فى محاولة كما يبدو للكثير من المحللين والخبراء للتوسط بين القاهرة وتل أبيب تقوم هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية بزيارة قصيرة إلى مصر تلتقى فيها الرئيس محمد مرسى وذلك يوم 14 يوليو القادم وبعدها بقليل ستنتقل كلينتون إلى تل أبيب لتعقد لقاء هاما مع عدد من المسئولين الإسرائيليين من أجل إعادة فتح الكثير من الملفات السياسية .. كلينتون لم تقم بزيارة إسرائيل منذ نحو عامين وتأتى زيارتها فى هذا التوقيت بالذات لمواكبة التغيرات التى تحدث فى الشرق الأوسط وخاصة مصر وفى محاولة لخلق حليف إستراتيجى جديد خلفا للرئيس المخلوع حسنى مبارك .. فماذا عن كواليس هذه الزيارة المنتظرة وهل سيجلس الدكتور مرسى مع بنيامين نتنياهو بعدها كما تروج لذلك صحف الصباح الصادرة فى إسرائيل؟ يرى الكثير من المحللين أن وشنطن سعت كثيرا لتقديم دعم قوى للحكومة المصرية من أجل تقريب وجهات النظر بين القاهرة وتل أبيب من أجل الإبقاء على معاهدة السلام وخلق قنوات اتصال وحوار دائم بين مصر وإسرائيل وضمان ابتعاد مصر عن المحور الإسلامى الشرقى الذى تتزعمه إيران. حول الاتجاهات العامة فى هذا الإطار وما ستحمله هذه الزيارة المرتقبة يقول توحيد مجدى الكاتب الصحفى والمحلل السياسى بصحيفة روزاليوسف: المحاولات الأمريكية للتقريب بين مصر وإسرائيل بعد ثورة 25 يناير كثيرة وليست جديدة الآن وكانت الإدارة الأمريكية على اتصال بقيادات الإخوان فى مصر قبل أن يفكروا فى الترشح للرئاسة من منطلق رؤيتهم أن الإخوان هم الفصيل الأقوى والأكثر تنظيما فى مصر بعد الثورة وكانت هناك عدة زيارات سرية لمسئولين أمريكيين إلى مصر ولم تكن منصبة على معاهدة السلام فقط أو على إسرائيل فقط وإنما كانت تتناول العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وإعادة ترتيب الأوراق .. ويذكر توحيد مجدى أن الإدارة الأمريكية باتت ترى أن الإخوان هم الأقرب لتحقيق الفكرة الديمقراطية فى مصر خصوصا إذا التزموا بتعهداتهم بعدم أسلمة الدولة أو لم يسعوا للإخلال بالتوازن الإقليمي فى الشرق الأوسط.
ويرى توحيد مجدى أن مصر دخلت المربع التركى أو مربع التجربة التركية وهى تجربة ناجحة والولايات المتحدة ترى أن مصر فعلا تعيش نفس هذه الأجواء بمعنى أن الجيش أصبح مؤسسة وطنية تخاف على هيبة الدولة وتحمى النظام الجمهورى والمدنى بها كما يحمى الحدود ويحافظ على إتفاقية السلام وهذه الدائرة التركية هى دائرة متزنة وناجحة حيث تضمن ألا تميل مصر إلى الإسلام المتشدد وألا تعود إلى عصر ديكتاتورية الفرد الواحد وبهذا تسعى الأمور فى مصر إلى الاستقرار وهذا الاستقرار بلاشك يعود على المصالح الأمريكية والإسرائيلية بالنفع الكثير .. ولهذا فإن الزيارة المرتقبة والملعن عنها منذ فترة لهيلارى كلينتون ستضع النقاط على الحروف فى العلاقة القادمة بين مصر وأمريكا وإسرائيل .