نجم تختاره ادواره قبل ان يختارها هو ،لا يخجل من لقب مشخصاتى بالعكس فإنه يشعر انها التوصيف الأقرب لمهنته ، و يرى ان الممثل المحترف هو الذى لابد ان يعرف كيف يشخص كل الأدوار لذلك رفض ان يسجن تحت عباءة الممثل الكوميدى فقط او دور الصعيدى الذى تحققت نجوميته من خلاله انه الفنان الكبير صلاح عبدالله الذى يرى ان حلمه تحقق اخيرا بعد كل هذه السنوات على يد نجيب الريحانى بمسلسل الضاحك الباكى . هل بدأت تصوير مسلسل الضاحك الباكى بالفعل ؟ مازلنا فى مرحلة الإعداد وان كنا انتهينا من اعداد السيناريو و جميع التفاصيل الخاصة بالعمل و سنبدأ التصوير قريبا ربما مع بداية الإسبوع القادم و الحقيقة اننى سعيد جدا بهذا العمل لأنى أشعر ان حلمى فى تقديم شخصية نجيب الريحانى تحقق اخيرا بل و اشعر و كأنى امثل لأول مرة .
قرأت مؤخرا انك ستقدم شخصية الإعلامى توفيق عكاشة فى عمل كوميدى .. فهل هذا حقيقى ؟ يضحك و هو يقول أنا كمان قرأت مثلك و لكنه أبدا ليس حقيقى و من كتب هذا الخبر لم يتحقق منه و لا من الدور الذى أقدمه فى مسلسل " إسطورة الرجل العناب " و الذى قد يتشابه مع عدة شخصيات إعلامية و لكنها أبدا ليست شخصية توفيق عكاشة فمن سيشاهد الدور يشعر ان ادائى فيه قد يتشابه مع أداء احمد شوبير او مدحت شلبى او توفيق عكاشة و لكنه أبدا ليس واحد من الثلاثة و انا بطبيعتى لا احب ابدا ان اقدم او أقلد شخصية بعينها لذلك عندما قدمت فيلم كباريه حاول المخرج سامح عبد العزيز ان يجرنى الى شخصية معينه معروفه عند الناس و لكنى رفضت و فضلت ان أقدم خلطة خاصة بى حيث ان المهم فى النهاية ان تصل الفكرة و ليست الشخصية .
توفيق عكاشة أصبح حالة خاصة جدا عن الناس فى مصر .. فماذا عن رأيك فيه ؟ انا لست فى الموقف الذى يسمح لى بتقييم احد و لا احب ان أقول رأيى فى شخص بعينه خاصة اننى لا اعرفه عن قرب و لكن سواء اتفقنا او اختلفنا عليه فلابد ان نعترف انه رجل ناجح جدا و استطاع ان يحقق جماهيرية عريضة فى الشارع المصرى و ربما العربى ايضا لدرجة ان هناك نسبة كبيرة من الناس و خاصة الذين يخاطبهم توفيق عكاشة بشكل مباشر لا يصدقون سواه و يحزنوا جدا فى الأيام التى لا يظهر فيها على الشاشة و لكنى أريد ان اقول له من خلالكم و الله العظيم انا ماليش دعوة بيك و لن اقدم شخصيتك فى المسلسل خاصة انه ظهر فى برنامجه و قال انه علم اننى سأقلده او اقدم شخصيته فى عمل تليفزيونى و ان ذلك لا يعنى بالنسبة له شيئا خاصة انه كان يشاهدنى كنجم كبير و هو مازال طالب فى ثانوى و هو طبعا عنده حق فأنا أكبر منه و لكن على حسب كلامه فالمفروض انه فى عمر اولادى خاصة اننى لم اصبح نجما كبيرا على حسب وصفه مشكورا لى إلا من سنوات معدودة .
معظم الفنانين و المبدعين لديهم قلق من وصول التيار الإسلامى السياسى الى الحكم .. فهل تعيش نفس حالة القلق ؟ أبقى كداب لو قلت لك انى مش قلقان و لكن ليس بصفتى ممثل و انما بصفتى مواطن مصرى يعيش فى حالة من التخبط و ليس لديه رؤية محددة لمستقبله و لا مستقبل وطنه فنحن نعيش واحدة من اخطر المراحل الإنتقالية التى مرت بها مصر عبر تاريخها كله خاصة اننى سبق و عشت حالة تشبه ذلك و ان كانت أقل حدة عندما تسلم الرئيس السادات الحكم بعد وفاة عبد الناصر و نفس الشىء تكرر مع تسلم الرئيس السابق حسنى مبارك بعد قتل السادات يعنى فى النهاية حالة القلق تكاد تكون أمرا طبيعيا فى مثل تلك المراحل الإنتقالية .
و من وجهة نظرك لماذا وصل القلق هذه المرة الى مرحلة الخوف ؟ ربما لأن الحكم أصبح فى يد التيار الإسلامى و الذى مازلنا نتحسس طريقنا معه و لا نعرف ان كان متشددا أم وسطيا و اعتقد ان السبب الحقيقى فى خوف الأغلبية العظمى من المصريين هو اننا بطبيعتنا شعب وسطى غير متطرف و لا متشدد فى أى شىء و عادة ما نحب ان نتبع اليسر و ليس العسر .
بعد ان استقرت الأمور و لو بشكل نسبى هل استطعت ان تكون رؤية للقادم ؟ حتى لو كنت استطعت ان اكون رؤية كما تقولين فإنى احب ان احتفظ بها لنفسى ربما لأنها قد تكون رؤية متشائمة الى حد ما و لكنى دائما ما أقول لنفسى " مش يمكن احنا مزودنها شوية و الحقيقة تكون احسن من خيالنا بكثير " لذلك لا اريد ان أنقل للناس وجهة نظر قد يخيب الوقت ظننا بها .
دعنا نترك الكلام فى السياسة و نتحدث عن ادوارك الأخيرة وخاصة دور ربيع حمزاوى فى مسلسل زى الورد و الذى حقق صدى كبيرا مع الناس .. فهل اصبحت تشعر ان تلك النوعية من أدوار الشر هى الأقرب لك ؟ ليست الأقرب و لكنها هى التى تعطينى فرصة أكبر لأداء مختلف خاصة اننى الحمدلله استطعت ان اصل بعد سنوات طويلة للمرحلة التى تسمح لى بإختيار ما أقدمه فأنا ظللت لسنوات طويلة محصورا فى الأدوار الكوميدية و دور الصعيدى تحديدا لدرجة اننى شعرت انى لو لم أقدم شخصية الصعيدى لن أمثل فقررت ن اعمل وقفه مع نفسى لأثبت اننى مشخصاتى و ممثل محترف يستطيع ان يشخص جميع انماط البشر مقابل أجر محدد و بالفعل قدمت ثلاثة اعمال دفعة واحدة هى التى احدثت نقلة كبيرة فى حياتى و هم كرسى فى الكلوب و الرغبة و مواطن و مخبر و حرامى و من هنا بدأ الطلب على يختلف و بدأت انا ايضا اعرض مضمونا جديدا لأن شغلتنا دى فى النهاية عرض و طلب و استطعت ان اخرج من حيز الكوميديا لأدوار الشر و الشخصيات التراجيدية مثل التى قدمتها فى دم الغزال و الدالى و مسجون ترانزيت و اخيرا فيلم المصلحة مع السقا و عز و مع ذلك فمن وقت لأخر احب ان اقدم عملا كوميديا حتى لا احصر نفسى من جديد فى شخصية الشرير حتى و ان كانت تفرض لى مساحة ابداعية أكبر .