هناك أشياء بإقتنائها تزيد من قيمة صاحبها حتى لو كان هذا شكليا مثل أن تمتلك قصرا فى مكان راقى أو تقود سيارة أحدث "موديل" أو تمتلك ثروة مالية وعينية كبيرة مثل الذهب والمجوهرات ، ولكن نفس هذه الأشياء تصبح لها قيمة أكثر من قيمتها الحقيقية بسبب أن صاحبها فى الأصل ذات قيمة أكبر من كنوز الدنيا ، وهذا ماحدث بالفعل فى مزادات صالة سوزبى العالمية أول أمس ، فقد بيع فى المزاد خاتم بسيط للغاية مصنوع من الذهب ومرصع بحجر بيضاوى الشكل من أحجار الفيروز ب 236557 ألف دولار اى مايعادل مليون و500 ألف جنيه . وقد أكد عدد من خبراء التحف والمخطوطات الأثرية أن هذا الخاتم قد بيع بخمسة أضعاف ثمنه الأصلى قبل حصول صالة سوزبى عليه وإدخاله فى اخر مزادتها ، ولم ينتهى الأمر عند هذا فقبل أن يباع الخاتم أثار معركة كبيرة بين 8 مزايدين كل منهم يحاول الحصول على الخاتم باى سعر ، حتى جاء شخص مجهول وهاوى مزايدات وليس محترف ليحصل على الخاتم الفيروزى بهذا السعر وبمكالمة تلفونية دون أن يحضر جلسة المزاد بالصالة. يقول الدكتور "جابرييل هيتون" المتخصص في المخطوطات بسوذبي في بيان له بعد بيع الخاتم .. أن من صنع قيمة لهذا الخاتم وجعله يباع بهذا السعر الكبير بأكثر من ثمنه السوقى الأن الذى قدره خبراء المجوهرات ورغم بساطته إلا أن صاحبته الأصلية وهى الكاتبة الإنجليزية "جين أوستن" التى أثرت المكتبة البريطانية والأوروبية بمؤلفاتها فى منذ القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا ، ويعكس مدى ثقافة الأوروبين واحترامهم لتراثهم الأدبى والثقافى وتقديرهم لكتابهم ، وينهى " هيتون" حديثه املا أن لايخرج هذا الخاتم من أوروبا وتظل حيازته فى يد شخص أوروبى ، وأن اهداه صاحبه لسيدة فيتمنى ان تكون على نفس قدر إحترام " جين أوستن" ، ويبدو أن صالة " سوذبى" العالمية للمزادات ليست هذه المرة الأولى التى تحصل فيها على ممتلكات هذه الكاتبة وتقوم بعرضها وبيعها فى مزاداتها ، ففى العام الماضى بيعت مسودة كتاب لم تنشر لنفس الكاتبة ب 6.1 مليون دولار. الجدير بالذكر أن جين أوستن عاشت فى الفترة مابين 16 ديسمبر 1775 – 18يوليو1817 ، وولدت لأسرة فقيرة ولكنها كانت مهتمة بتعليم أبنائها ، ولم تتزوج " أوستن" حتى وفاتها ولكنها خطبت مرة واحدة رجل إنجليزى ثرى جدا ، ولكنها كانت تؤمن بالحب كثيرا وأن الزواج بدون حب هو بمثابة سجن ، فقررت أن تفسخ خطبتها لتتفرغ بعد ذلك للكتابة والقراءة ، ورغم أن الكاتبة كانت مهتمة ومن اكبر كتاب أوروبا الذين كتبوا عن الأوضاع الإجتماعة لبريطانيا وأوربا فى تلك الفترة ومدى تاثير الثورات والحروب التى قامت هناك وتاثيرها على الأوروبيين ، إلا أن الحب والعاطفة والمرأة لم كان لها نصيب وحظ كبير فى مؤلفاتها ، ومن أشهر ماكتبت " كبرياء وتحامل وقد حول لفيلم مرة عام 1940 والأخرى فى 2005 ، وكتاب بأسم الإقناع".