مرت فى صمت دون ضجيج الذكرى السابعة والعشرين على رحيل الشاعر وفنان الكاريكاتير الرائع صلاح جاهين ( 1930- 1986) .. كانت الذكرى هذا العام مختلفة حيث أصدرت الهيئة العامة للكتاب بالتعاون مع مركز التوثيق الحضارى والطبيعى الأعمال الكاريكاتورية الكاملة ل "جاهين" فى جزئين يقعان فى 790 صفحة حيث يشتمل المجلدان على مجمل أعمال الفنان الراحل.. كانت رسوم صلاح جاهين إناء ينضح بواقع المجتمع المصرى فى فترة من أخصب فترات التاريح وهى تلك الفترة التى شهدت تحولات عظيمة فى تاريخ المصريين وكانت رسوماته قد انطلقت فجأة فى عام 1956 وتحديدا من مجلة صباح الخير ثم توالت الأعمال التى تحكى وتسخر وتناقش وتلفت الأنظار إلى الواقع الذى نعيشه.. كان محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمى الشهير بصلاح جاهين فنانا شاملا يؤلف الشعر والأغانى الملحمية ويكتب أغانى الحب ويعبر عن لسان الحكمة فى رباعياته المدهشة .. ثم نراه منتجا لعدد من أفلام السينما كما كتب سيناريوهات لأفلام عديدة أمتعتنا منها "خلى بالك من زوزو" الذى يعد علامة فارقة فى تاريخ السينما المصرية .. وكانت رباعياته قد حققت نجاحا غير مسبوق فى توزيعها ضمن إصدارات هيئة الكتاب.. ومن جانبه قال الدكتور أحمد مجاهد أن أعمال صلاح جاهين تمثل استكمالا لمسيرة الكاريكاتير الذى عرفه المصرى القديم وسجله على جدران المعابد والمقابر وأن أعماله الكاملة تهدف إلى توثيق فن الكاريكاتير المصرى .. حيث كان يقف وراء هذه الرسومات عقل مثقف شديد الوعى بالمجتمع وتركيبته ومشكلاته وطموحاته. وكانت هيئة الكتاب قد أصدرت من قبل الأعمال الشعرية الكاملة لصلاح جاهين وقد تضمنت أشعاره وكتاباته وأغنياته وقررت هذا العام أن تحتفل بذكرى وفاته بطبع رسوماته التى تلخص فى مجملها فترات هامة فى تاريخ مصر المعاصر. هذا ويأتى فى مقدمة الأعمال الكاملة مقدمة كتبها الفنان الراحل محيي الدين اللباد كان قد نشرها فى كتاب سابق له قال فيها موجها كلامه لصلاح جاهين "علينا أن نظل له شاكرين " وقد وضعه فى سياق مدرسة الكاريكاتير المصري التي لمع رموزها في مؤسسة روزا اليوسف في الخمسينيات لافتا إلى أن جاهين تأثر بخطوط جورج البهجوي وحسن فؤاد وهضم اعمال صاروحان وعبد السميع إضافة إلى إطلاعه على الكاريكاتير الغربي . وكان أول ظهور لرسوم جاهين في مجلة صباح الخير عام 1956 وكان ذلك بمثابة بعث جديد لفن الكاريكاتير المصرى الذى شهد تطورا مدهشا فى صحافة الثلاثينيات والأربعينيات. وقد بدأ جاهين إبداعه من مؤسسة روزاليوسف وصباح الخير ثم انتقل إلى الأهرام ليواصل مشواره بكاريكاتير ثابت كان يتناول جوانب الحياة المصرية بكامل تفاصيلها.