ثلاثة ملايين مصري يعملون في دول الخليج ما بين عمال و موظفين و مدرسين ومهندسين و أطباء..يختلفون في الوظائف لكنهم يتفقون في أنهم يعيشون عبيدا تحت أمر الكفيل وإذا اختلفوا معه أصبحوا مجرد سجناء حتي أن منظمات حقوق الإنسان العالمية مثل هيومان رايتس و منظمة العفو الدولية وجهت انتقادات شرسة الي دول الخليج لاتباعها هذا النظام المستبد علي إخوانهم العرب مما دفع مصر ولأول مرة إلي أن تطالب دول الخليج رسميا بإلغاء نظام الكفيل وذلك بعد الحملة التعسفية والتفنيشات الهوجاء التي تعرض لها المصريون في الآونة الأخيرة وللأسف زاد الوضع سوءا بعد الثورة..' الشباب' ترصد القضية وقصصا مؤلمة لواقع أكثر من مهين فماذا يحدث بالخليج؟ ' وكأننا نسمع قصة فيلم اكشن '.. هذا ما قاله لنا صبحي حلمي - أحد العاملين بالخارج - والذي قال : سمعنا عن المواطن المصري الذي استعان بالتصريح الجمركي الخاص بزميله وتنكر في زي احد عمال المطعم بالمطار ليستقل الطائرة المتوجهة الي القاهرة كي يتخلص من عذاب كفيله الذي اختلف معه فرفض إعطاءه مستحقاته .. ورفض أيضا عودته إلي موطنه وكأنه اشتراه وللاسف هذه حقيقة نظام الكفيل او كما يسميه المصريون في الخليج ب ' نظام الرق الجديد ' فهو نظام متبع منذ العهد البائد ولكن زاد عليه بعد الثورة نظام ' التفنيش وهو مشتق من كلمة finish ويقصد به إنهاء عقد العمل من قبل رب العمل ومغادرة البلاد خلال مدة معينة . حسن فهمي احد ضحايا نظام الكفيل يروي قصته قائلا : تعرفت علي سعوديين في مصر عن طريق أحد أصدقائي وكانا يشرعان في الدخول في المقاولات بالسعودية وجاءا لاستقدام بعض العمال , ولما تعرفا علي وعلما أنني أعمل بالمقاولات عرضا علي السفر للسعودية , ولكني رفضت نظرا لمعرفتي المسبقة بنظام الكفيل , ولما علما السبب وعداني بأنهما يخافان الله وسأكون حرا في العمل والتنقل مع الوعد بترك جواز سفري معي , عموما وافقت وسافرت ومرت الأمور علي خير حتي صدمت برفض طلب استقدام أسرتي وعند شراء سيارة وجدت أنه لابد من موافقة كتابية للكفيل لكي أشتري سيارة مع أن السيارة بفلوسي أنا وليست بفلوس الكفيل وأردت أن أؤجر سكنا وجدت أنه لابد من موافقته وأردت أن أسافر لعمل عمرة فوجدت أنه لابد من موافقته وبسبب قانون العبودية هذا في أول إجازة ' نفدت بجلدي '. اما محمد عامر فكان له تاريخ طويل مع نظام الكفيل الخليجي والذي انتهي به المطاف إلي الترحيل إلي مصر أو كما يطلق عليه الإخوة الخليجيون ' التفنيش ' فمحمد شاب يبلغ من العمر 40 عاما سافر الي دولة الكويت من حوالي عشرين عاما وظل طوال هذه المدة تحت رحمة الكفيل ويقول : المصري في الإمارات إما غير مرغوب فيه أو مشتبها به فالأول يتم الصبر عليه حتي يتوافر بديل له اما الثاني فيتم ترحيله علي الفور غير أن تعيين المصريين بالإمارات موقوف في الوظائف العامة إضافة إلي أن تأشيرات الزيارة محظورة ونقل الكفالات ممنوع وتجديد العقود أو الإقامة لا يتم إلا بطلوع الروح والذل إلي أجهزة الأمن هناك وهذا ما يجعل كثيرا من المصريين يضطرون الي كسر الإقامة والعمل بدونها و بالتالي التهرب من التفتيش , لكن بعد الثورة الحال تبدل 180 درجة فخلال العام الماضي تم ترحيل حوالي 35 ألف مصري ومورست ضغوط عديدة فمثلا طلب مني الكفيل إعادة أسرتي إلي مصر ومع ذلك وافقت , فادعي هروبي وسلم جواز سفري للترحيلات فتوجهت للسفارة وكان الحل في النهاية الرجوع إلي مصر وأنا هنا منذ 5 شهور وطبعا لم أجد فرصة عمل مناسبة في ظل الأوضاع التي تعيشها البلد لذلك أفكر جديا في البحث عن فرصة سفر مرة أخري . فتحي رياض مصري كان يعمل بإمارة الشارقة بدولة الإمارات أكد انه عاني طيلة ثماني سنوات من الضغط الذي كان يمارسه الكفيل عليه ولكنه كان يتحمل لان العائد المادي كان مجزيا ولكن مؤخرا كفيله طلب منه أن ينقل كفالته علي كفيل غيره وطبعا هذا الإجراء صعب جدا هناك ولما تعثر فتحي هدده كفيله بالتفنيش وبالفعل عمل له خروجا نهائيا وبالفعل نزل مصر وحاول جاهدا أن يبحث عن فرصة عمل ففشل لذلك اضطر إلي أن يشتري فيزا للسعودية ب 20 ألف جنيه .