لم تهدأ بعد عاصفة زيارة المفتى للمسجد الاقصى .. وأظنها لن تهدأ .. فالدكتور على جمعة يصر على الدفاع عن زيارته الصادمة مبررا ذهابه بان هدفه كان نصرة الاقصى .. وبأنها زيارة شخصية وليست رسمية .. وهذا التبرير يطرح عددا من الاسئلة منها : لماذا لم يفكر فضيلته فى نصرة الاقصى طوال الفترة الماضية ؟ هل كانت قوة الدولة وهيبتها فى السابق تمنعه ؟ ام ان اقتراب موعد خروجه على المعاش دفعه لان يختتم مشواره بزلزال ربما ظلت توابعه تلاحق فضيلته وتجعله فى بؤرة الاهتمام لفترة اطول حتى وان كان بعيدا عن المنصب الرسمى ؟ اما محاولة الفصل بين العام والخاص بدعوى ان هذه الزيارة شخصية فمردود عليها بعدم المنطقية .. والا لما كانت هناك مشكلة فى ان يجلس القاضى فى المقهى ويخالط العامة فى المساء ثم يجلس على منصة العدالة فى الصباح ليحكم بينهم .. لكنى على اية حال لا استطيع ان اقرأ زيارة فضيلة المفتى الى المسجد الاقصى بشكل منفصل عن الزيارة التى سبقتها للداعية الاسلامى الحبيب على الجفرى للقدس والتى صرح بعدها بانه يطبع مع الاقصى وليس مع الاسرائليين .. لا يمكننى ايضا ان احلل الزيارة بعيدا عن تصريحات مفتى القدس الذى اكد ان هناك شخصيات دينية عربية سوف تزور المسجد الاقصى فى الفترة القادمة .. ولا يجوز لعاقل ان يتغافل عن توقيت رحلات الحج التى قام بها عدد من المسيحيين الى القدس بعد سنوات من التحريم .. والمعنى ان هناك تخطيطا ما .. هناك سيناريوهات تم اعدادها وجرى اختيارعدد من الشخصيات الدينية التى تتمتع بالمصداقية والتى تلقى قبولا جماهيريا ليكونوا ابطالا لهذه الزيارات الغامضة .. اتصور ان فى الامر خدعة .. وان وراءه سر غامض .. وأشعر - بحاستى الصحفية – ان كشف هذا السر سوف يفجر مفاجآت كبرى ربما غابت عن ذهن فضيلة المفتى .. لكنه يستطيع ان يساعدنا اذا روى لنا تفاصيل دعوته للقيام بهذه الزيارة .. من دعاه ومتى واين وكيف فاتحه فى امر الزيارة ؟ من كان موجودا وقتها ؟ ماذا كان يرتدى ؟ هل خرج او دخل احد على فضيلته اثناء هذا الحوار ؟ هل تم الاتفاق على تفاصيل الزيارة فى نفس اليوم ام طلب المفتى وقتا ليفكر ؟ هل تواصل بعد ذلك مع صاحب الدعوة تليفونيا .. ام بالايميل .. ام كانت هناك كلمة سر مثل ( خالتى بتسلم عليك ) التى قالتها نادية الجندى فى فيلم مهمة فى تل ابيب ؟ محمد عبد الله