كما يتصور البعض وكلمة ماكروبيوتك نفسها هي كلمة لاتينية تعني حياة صحية مديدة تلخص فكرة أن الغذاء هو أساس الصحة والوقاية من الدواء والامراض وأول من أسسه ونادي به هو أبوقراط الذي كانوا يطلقون عليه أبو الطب أي أن الموضوع ليس بجديد وانما هو قديم جدا ولكنه أخذ شكلا واسعا في شرق آسيا لأنهم بطبيعتهم شعوب تجيد فن الطعام . معني ذلك أننا لا نجيد فن الطعام؟ نعم وليس ذلك علي المصريين فقط وانما الشعوب العربية بشكل عام فنحن شعوب ذواقة ومستهلكة لكميات كبيرة جدا من الطعام وهي في أغلبها أبعد ما يكون عن الطعام الصحي لأننا نعتمد بالنسبة الاكبر في غذائنا علي الدهون والبروتينات الحيوانية وهذه الأنواع هي أقل ما يحتاجه الجسم في غذائه وأحيانا إذا زاد استهلاكها عن نسبة معينة يصبح ضررها أكبر من نفعها بكثير وهذا ما يسعي نظام الغذاء بالماكروبيوتك إلي الاستغناء عنه . وما هي معطيات الطعام بنظام الماكروبيوتك؟ الماكروبيوتك يحاول أن يعيدنا إلي احتياجاتنا الطبيعية ويجعل طعامنا يعتمد في الأساس علي نسبة من 25: 30% حبوبا ولو نظرنا إلي الايديولوجية الغذائية للمصريين من العصر الفرعوني سنجد أنها كانت تعتمد بشكل أساسي علي الحبوب خاصة الفول والقمح وهذان العنصران تحديدا يحتويان علي أكبر نسبة من البروتينات والفيتامينات التي يحتاجها الانسان وتحديدا القمح لما يحتوي عليه من الحديد وفيتامين ه والمواد النشوية التي تتحول إلي الجلوكوز الذي يعطينا طاقة تحترق علي مدار اليوم لذلك البليلة هي أفضل وأشمل العناصر الغذائية التي يمكن الاعتماد عليها في وجبة الافطار أما النسبة الباقية وهي 70% فهي تتنوع ما بين الخضراوات وخاصة الورقية منها والفاكهة ومنتجات الألبان والبروتينات الحيوانية وفيما يرتبط باللحوم والألبان تحديدا فهي عناصر ليست موجودة في نظام الماكروبيوتك الأساسي أو الياباني لأن شكل الماكروبيوتك الياباني يأخذ الطابع الديني أو البوذي بالتالي لا يدخل ضمن مكوناته أي عنصر حيواني فهو يعتمد علي المكونات النباتية فقط وهو نظام لا ينفع عندنا في مصر لأن معظم الناس الذين يلجأون للغذاء بنظام الماكروبيوتك خاصة في مصر تتراوح أعمارهم ما بين 25: 60 عاما وهم يلجأون إليه رغبة في اعادة بناء أجسامهم بشكل صحي ولأنهم عادة ما يبدأونه في سن كبيرة فيكون هناك جزء كبير من عضلاتهم استهلك لأنهم لم يأخذوا كفايتهم من البروتين الصحي . وكيف يتكون البروتين الصحي؟ البروتينات تقسم لثلاثة أنواع الأول بروتين كامل بيولوجيا أي به كل الأنزيمات التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه الحيوية والحفاظ علي النشاط والصحة والقوة ليبني نسيجا عضليا أقوي للعضلات وهو الموجود في اللحوم لذلك فمعظم الناس التي اتبعت الماكروبيوتك بشكله الياباني البحت ضعفت عضلة القلب عندهم بسبب عدم دخول البروتين الحيواني ضمن عناصره , أما النوع الثاني فهو الموجود في الأسماك وخاصة أسماك عرض البحر والثالث الموجود في البقول والبيض ومنتجات الألبان وحتي يكون البروتين صحيا يجب أن نتناول الثلاثة أنواع بنسب متفاوتة تكون أقل نسبة فيها للبروتينات الحيوانية وأعلي نسبة للخضراوات وبالمناسبة من يقرأ عن الماكروبيوتك الياباني أو حتي يدخل بعض المطاعم الموجودة في مصر والتي تقدمه سيجد أنه لا يقدم بعض أنواع الخضراوات مثل الفلفل الأخضر والباذنجان والطماطم والحقيقة أنها لم تمنع عنه وانما هي أصلا لم تكن موجودة بها لأنها لم تكن تزرع في اليابان وبالتالي هم لا يعرفونها ولا يعرفون فوائدها , لذلك فعندما أردنا نحن أن نطبق هذا النظام في مصر كان لابد أن نضفي عليه طابعا شرقيا سواء في نوعية الطعام أو مذاقه . هل يمكن أن تصف لنا نظاما غذائيا يوميا بالماكروبيوتك؟ هناك بعض المطاعم التي بدأت تنتشر في مصر لا تقدم إلا هذا الطعام ورغم أنها تقدمه بأسعار مرتفعة جدا إلا أنه غير مناسب لنا لطبيعة اجسامنا لأنه يعتمد علي الحبوب والأعشاب وأسلوب طهو ياباني أما بالنسبة لنا فهذا النظام الغذائي الصحي يمكن أن نمشي به إذا اعتمدنا في وجبة الافطار علي طبق فول بزيت زيتون أو عباد شمس وقطعة جبن قريش ونصف رغيف محمص في فرن البيت أو بيضة مسلوقة أو طبق بليلة بلبن منزوع الدسم أو بدون لبن فأي عنصر من هذه العناصر يعطينا وجبة إفطار متكاملة تكفي الجسم وتساعده علي ممارسة نشاطه اليومي حتي موعد الغداء والذي يمكن أن يتكون من طبق سلطة خضراء شرط أن يكون مكتمل العناصر مع ضرورة احتوائه علي الجرجير أو الفجل ويمكن أن نضع عليها فاصوليا بيضاء مسلوقة وهذا الطبق في حد ذاته يحتوي علي كل الأنزيمات التي يحتاجها الجسم بجانب السلطة يمكن أن نأكل خضارا مسلوقا أو مطبوخا دون تسبيك أو ملوخية فهي من أكثر الخضراوات احتواء علي الحديد والكالسيوم ويمكن أن نضع بجانب ذلك طبق أرز صغيرا وقطعة لحم أو ربع فرخة لا يتعدي 150 جراما وبذلك تكون وجبة الغداء متكاملة العناصر الغذائية , أما وجبة العشاء فيكفي فيها كوب زبادي أو لبن منزوع الدسم مع ثمرة فاكهة وهذا النظام بجانب أنه صحي فهو يحمي من السمنة بكل المشاكل الصحية والنفسية المترتبة عليه . ولكني دائما افضل الا نتناول البروتينات والنشويات في وجبة واحدة حتي لا نصاب بعسر هضم . هذا النظام يمكن الاعتماد عليه في الأيام العادية فماذا عن الماكروبيوتك في الصيام ؟ في الصيام وجبة السحور تعادل وجبة الافطار في الأيام العادية ولكن طبيعي أنه سيطرأ عليها اختلاف بسيط , يعني يمكن ان تكون وجبة السحور من طبق فول صغير وقطعة جبن قريش , ويمكن أن تكون طبق بليلة وثمرة فاكهة وخاصة التفاح المصري أو بيضة مسلوقة وثمرة خيار بدون قشر وبعد ساعة ونصف الساعة من السحور يمكن أن نأخذ طبق بطيخ فهو من أكثر الفواكه المرطبة للجسم وبالتالي لا نشعر بالعطش طول اليوم خاصة أننا سنصوم في ظل درجة حرارة عالية جدا شرط ألا نأخذه بعد الطعام مباشرة حتي لا يسبب عسر هضم , أما الافطار فيفضل أن يبدأ بشوربة خضار أو كوسة مع طبق ارز أو مكرونة وبعد ذلك بساعة نأخذ قطعة لحم صغيرة أو ربع فرخة مع طبق خضار أو سلطة . وبالنسبة للحلويات فبالرغم من انها تسبب مشاكل كثيرة للجسم إلا أننا يمكن أن نأخذ منها قطعة صغيرة جدا بعد الافطار بساعتين أو ثلاث ويفضل في الصيام ان نحرص علي تناول اكبر قدر من الماء من وقت الافطار حتي السحور خاصة اذا وضعنا علي كل لتر ماء نقطتي ليمون لانها بهذا الشكل تجعل وسط الجسم قلويا وذلك بجانب فوائده الكثيرة يجعلنا لا نشعر بالعطش طوال فترة الصيام كما أنه لا يغير طعم الماء ابدا .