من الواضح أن مشاورات بعض اعضاء مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين جاءت في اتجاه مخالف تماما لما نراه من فكر وممارسات الإخوان القمعية المهتمة فقط بتكميم أفواه المعارضة بكافة اشكالها بدءا من النشطاء بأوامر الضبط والإحضار والإستدعاء والبلاغات ضد الرموز السياسية المعارضة لتيار الإخوان وحتي الاعتداءات علي الصحفيين والتعدي علي مقار بعض الصحف ، فجاء نوع من (الرشوة والوعود بمناصب سياسية ) لقيادات في جبهة الإنقاذ والتيار الشعبي . وقد انتشرت أخبار خلال الأيام الماضية عن محاولات لعقد صفقات بين جماعة الإخوان وجبهة الإنقاذ التيار الشعبي في مقابل وقف التظاهرات في الشارع وتهدئة الرأي العام عليهم وذلك من خلال عرض تم تقديمة من الإخوان للجبهة بترشيح خمس أسماء من قيادات الجبهة لشغل منصب نائب رئيس الحكومة. وعلي صعيد آخر أجري الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ، وقيادي إخواني إتصالات مكثفة بقيادات جبهة الإنقاذ وبعض رموز التيار الشعبي لإقناعهم بالقبول ب100 مقعد في الإنتخابات البرلمانية المقبلة . أوضح خالد داوود المتحدث بإسم جبهة الإنقاذ في تصريح لبوابة الشباب : الجبهة لم تتلقي أي عروض رسمية من جماعة الإخوان تخص اختيار أسماء منها لشغل منصب رئيس الحكومة ، مكملا حديثة أن هذا النوع من الدعاية يهدف لتشويه موقف الجبهة واظهار أنها تلهث وراء المناصب ، وأضاف اننا في ظل تصعيد المعارضة والنشطاء وتزايد حدة سخط الشارع المصري تجاه الممارسات الحاليه بإصدار أوامر ضبط نشطاء وقمع وارهاب المعارضين واستمرار لهجه خطاب الرئيس مرسي وتهديداته وجماعته للجماعة الإعلامية وما حدث من محاصرة لمدينة الإنتاج الإعلامي ،كل ذلك يدل علي أن جماعة الإخوان يتصرفون بنفس عقلية نظام مبارك فهم يتعاملون مع المطالب الشرعية بعقلية الصفقات وهي سمة النظم القمعية والديكتاتورية . ولا يغفل أبدا أن الإخوان تربوا علي هذا الفكر ولعلنا نذكر وقت انتخابات البرلمانيه في عام 2005 الصفقة التي تمت بين النظام والإخوان برعاية أمن الدولة بحصولهم علي 88 مقعد في البرلمان ، في الوقت ذاته الذي بدت فيه ظاهريا أمام الرأ ي العام علي أنها المعارضة المضطهدة والجماعة المحظورة . الأصل في فكر جماعة الإخوان أنهم لا يؤمنون بالتعددية ولا بالديمقراطية ولا يرون الا مشروعهم الاسلامي الكبير. وبسؤاله ترضون بمنصب نائب رئيس الحكومة في حالة؟ رد قائلا : الجبهة لم تعارض في حالة تقديم الجماعة عربون ثقة حقيقي لدولة مدنية ديمقراطية بمعناها الحقيقي وليس الصوري كما يقومون في كل في كل مرات دعوتهم للحوار بعد أن يكونوا وضعوا تصورهم وينتظرون وجود معارضة صورية تكمل الديكور الشكلي للحوار.