ليه الواحد 'أحيانا' بيصحي من النوم وهو مضروب بالجزمة؟ علشان بيبقي حاسس إنه صحي للشقا بعد ما كان مستريح ودفيان وبيحلم إنه لابس جلابية أبيض في أبيض ومكتوب عليها 'إيديال'. ولكنك - إذا فكرت قليلا - ستكتشف أنك في الحلم كنت 'مجرد شاهد' واستيقاظك معناه أنك حصلت علي يوم جديد في الحياة ستكون أنت البطل فيه بطلا لديه فرصة أن يحول الأحلام إلي حقيقة يعيشها بالطول والعرض بدلا من الاكتفاء بدور المتفرج مع كل نهار جديد اجتهد في أن تكون خفيفا علي من حولك, واحرمهم من تكشيرتك وقلبة وشك والعقدة اللي في جبينك. استمتع بالحمام والدش والإفطار وداعب من يعيشون معك بابتسامة متفائلة, واحتفظ بهذه الابتسامة حتي تصل إلي الأسانسير, وانظر إلي نفسك في مرآة الأسانسير وشوف قد إيه ابتسامتك حلوة, ادخر الكراهية الدفينة في قلبك ليوم آخر, واجعل شعار هذا النهار.. 'نهاره أ (2) لا تغادر الفراش حتي تتأكد أن ' الحمام فاضي ' تفتح عينيك , تعتدل في الفراش , وأنت تعرف وجهتك جيدا .. ماهو أول مكان تزوره في الصباح .. إنه الحمام .. لاتغادر الفراش حتي تتأكد أن الحمام فاضي .. في الطريق إليه تشد الفوطة وسيجارة من العلبة وولاعة و ' جريدة أو مجلة ' ياسلام لو كانت ميكي . تلقي تحية الصباح علي أهل المنزل علي استحياء وبصوت منخفض وغير موجه لشخص بعينه ' صباح الخير في المطلق ' وتغلق خلفك الباب .. تفتح النور وتنظر إلي وجهك في مرآة الحمام تتحسس بعينيك وجهك المنتفخ وأنفك المعوج والجفون الغامقة وشعرك الأشعث , تشعر كأنك كنت نايم ' في حضن تايسون .' تفرك عينيك جيدا وتخلع النصف الأسفل من ملابسك .. تجلس محني الظهر , ساندا ' كوعك ' علي قدميك .. تشعل السيجارة ثم تفتح المجلة من أي صفحة ليبدأ نوع من المعاناة اللذيذة .. متعة مشوبة بالألم . مع كل نفس سيجارة يتسلل الدخان إلي معدتك ويساهم في عملية التحريك والدفع , درجات المعاناة تحفظها جيدا فإذا زادت تشنجت وإذا قلت ' كانت ماشية معاك أسهل من اللازم ', اعتدلت قليلا وحاولت السيطرة علي الأوضاع , وفي الحالتين ستفكر ' أنا أكلت إيه إمبارح؟ ' ينتهي تصفحك للمجلة سريعا فقد حددت المواضيع التي ستقوم بقراءتها بالتفصيل فيما بعد وفي ظروف أفضل , وتلقي بها فوق الغسالة أو السيفون وتلتفت لسيجارتك فتجدها في آخر نفسين , فتحاول أن تنهي المسألة كلها مع انتهاء النفسين , وتستعين في إنهاء المهمة بالماء المندفع بقوة ' بالمناسبة تم تحطيم خط بارليف بالنظرية نفسها '.. ثم تشد آخر نفس من السيجارة وتلقي بها في العين من بين فخذيك محاولا ألا تلمس النار أي جزء من جسمك العاري . صوت السيفون يمنحك المزيد من الثقة بالنفس , ضغطة علي بخاخة جلد برائحة الفل تمنحك الشعور بالأمان , تعود إلي المرآة مجددا وتكون الانتفاخات قد هدأت ' قصدي انتفاخات وجهك ' ويستعيد وجهك قدرا من حالته الطبيعية .. تخلع ملابسك كلها وتقف في الحمام كالأهبل عاريا تتوجه ناحية الدش , تسلم نفسك للماء الفاتر وتزيل كل ماعلق بجسمك .. تعود إلي المرآة مجددا تغسل أسنانك و تتأمل لمعانها بغرور .. تفتح الباب وتخرج فتجد زوجتك .. تسأل نفسك ' إيه اللي جابها هنا؟ !' تقرأ زوجتك هذه الجملة مكتوبة علي جبهتك فتمتعض قليلا , فتلحق بها قبل الدخول في مرحلة العكننة وتبتسم لها ' قائلا : صباح الفل .' (3) بلاش نجوم F.M علي الصبح أنا من أنصار أن يبدأ اليوم علي خلفية موسيقية تبعث في النفس الحماس والتفاؤل وتدخلك في MODE اليوم مباشرة وتجعل لحركتك في المنزل إيقاعا لطيفا ولديك عدة اختيارات , الأول أن تفتح الكمبيوتر فايل ' فيروز ' وتدوس Play all, والثاني أن تجهز فايل تطلق عليه Estmorning وتضع فيه كل الأغنيات التي تلمس قلبك وتؤثر في مودك بالإيجاب بداية بموسيقي ' باخ ' مرورا بعبدالحليم حافظ ونجاة ونهاية ب منار ' اه يانا تعبانه ', والاختيار الثالث هو إذاعة راديو سوا ذات الإيقاع المثير المبهج والاختيارات الغنائية الموفقة ' عربي وغربي ' والفواصل الإخبارية السريعة التي تعطيك فكرة عما يدور في أنحاء العالم . لكن إياك ومحطة نجوم f.m علي الصبح , ستستمع إلي الكثير من الإعلانات ' دايس لكل الأوضاع مش فاهم أوضاع ايه بصراحة ؟ ' وطلبات لاتنتهي بالاتصال بأرقام معينة ' لو عايز تكسب 500 جنيه , لو عايز تزور النبي - عليه الصلاة والسلام - لو عايز ساندوتش ميجا من مؤمن ' و ' خليك أورجانيك مع أسامة منير ' و ' كلام بنات مع أولويز ' و ' المكالمة بأربعتاشرقرش واشحن بعشرة جنيه في الشهر ', والسماجة المتأصلة في ' تشكلس .. فرفش حبة مع كل حبة ' و ' رنات روتانا ' طب وبعدين؟ ! زحام الإعلانات سيفقدك البهجة وسيجعلك تشعر أن البلد فيها بلد تانية غير اللي أنت عايش فيها , وإذا صادفك الحظ واستمتعت إلي أي أغنيات بين الإعلانات فستستمع إلي أغنية مقطوعة بفواصل تؤكد ملكية الأغنية وبس .. ناهيك عن الاختيارات يعني ممكن تبدأ يومك بأغنية تقفلك اليوم بدون ذكر اسماء مطربين . وكل ما ذكرناه في ناحية والناحية التانية ستجد نشرة عن زحام المرور في العاصمة , وهي النشرة التي تؤكد لك دوما أنك بحاجة إلي معجزة حتي تصل إلي عملك في ميعادك : كوبري أكتوبر كثافات مرورية عالية , وصلاح سالم واقف , ولو رايح مدينة نصر اوعي تاخد الأتوستراد .. مع تمنياتنا لكم بالوصول بالسلامة . (4) يوم باين من أوله تفاصيل صغيرة تكاد تفقدك الثقة في اليوم الذي بدأ بالفعل .. تفاصيل قد تعني لك أن ' اليوم دا شكله مش تمام ' وتستقبلها بالهتاف الشهير ' يا فتاح يا عليم ' مستنجدا بالله وطالبا منه ألا يلغي هذا اليوم .. ولكن اللطف فيه , وأحيانا تكون من النوع المتفائل وتستقبل هذه التفاصيل بهتاف رقيق هو اليوم باين من أوله . تصحو فتجد ' الميه مقطوعة ' يعني عندك اختيارين , الأول أن تغسل وجهك بماء من الثلاجة وتخش الحمام في الشغل , وأنت ماسك نفسك طول السكة , والثاني أن تعود إلي النوم بعد خناقة مع البواب ' طيب وهو ذنبه إيه؟ علي باب البيت تكتشف أن قميصك عليه بقعة قد حباية عين الجمل , أو تقفل الزرار العلوي فيطلع في إيدك , أو تطمئن علي ' ابنك العيان وراقد في السرير ' قبل ذهابك إلي الشغل فيروح مرجع علي البدلة بتاعتك .. في كل الأحوال لابد من العودة إلي مرحلة الدولاب من جديد . عندما تصحو مفزوعا علي صوت كلاكسات أتوبيسات المدارس المتراصة تحت ' بلكونتك '.. تفتح عينيك وأنت علي حافة التوتر وتحاول أن تكتم غيظك , لكنك بينك وبين نفسك تسب للعيال والمدارس ألف ملة . تصحو فتكتشف أن Alarm الموبايل ' مارنش ' وانك يادوب تلحق تطلع من البيت خلال 3 دقائق أو أقل , تجري من الحمام إلي الدولاب إلي الأسانسير وأنت تسأل نفسك لماذا لم يخلقك الله من النوع ال Matrix, تفرز كميات هائلة من الأدرينالين خلال الدقائق الثلاث , يفوتك الحمام والإفطار والشياكة وقد تنسي الموبايل ثم تتذكره فجأة في الأسانسير ' اللي عمال ينزل ومش عايز يقف '. تصحو وتتأمل وجهك في المرآة فتجد ' حباية طالعة في مناخيرك أو في خدك وواخدة مساحة مش صغيرة ' أو تجد عينك الشمال ملتهبة ووارمة , تصمت وبداخلك سؤال حول كيفية استقبال الناس ' لواحد مشوه زيك '. ' أضف إلي النقطة السابقة احتمال انك ' تجرح نفسك وأنت بتحلق تصحو محتاجا ل ' دش ماء ساخن '.. وفي الحمام وبعد أن خلعت كل ملابسك تكتشف ' إنك كان لازم تحط فيشة السخان من بالليل .' تصحو فتجد ' مراتك لاوية بوزها ' علي الصبح دون أن تبدي الأسباب ' كالعادة ' وترهق نفسك في حوار ' مالك .. ماليش '.. ' يابنتي مالك .. مافيش '.. ' طب ولما هو مافيش أمال مالك؟ '. ع الصبح مكالمة من صديق يخبرك بحادث أو حالة وفاة أو مصيبة في الشغل .. أصطبحنا واصطبح الملك لله . عندما تكتشف وأنت علي باب العمارة ' إنك مخفف والجو برد .. أو متقل والجو حر جحيم '. عندما تصحو فتجد ميسد كول , تتصل بصاحبها فتجد أن الكارت خلص ' لازم كارت جديد ' أو أنهم قطعوا الحرارة لأنك مادفعتش الفاتورة ' لازم مشوار موبينيل '.. وفي الحالتين ستشعر بضعف في ثقتك بنفسك وباليوم الذي ستقضيه ' وأنت بتستقبل بس .' لو كنت تملك سيارة .. وتجد أن ' البطارية نايمة ' فتبدأ رحلة البحث عن صعايدة ' يزقوا لك العربية وتسيبهم وتجري وانت رافع لهم إيدك من الشباك .. شكرا ' أو تجد أن ' الكاوتش نايم ' وماعندكش استبن . لو كنت تمتلك مقعدا في ميكروباص .. وتقابل في الطريق لجنة توقف سواق الميكروباص وتسحب رخصه بعد نصف ساعة من محاولات السائق لاستعطاف أمين الشرطة .. وبعد هذه ' العطلة ' يعود السائق إلي مقعده وينظر إليك ' أنا اصطبحت بوش مين النهارده '. (5) ناموسيتك كحلي هل تصحو بقوة واندفاع كأنك كنت تركب قطارا وتوقف فجأة؟ إذن أنت تصحو وأنت تعرف جيدا أنك ' راحت عليك نومة ', ويبدو هذا الشعور مفزعا للكثيرين لأنه - غالبا - يعني ' خصم يوم من الشغل '.. وأنت الآن أمام خيارين .. الأول أن تذهب إلي العمل وستتعرض للتوبيخ من رئيس القسم والمدير .. هذا التوبيخ السمج المصحوب بمحاولة بائسة للاستظراف ' ناموسيتك كحلي يا سيدي ' ومعاقبتك بالمزيد من العمل ' وبرضه هايخصموا منك اليوم ' والخيار الثاني أن تقوم وتغلق الستائر وتشرب القليل من الماء وتعود إلي الفراش ' وتشد لحافك ' وتكمل نومك .. لتصحو براحتك وقد اقتنصت في وسط الأسبوع يوم إجازة بعيدا عن الزحام والضوضاء وسخافة الزملاء وقعدة المكتب والشغل شغل شغل , يوم لمتعتك الشخصية .. تصحوا براحتك , تفطر وتاخد دش وتعمل شاي وتشغل ميلودي وتولع لك سيجارة وتمسك التليفون تكلم أمك وإخوتك وأصحابك وممكن مع مراتك تدخلوا سينما حفلة 6 أو تزور حماتك ' اللي مزعلها منك ' وتتعشي وتنام بدري , وتاني يوم تروح الشغل أول واحد .. راحت عليك نومة؟ ! ولايهمك .. ' الشغل مش هايطير ' [email protected] عمر طاهر