أعلن الدكتور محمد محسن إبراهيم أستاذ القلب بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لضغط الدم في المؤتمر السنوي الحادي والأربعين لجمعية القلب المصرية, إن مصر تعد واحدة من أعلى دول العالم في معدلات الإصابة بأمراض الشريان التاجي وضغط الدم المرتفع . حيث تحدث الإصابة بهما بين المصريين في أعمار تقل بعشر سنوات عنها في معظم دول العالم , ويمثل التدخين أهم عامل مساعد على الإصابة , وفى الوقت الذي تتناقص فيه معدلات التدخين في معظم دول العالم , نجد أنها تتزايد في مصر , كذلك تحتوى كل أنواع البسكويت على دهون متحولة كما يعد هواء القاهرة من أكثر الأجواء تلوثا في عواصم العالم , وهناك علاقة مباشرة أكدتها الأبحاث بين تلوث الهواء والأزمات القلبية . كذلك تعد مصر من أكثر دول العالم في معدلات الإصابة بالسمنة , وكشفت دراسة لقياس محيط الخصر بين المصريات أنهن يستأثرن بأكبر معدلات العالم , ومن المعلوم أن زيادة محيط الخصر ترتبط بشحم الكرش عند الرجال وامتلاء الجزء السفلى عند الإناث , وتتمثل خطورة ذلك بأنه يؤدى لخروج أحماض دهنية حرة ومواد بروتينية أخرى ضارة تحدث خللا في تمثيل السكر بالجسم بطريقة تؤدى لزيادة دهون الدم , وحدوث خلل في الغشاء المبطن للأوعية الدموية , وفى دراسة لجامعة هارفارد لقياس مدى تأثر الأوعية الدموية بعد تناول وجبة واحدة مشبعة بالدهن من أحد المحال الشهيرة للوجبات السريعة , ووجد أن لها تأثيرا مباشرا , حيث أحدثت تغيرات حقيقية في الخلايا المبطنة لجدران الشرايين عامة , والشريان التاجي خاصة بصورة تجعلها أكثر قابلية للانقباض , ومنع دخول الدم إلى عضلة القلب , مما يجعلها معرضة لتخثر الدم داخلها وتعجل بحدوث النوبة القلبية . ومن المتوقع أن تكون أمراض الشرايين التاجية السبب الأول للإعاقة والتغيب عن العمل والإصابة بالاكتئاب ولذلك يوجه الدكتور محمد محسن إبراهيم نصائحه على ثلاث مستويات الأول للدولة ممثلة في وزارة الصحة بضرورة بذل أقصى جهد ممكن في وضع اللوائح والقوانين المؤدية لمنع التدخين , والرقابة على إنتاج المواد الغذائية , وحظر دخول واستخدام المكونات الغذائية الضارة مثل زيت النخيل , والتفتيش على أماكن إعداد الوجبات ومصانع الغذاء , وتوفير إمكانيات الفحص الدوري والذي يتضمن قياس مستويات السكر والدهون وضغط الدم , وتوفير العقاقير اللازمة لعلاجها بأسعار زهيدة وفرض نوع من الرقابة على الإعلانات الخاصة بالمواد الغذائية الضارة . وعلى المستوى الثاني يوجه الدكتور محسن إبراهيم نصائحه للشعب بضرورة الاهتمام بمعرفة الأسلوب الصحي للغذاء وما يجب وما لا يجب تناوله , والإكثار من الخضروات والفاكهة الطازجة , وتجنب زيادة الوزن وعلاجها , ومراعاة إجراء الفحص الدوري في موعده , وتشجيع ممارسة الرياضة وتجنب التدخين وعدم تناول الغذاء أمام التليفزيون لارتباط ذلك بزيادة كميات الطعام والإصابة بالأزمات القلبية , وعلى المستوى الثالث فينصح المرضى أنفسهم بضرورة الالتزام بأسلوب الحياة الصحية , والالتزام بعلاج عوامل الخطر الأخرى مثل الضغط والسكر ودهون الدم , وتؤكد الدراسات أن الالتزام بهذه النصائح يحقق نتائج باهرة .