بالتأكيد لم يخطر في بال الدكتور سعد الكتاتني وهو في سجن وادي النطرون وخروجه ضمن آخرين فروا من السجون عقب اندلاع الثورة أن يأتي اليوم الذي يجلس فيه على كرسي الرئيس محمد مرسي ويصبح رئيسا لحزب الأغلبية في مصر.. وذلك بعد أن فاز اليوم على منافسه القوي عصام العريان في انتخابات حزب الحرية والعدالة بنسبة 67%.. وقد دخل الكتاتني- أستاذ علم النبات بكلية العلوم جامعة المنيا- المجال السياسي عبر جماعة الإخوان المسلمين، حيث أنه التحق بالجماعة في عام 1981 ، وشارك في تأسيس لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى الوطنية والنقابات المهنية، ثم رئيساً للمكتب الإداري للإخوان في محافظة المنيا، قبل أن ينتخب عضواً في مجلس الشعب عام 2005 عن دائرة بندر المنيا، ثم انتخبته الكتلة البرلمانية للإخوان رئيساً لها، واختير بعد ذلك متحدثا إعلاميا باسم جماعة الإخوان بعد أن انتُخب عضوا في مكتب الإرشاد بها. والصورة الأهم للدكتور سعد الكتاتنى كانت عندما اعتصم بالترنينج هو ونواب الكتلة البرلمانية للإخوان عام 2008 احتجاجا على بناء الجدار العازل حول غزة، ورغم ذلك أكد في فبراير الماضي أنه من باب مسئوليته عن أمن المجلس أمر بألا يسمح مدير الأمن لأحد بالدخول بعد انتهاء الجلسات، ومن يريد الاعتصام والمبيت فهذا حقه وسيتم توفير كل الإمكانيات له، ولكن لن يسمح لأحد بالدخول ليلاً .. وذلك ردا على اعتصام بعض النواب داخل المجلس. وفي يوم 27/1/2011 كان الكتاتني في سجن طره قبل الأحداث التي حدثت في جمعة الغضب وخروجه من السجن، ونجا الكتاتني من محاولة اقتحام سجن وادي النطرون مساء الجمعة 28 يناير والتي شهدت عمليات إطلاق نار كثيفة من قبل مهاجمين أصيب فيها عدد من السجناء، بعدها تركت قوات الشرطة السجن خاوياً... لينتظر الكتاتني داخل السجن حتى وصلت عائلته صباح السبت التي اصطحبته إلى منزله، ومن ثمَّ نزل إلى ميدان التحرير ليشارك في الثورة.. ثم ينجح في انتخابات مجلس الشعب، ويصبح رئيس أول برلمان بعد الثورة قبل حله.