ربع سكان مصر عند سن الثلاثين, وأكثر من نصفهم عند سن الخمسين يعانون من ارتفاع ضغط الدم, والمشكلة أن37% منهم فقط يتم تشخيصهم و24% منهم يخضعون للعلاج. بينما8% فقط هم الذين يعالجون بطريقة سليمة, أو يستطيعون بالعلاج التحكم في ضغط الدم..ويرجع تفاقم مشكلة الضغط بين المصريين إلي نظامنا الغذائي الخاطئ وغير المتوازن واعتماد الكثيرين منا علي التهام الوجبات السريعة عالية الدهون مع زيادة الأملاح وقلة مارسة الرياضة وانتشار التدخين. يذكر أن أكثر من700 مليون شخص حول العالم يعانون الضغط المرتفع, و يمثل أكثر من ثلث الحالات الحادة في أقسام الطوارئ, ومضاعفات ارتفاع الضغط تصل إلي جلطات بالقلب والمخ والفشل الكلوي دون أن تسبقها أعراضا منذرة, لذا يوصف هذا المرض بالقاتل الصامت..والمشكلة أن90% من حالات ضغط الدم المرتفع لا يوجد لها أسبابا محددة, في حين أن10% من الحالات ترجع إما لالتهاب الكلي أو أمراض الغدد الصماء أو ضيق الشريان الأورطي, وطبقا لما يقوله الدكتور محسن ابراهيم رئيس جمعية ضغط الدم المصرية, قد يسبب استخدام بعض العقاقير ارتفاعا بالضغط مثل أدوية البرد والزكام والروماتيزم, وكذلك حبوب منع الحمل وبعض الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض النفسية, وللوراثة دورها في الإصابة بارتفاع ضغط الدم حينما يظهر مع أمراض أخري مثل السكر والسمنة وزيادة الدهون وحمض اليوريك بالدم. ففي دراسة أجريت بمعهد القلب القومي علي1200 مريض تحت سن45 ال وجد أن40% منهم يعانون من ضغط مرتفع وأن15% منهم تعرضوا لأزمات قلبية, كما ظهر أن60% منهم مدخنون و30% منهم لديهم ارتفاعا بالكوليسترول, هذه النتائج عرضها الدكتور أحمد مجدي أستاذ أمراض القلب بمعهد القلب القومي أمام المؤتمر السنوي الرابع عشر لجمعية ضغط الدم المصرية الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي بالقاهرة, وهو أكبر حدث علمي في مجال إرتفاع ضغط الدم في منطقة الشرق الأوسط من حيث عدد الحضور الذي تجاوز الألفي طبيب من مصر والعالم, مؤكدا أن ارتفاع ضغط الدم من أهم عوامل الخطورة علي القلب وشرايين الأعضاء المختلفة كالمخ والقلب والأطراف والعين والكلي, وفسر ذلك بأن ارتفاع ضغط الدم يجهد الأغشية المبطنه لجدار الشرايين مما يؤدي لخلل في أداء وظائفها وزيادة إفراز مواد كيمائية وهرمونات مضادة تفقد الشرايين ليونتها وتصبح عرضة للتصلب وعدم سريان الدم بالشكل الطبيعي, فتزيد الإصابة بجلطات القلب والمخ والتي قد تنتهي بضعف عضلة القلب وهبوطها وتلف بالمخ والفشل الكلوي. وتستغرق مضاعفات ارتفاع الضغط سنوات طويلة وربما شهورا قليلة حتي يحدث معها التدهور الصحي, ويتوقف ذلك علي حسب معدل ارتفاع ضغط الدم وشدته ووجود عوامل الخطورة الأخري مثل البول السكري وارتفاع الكولستيرول والتدخين, وهنا ينصح الأطباء بأنه يمكن تجنب المشاكل الصحية المرتبطة بارتفاع الضغط بتحسين أسلوب التغذية وتجنب ملح الطعام و ممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين, علاوة علي الإنتظام في العلاج بالأدوية ممتدة المفعول أو المركبة من عقاقير متكافئة لتقليل الأثار الجانبية. وهناك قواعد إرشادية عالمية حديثة في علاج ضغط الدم, أوضحها الدكتور مانشيا رئيس مؤتمر ضغط الدم الأوربي والتي تؤكد ضرورة ضبط الضغط في المعدلات الطبيعية للحالات الخاصة من مرضي السكر والكلي والسمنة, وأن يعتمد تشخيص الضغط علي قراءات مختلفة سواء في المنزل أوالعيادة, والدكتور توني هيجرتي من جامعة مانشيستر بأنجلترا ورئيس الجمعية العالمية لضغط الدم تناول تاثير زيادة الوزن علي تصلب الشرايين موضحا أن زيادة الخلايا الدهنية خاصة في منطقة البطن تساعد علي زيادة إفراز مواد كيميائية ضارة تؤدي إلي زيادة نمو القشور في جدار الشرايين مما يؤدي لضيقها ومن ثم يحدث تضخم بالقلب. والدكتور رولاند اسمر رئيس الجمعية العالمية لصحة الشرايين تحدث عن تشخيص حالات عدم مرونة الشرايين وأنها غالبا تسبق حدوث امراض ذبحة صدرية او شلل المخ, موضحا كيفية تشخيصها عن طريق قياس اندفاع الموجات المحدثة في جدار الشرايين اثناء انقباض عضلة القلب وكذلك قياس الفرق في سريان الدم بين الشريان السباتي المغذي لشرايين المخ وشريان الفخذ بأجهزة بسيط غير نافذة.