الموضوع لا يحتاج لمقدمات .. ومن أمام قبر جمال عبدالناصر كانت البداية .. تصوير محمد لطفي في يوم 28 سبتمبر 1970 وبعد وفاة الرئيس الراحل اثر أزمه قلبية أعلنت محافظة القاهرة انشاء ميدان كبير حول قبر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر يتسع للجماهير العريضة التي ستاتي لزيارته في المناسبات المختلفة .. وهو ما تتطلب في ذلك الوقت إزاله عدد من المباني العسكرية الممتده من الجامع وحتى خط المترو القديم ، وسبب اختيار هذا المكان غير معلوم بشكل واضح ولكن يقال أن عائلة الرئيس الراحل اختارت هذا المكان لدفنه بما أنه اقام مسجداً فيه .. وفي قول أخر أن هذا المكان هو الذي انتظر فيه عبدالناصر زميله عبدالحكيم عامر يوم ثورة 23 يوليو ومنه انطلقا إلي ثكنات الجيش لإعلان قيام الثورة ، واليوم في 2010 اصبح المسجد الكبير - مسجد جمال عبد الناصر - ملحقاً بضريح الرئيس الراحل وتم انشاء قاعة زيارات كبري في مكان الضريح لاستضافة الوزراء والشخصيات الدبلوماسية التي تأتي باستمرار لزيارة قبر الراحل . القبر مكتوب علي جوانبه فاتحة الكتاب وسور الناس والفلق والصمد .. وكتبت أيضا عبارة " في رحاب الله رجل عاش واستشهد من أجل خدمة الوطن " وبجواره قبر زوجته الراحله تحية عبد الناصر .... كان هناك اتوبيس كامل يركبه 30 شاب من سيناء جاءوا خصيصا من شمال وجنوب سيناء لزياره قبري الزعيمين جمال عبدالناصر والسادات بتنظيم من جميعة القبائل العربية في سيناء ، وعندما سألت الدكتور علي فريج رئيس مجلس إدارة الجمعية والذي يصطحب الشباب في الرحلة أكد أن هذه الزياره تأتي في وقت مهم فيه أحداث وتوتر في سيناء ويعاني الشباب حاله من التخبط .. فقررت الجميعة اصطحابهم في رحلة إلي اماكن مهمة في القاهرة أهمها زياره ضريحي الرئيسين جمال عبدالناصر والسادات لتعريفهم بأبطالهم الحقيقين وأصحاب الفضل في تحريرهم وعودة الارض اليهم . في هذه الاثناء وصل " محمد " وهو الموظف المسئول عن متابعه سيرالعمل في الضريح .. والذي اكد أن قبر الرئيس عبد الناصر لا يخلو من الزيارات الرسمية وغير الرسميه .. فمحبيه من الجماهير يأتون لزيارته بصفة مستمرة .. إضافة إلي زيارات رئيس الجمهورية والوزراء في المناسبات الرسمية والتي تكون غالبا في تاريخ ثورة يوليو وأيضا في تاريخ رحيله ، وايضا ابناء الزعيم هدي ومني وخالد وعبدالحكيم الذين ياتون لزيارته بصفه مستمرة ، وأضاف " يومي ميلاد ورحيل الزعيم هي ايام استثنائيه في الضريح .. فالزوار يأتون من كل محافظات مصر لزيارته وقراءة الفاتحة عليه " . كتيب التوقيعات الخاص بالضريح الذي طلبت من محمد رؤيته كان حديثاً .. فأوضح لي " محمد " أن الكتيب القديم امتلات صفحاته وطلبته السيدة مني عبدالناصر لتاخذه هو وسابقيه ، وفي الكتاب الحديث وقع عدد من المسئولين والدبلوماسيين الاجانب في الكتيب منهم رئيس مجلس شركة إدارة المقاولون العرب في بيروت والذي نعي الراحل وقال انه يشرفه زيارة قبره ليستعيد أيام العروبة والأخوة ، ووقعت مواطنة مصرية تعيش في بروكسل بقولها أنها جاءت إلي القاهرة خصيصا من أجل زيارة قبره وقراءة الفاتحة علي روح الاب الذي كانت تتمني وجوده حالياً ووقعت دبلوماسية فرنسية باللغه الفرنسية بمجموعة من العبارات لنعي الراحل في هذا الكتيب . تركت قبر جمال عبدالناصر متجهه إلي قبر الرئيس السادات والذي لا يبتعد عنه كثيراً ، فداخل المنصة الشهيرة بمدينه نصر قبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي تم اغتياله في نفس المكان في حادث المنصة الشهيرة يوم 6 اكتوبر عام 1981 وتقرر دفنه بجوار النصب الذكاري للجندي المجهول وفي نفس مكان إغتياله ، والأن وأمام النصب يقف العساكر يبدلون ورديتهم كل 4 ساعات ، وطلبت منهم زيارة قبر الرئيس فطلبوا مني الانتظار عدة دقائق لتغيير الوردية والسير من علي الخط الموجود علي منتصف الممر وهو الطريق الرسمي لزيارة المقبرة ولا يمكن الدخول لها إلا بالسير علي الممر ، وبالفعل مررت علي الممر الفخم وتوجهت إلي مقبرة الرئيس والتي كتب عليها " الرئيس المؤمن محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام عاش من أجل السلام واستشهد من اجل المبادئ " وأمامه قرأت الفاتحة وطلبت من العسكري أن التقطت صورة بجوار المقبرة ، وبعد تردد التقط لي الصورة وقال لي أن الرحلات والزيارات الكبيرة لايسمح لهم بالتصوير في هذا المكان لانه مقبره وليس مكاناً للتصوير ، وأضاف أن المقبرة مفتوحه للزائرين طوال اليوم و الزيارات الرسمية في يوم 6 أكتوبر حيث تأتي السيدة جيهان السادات وابناء الراحل رقية وراوية وكاميليا ولبني ونهي وجيهان وجمال لزيارته وغالباً لا يكررون الزيارة طوال أيام السنة ، وطلبت من العسكري التوقيع في كتاب الزيارات ولكنه قال لي أنه موجود في مكتب الاعتماد حيث تتم متابعته ومراجعته بصفة رسمية .. خاصة وأن ضريح السادات هو مزار سياحي للكثيرين الذين يأتون لزيارته من كل مكان في العالم بشكل يومي ، وأيضا لا يخلو الامر من بعض المواطنين الذين يتوقفون لقراءة الفاتحة .